هل تنهي الهدنة حصار تعز؟

ضياء غنيم

تعاني تعز، أكثر محافظات اليمن اكتظاظًا بالسكان، منذ عام 2014 من حصار مؤلم، أودى بحياة المئات، ولم تنجح الاتفاقات السابقة في تحقيق انفراجة، فهل تنجح الهدنة الحالية في معالجة ملف فتح الطرق؟


دخلت اليمن مطلع شهر رمضان الجاري هدنة إنسانية برعاية الأمم المتحدة تشمل وقف العمليات العسكرية على مختلف المحاور، والسماح بتسيير رحلات تجارية محددة سلفًا من وإلى مطار صنعاء الدولي، وفتح الطرق في محافظة تعز وباقي المحافظات.

وتأمل الحكومة اليمنية في فك حصار تعز، المستمر منذ 2015، باعتباره أحد أولويات الهدنة، وعاملًا رئيسًا في إنجاحها وفق تصريحات وزير الخارجية، أحمد عوض بن مبارك، الذي أكد تسليم حكومته أسماء فريقها لفتح الطرق إلى المبعوث الأممي هانز جروندبرج.

تعز مؤشر على التهدئة أو التصعيد

تتعرض تعز لحصار مطبق من الشمال والشمال الغربي منذ عام 2015 من سيطرة ميليشيات الحوثي على مدخلين وحيدين للمحافظة، هما منفذ حوبان الرابط بينها وبين محافظات إب ولحج وصنعاء وعدن، ومنفذ بير باشا أو “منفذ غراب”، ونجحت قوات الحكومة بدعم من التحالف العربي في فك هذا الحصار جزئيًّا في أغسطس 2016 حين أمّن اتصالها بالمحافظات الجنوبية والعاصمة المؤقتة عدن.

المحافظة المكتظة بالسكان يعاني أهلها والقادمون إليها من المحافظات الشمالية من صعوبة الحركة مع غلق الطرق، ويؤدي إغلاق معبر حوبان “6 كم” إلى قطع مسافات كبيرة والالتفاف عبر الطرق الجبلية الوعرة “80 كم” حتى الوصول إلى قلب مدينة تعز، ما عظم زمن العبور من دقائق إلى بضع ساعات.

الطرق الجبلية في تعز

طرق تعز الوعرة

خطوط السيطرة

تتوزع خطوط السيطرة بين الفرقاء على المحافظة البالغة 12,605 كيلومتر مربع، وتستحوذ الحكومة الشرعية على نحو 60%، تشمل مركز المحافظة ومديريات القاهرة، والمظفر، والشمايتين، وصبر الموادم، والمسراخ، ومشرعة وحدنان، والمعافر والمواسط، وذوباب، والمخا، والوازعية، وموزع.

وتسيطر ميليشيا الحوثي على 40% من تعز، تمثل السيطرة الكاملة على مديريات التعزية وخدير وشرعب السلام وشرعب الرونة، وماوية. ويتقاسم الطرفان السيطرة على مديريات جبل حبشي وصالة ومقبنة والصلو وحيفان وسامع، بحسب موقع المشاهد.

اتفاقات وتفاهمات حول تعز

مساعٍ عدة بذلتها الأمم المتحدة لفك الحصار عن تعز منذ 2015، لعل أبرزها اتفاق ستوكهولم 2018 الذي تضمن إعلان تفاهمات بين الطرفين.

شمل الاتفاق حول تعز تشكيل لجنة مشتركة تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة وتضم في عضويتها ممثلي المجتمع المدني على أن تجتمع لتحدد مهام عملها وصلاحياتها لتخفيف معاناة اليمنيين والمساهمة في إنهاء غلق الطرق.

وتأمل الأمم المتحدة والحكومة اليمنية أن تنهي الهدنة الحالية معاناة المحافظة عبر تفعيل اللجنة المشتركة بين الحكومة وميليشيا الحوثي لفتح الطرق، والتي أعلن وزير الخارجية عن إرسال أسماء الفريق الحكومي المفوض إلى المبعوث الأممي، فيما تتهم الحوثيين بتعطيل جهود التهدئة والهدنة.

خسائر بشرية ومادية

ظلت تفاهمات تعز حبرًا على ورق طوال 7 سنوات، فقد استمرت المواجهات قبل الهدنة بين الحكومة وميليشيا الحوثي، ولا تزال الطرق مغلقة بعد أسبوعين من انطلاق الهدنة، وأسهمت تلك الظروف في وقوع 17 ألفًا و326 شخصًا بين قتيل وجريح، وقد بلغ عدد القتلى 3590 مدنيًّا بينهم 761 طفلًا و347 امرأة و289 مسنًّا، خلال الفترة من مارس 2015 وحتى نهاية 2020.

وقتل القصف المدفعي والصاروخي لأحياء تعز 1462 شخصًا، وأدت أعمال القنص إلى مقتل 983 مواطنًا، بحسب موقع العربية نت.

 

ربما يعجبك أيضا