إعادة ترتيب المشهد السياسي.. ماذا يدور في السودان؟

ضياء غنيم
المشهد السياسي السوداني

تحركات متوازية لإحداث انفراجة سياسية في السودان، فإلى أين تستقر سفينة السودان؟


أشعلت وثيقة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية بالشراكة مع المكون العسكري حالة من الجدل في أوساط الأحزاب والمجموعات الثورية المعارضة التي تتمسك بالحكم المدني الشامل وإنهاء دور المؤسسة العسكرية في المشهد السياسي.

وفي ظل ترقب لحوار سوداني سوداني ترعاه بعثة الأمم المتحدة يونيتامس، مثلت مشاركة رئيس حزب الأمة القومي برمة ناصر سجالًا داخليًا في الحزب المنتمي لقوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي، فكيف تؤثر تلك الوثيقة في المشهد السوداني؟ وإلى أين تنتهي مبادرات الحوار السياسي؟

وثيقة جديدة تربك المشهد السياسي

بمبادرة من المركز الإفريقي لدراسات الحوكمة والسلام والتحول ومركز دراسات السلام والتنمية بجامعة بحري بالخرطوم، وقَّعت أحزاب وفصائل مسلحة “الوثيقة السودانية التوافقية لإدارة الفترة الانتقالية” يوم الثلاثاء 19 إبريل 2022، وتصدر تلك القوى أطراف اتفاق سلام جوبا، بجانب رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، بحسب سودان تريبيون.

شملت الوثيقة إقرار النظام الفيدرالي واتفاق سلام جوبا، وتوسيع مشاركة مختلف المكونات في الفترة الانتقالية ما عدا حزب المؤتمر الوطني المنحل وتقليص عدد أعضاء مجلس السيادة إلى 11 عضوًا منهم 4 مدنيين و4 عسكريين و3 من أطراف اتفاق السلام في جوبا، وتضمنت صياغة وثيقة دستورية توافقية ومد مرحلة الانتقال إلى مايو 2024.

جدل في حزب الأمة

أحدث وجود رئيس حزب الأمة توقيع ميثاق التوافق جدلًا داخل الحزب، فقال برمة، إن التوقيع على الوثيقة لا يمثل موقف الحزب، وتعد مشاركته تلبية لدعوة المركز الإفريقي ومركز دراسات السلام بشأن توحيد المبادرات السياسية لحل الأزمة.

وفي المقابل أعلن القيادي عروة الصادق في تصريحات لسودان تريبيون رفض الحزب توقيع رئيسه على الوثيقة “بمشاركة شخصيات وأحزاب داعمة لنظام الرئيس المعزول”، ورجح أن يخضع برمة للمساءلة عبر هيئة الرقابة وضبط الأداء.

النظام السابق يعود إلى المشهد السياسي

عقب إطلاق سراحه في 7 إبريل الجاري، يعمل رئيس حزب المؤتمر وزير الخارجية الأسبق د. إبراهيم غندور على إعادة الحزب إلى المشهد السياسي السوداني.

وفي تطور لافت عاد عناصر حزب المؤتمر الوطني المنحل للمشهد السياسي السوداني في ذكرى معركة بدر بالاحتشاد في ساحة الحرية شرق الخرطوم ودشنوا “التيار الإسلامي العريض” يوم الاثنين 18 إبريل 2022 مع عدة فصائل وشخصيات أبرزها الحركة الإسلامية السودانية وجماعة الإخوان، ومنبر السلام العادل، وتيار النهضة، وحزب دولة القانون والتنمية، وحركة الإصلاح الآن، وحزب التحرير والعدالة.

مقطع فيديو يثير الجدل

بالتزامن أثار مقطع فيديو يظهر الرئيس المعزول عمر البشير يتجول في مستشفى بكامل صحته ودون حراسة، تساؤلات نتيجة خضوعه للمحاكمة وتحويله للمستشفى بدعوى تدهور وضعه الصحي.

واعتبر عضو هيئة الاتهام في قضية مدبري انقلاب 1989 المحامي معز حضرة هذا تلفيقًا لتقاريره الطبية أو تساهلًا من السلطات لمنع حضوره جلسات المحاكمة.

مسار الحل الصعب

بحسب محللين، تشهد الساحة السودانية ترتيبات لإعادة عملية الانتقال السياسي إلى مسارها، أبرزها جولات رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في مصر والإمارات والسعودية وجنوب السودان وأوغندا لدعم إجراءاته في مواجهة تراجع انخراط القوى الغربية، والتوتر بين البرهان ورئيس البعثة الأممية فولكر بيرتس، ما يعطل المفاوضات الجامدة مع قوى المعارضة.

وفي المقام الثاني تشهد خريطة الأحزاب السياسية توازنات جديدة في إطار السعي لتوسيع دائرة الانتقال عبر تقليص حضور الحرية والتغيير المجلس المركزي لصالح إعطاء متنفس لحركات الإسلام السياسي وبناء تحالف جديد من فصائل وقوى كانت ضمن الحزب الاتحادي الديمقراطي، أحد قطبي السياسة السودانية إلى جانب حزب الأمة خلال عقود مضت، وتستثني الترتيبات الجارية في المشهد السياسي السوداني حضور وتأثير مجموعات المعارضة غير الحزبية التي حركت المظاهرات عقب 25 أكتوبر 2021.

ربما يعجبك أيضا