ضغوط على المستشار الألماني لتسريع صادرات الأسلحة إلى أوكرانيا 

جاسم محمد

تحفّظ شولز حيال مطالب توسيع واردات الأسلحة لأوكرانيا تسبب في رد فعل عنيف من شركائه في الائتلاف


يتعرض المستشار الألماني، أولاف شولز، لضغوط متزايدة للسماح بتسليم أسلحة ثقيلة لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها أمام روسيا، في وقت يتهمه أعضاء ائتلافه الحاكم بالفشل في الوفاء بوعوده.  

وفاجأ شولز حتى الشركاء المقربين في ائتلافه المكون من 3 أحزاب، عندما أعلن في 27 فبراير 2022 عن “تغيير تاريخي” في السياسة الألمانية عبر تعزيز الإنفاق الدفاعي وتخفيف موقفها الطويل الأمد بشأن رفض تصدير الأسلحة إلى مناطق الصراع.

دعم عسكري صريح لأوكرانيا

قال المستشار الألماني مطلع إبريل 2022، إن ألمانيا اتفقت مع أوكرانيا على قائمة بالأسلحة المطلوبة وغيرها من العتاد العسكري، دون الخوض في تفاصيل. ردًا على سؤال بشأن ما إذا كانت ألمانيا سترسل دبابات قتالية أو طائرات حربية من مخزونها، لكن وزيرة الدفاع، كريستين لامبرخت، قالت إن برلين استنفدت تقريبًا قدرتها على إمداد أوكرانيا بالأسلحة من احتياطياتها العسكرية، لكنها تعمل على عمليات تسليم مباشرة من المصانع.

وقال شولتس في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء يوم 11 إبريل 2022 إن ألمانيا أمدت الحكومة في كييف بأسلحة بالفعل وستواصل فعل ذلك، مشيرًا إلى مواصلة التشاور بشأن بتوريد أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا داخل الاتحاد الأوروبي بحيث “لا تكون هناك مسارات منفردة”.

تحفظ ألماني حيال تسليم أسلحة ثقيلة

تسبب تحفّظ شولز حيال مطالب توسيع واردات الأسلحة لأوكرانيا في رد فعل عنيف من شركائه في الائتلاف، حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر الليبرالي. وفي حين امتنع أعضاء مجلس الوزراء حتى الآن عن النقد العلني واكتفت وزيرة خارجيته، أنالينا بيربوك، بالإشارة إلى تأييدها تقديم أسلحة أكثر تقدمًا ، كان المشرعون أكثر صراحة، وحثت رئيسة لجنة الدفاع في البوندستاغ، ماري-أغنيس ستراك-زيمرمان، في مقابلة مع صحيفة Stuttgarter Zeitung على الموافقة “بسرعة” على تسليم الدبابات.

وقال السفير الأوكراني لدى ألمانيا، أندريه ميلنيك، يوم 12 إبريل 2022 لمحطتي تلفزيون ألمانيتين، تعليقًا على دعوة مسؤولين أوكرانيين شولز إلى زيارة كييف، إن “زيارة المستشار الألماني يجب أن تركز على كيفية مساعدة ألمانيا لأوكرانيا بالأسلحة الثقيلة في المعركة ضد روسيا.وأكد أن دولًا أخرى في حلف شمال الأطلسي مثل جمهورية التشيك اختارت بالفعل أن تسلم أسلحة ثقيلة. وأعربعن أمله في أن تقرر الحكومة الألمانية قريبًا أن تحذو حذوها.

قائمة المعدات والأسلحة الألمانية إلى أوكرانيا

تقرير لمجلة دير شبيغل الألمانية أشار إلى مستندات سرية في البرلمان الألماني مصنفة على أنها سرية للغاية من قبل الحكومة الفيدرالية، تتضمن الأسلحة التي سلمتها ألمانيا لأوكرانيا حتى الآن، وتشمل 500 صاروخ ستينغر مضاد للطائرات، وألفين و700 صاروخ أرض- جو من طراز ستريلا من مخزونات ألمانيا الشرقية السابقة، و3 آلاف مدفع مضاد للدبابات.

وتضم القائمة التي جرى تحديثها مؤخرًا في أوائل أبريل 2022، 100 مدفع رشاش، و16 مليون طلقة من الذخيرة لأنواع مختلفة من أسلحة يدوية ومئات الألغام المضادة للدبابات، إضافة إلى 80 مركبة مدرعة لجميع التضاريس ، و 50 شاحنة طبية من طراز Unimog ، و 14 منصة نقالة من الإمدادات الطبية، ونصف مليون عبوة من حصص الإعاشة لرجل واحد، و4 أنظمة دفاع دون طيار، ومعدات للرؤية الليلية ومناظير.

إشكاليات تشغيل الدبابات الألمانية

تلقت أوكرانيا عروضًا بالدبابات من Rheinmetall إضافة إلى شركات أخرى، بما في ذلك مجموعة الأسلحة Krauss-Maffei Wegmann (KMW)، وفقًا لتقارير إعلامية، ومع ذلك ورد أن بعض الدبابات قد تستغرق عدة أشهر لتجديدها، في حين أشار النقاد أيضًا إلى أنه سيتعين تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدامها.

وكان موقف ألمانيا هو أن مشغلي الأسلحة مثل دبابات Marder وLeopard يحتاجون إلى التدريب قبل أن يستخدمها الجيش الأوكراني على نحو فعال. وبدلاً من ذلك، اقترحت الحكومة أن بولندا وشركاء آخرين من أوروبا الشرقية يمكنهم توفير معدات تعود إلى الحقبة السوفيتية، ويمكن لألمانيا استبدال تلك بمعدات أكثر حداثة.

ووافقت الحكومة الألمانية على تسليم دبابات قتالية من جمهورية التشيك إلى أوكرانيا. وذكرت صحيفة “فيلت” مطلع إبريل 2022 أن الأمر يتعلق بـ58 دبابة من مخزون جيش ألمانيا الشرقية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية في تصريحات لوكالة د.ب.أ إنه صدر تصريح بتسليم هذه الدبابات لأوكرانيا.

ولا تزال الضغوط على المستشار الألماني من داخل الائتلاف والسياسيين الألمان تتصاعد، ويطالبونه بتسريع إرسال المزيد من الأسلحة، بقيادة حزب الخضر وزيرة الخارجية، آنالينا بيربوك، لكن يوجد أيضًا أصوات ترفض هذا الاتجاه في ظل تحذير روسيا لأمريكا وحلف شمال الأطلسي من “عواقب غير متوقعة” لإرسال أسلحة “أكثر حساسية” إلى أوكرانيا، لكن وزير العدل الألماني، ماركو بوشمان، شدد على أن إرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا مثل الدبابات “ليس دخولًا في الحرب”.

ربما يعجبك أيضا