دير السلطان في القدس.. أزمة تتجدد بين الكنيسة المصرية والإثيوبية

نداء كسبر

يعد دير السلطان أحد أهم الأماكن العربية المقدسة الواقعة في مدينة القدس الشرقية، وتحديدًا في حارة النصارى بجوار كنيسة الملكة هيلانة للأقباط الأرثوذكس، والممر الواصل إلى سور كنيسة القيامة.


تجددت أزمة دير السلطان في مدينة القدس، يوم الاثنين 18 إبريل 2022، جراء اعتداء عدد من الأحباش الإثيوبيين على الرهبان المصريين الموجودين داخل الدير أثناء ممارسة طقوس أسبوع الآلام.

وبدأت أزمة الدير المملوك للكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، أمس الأول الثلاثاء، بنصب مجموعة من الإثيوبيين خيمة ورفع العلم الإثيوبي بطول 4 أمتار تقريبًا، ما استفز القائمين على الدير، الذين وضعوا العلم المصري على الدير، في تكرار لواقعة سابقة شهدها الدير في إبريل 2021.

ما هو دير السلطان 

يقع دير السلطان، المسمى نسبة للسلطان صلاح الدين الأيوبي، داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة النصارى بجوار كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى سور كنيسة القيامة.

تبلغ مساحته حوالي 1800 متر، وأهداه السلطان صلاح الدين الأيوبي للأقباط لإخلاصهم، وتقديرًا للدور الوطني الذي لعبوه في المعارك ضد الجيوش الصليبية التي احتلت القدس.

تفاصيل الأزمة

قال الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تصريحات صحفية، يوم الثلاثاء: «فوجئنا مع بداية أسبوع الآلام بتعليق الأحباش علمًا بطول 4 أمتار في 4 أمتار وأبلغنا الشرطة، والتي هي على علم بتكرار الواقعة العام الماضي، فرسمنا علم مصر على باب الدير».

وتابع: «حضرت الشرطة وطلبت منا إزالة العلم المصري، وابلغناهم رفضنا لطلبهم، وأن ذلك لن يحدث إلا بعد رفع الإثيوبيين علمهم والتوقف عن مثل تلك الممارسات التي تسعي لطمس هوية الدير وملكيته للكنيسة المصرية»، مشددًا على أن الدير في الأساس قبطي، وستظل هويته قبطية.

نزاع طويل المدى على ملكية دير السلطان

شهد دير السلطان خلال تاريخه نزاعًا طويل المدى على ملكيته بين الكنيسة المصرية ونظيرتها الحبشية، رغم استضافة الرهبان المصريين لنظائرهم الأحباش لمدة 3 قرون، لعجزهم عن دفع الضرائب المُقررة عليهم، لكنهم كانوا يثيرون قضية النزاع على الملكية في عديد المناسبات.

الأحقية التاريخية للكنيسة المصرية

أصدرت الكنيسة المصرية بيانًا في 21 نوفمبر 2018، إثر تجدد الأزمة على ملكية الدير مع الكنيسة الإثيوبية، منوهةً بأن الدير أحد أديرة الكنيسة القبطية خارج مصر ومباني الدير ومشتملاته ومكوناته تدل على هُويته القبطية المصرية شأنه شأن جميع الأديرة المصرية وهو جزء من ممتلكات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الأراضي المقدسة.

وأضاف البيان أن “دير السلطان” لم تنقطع فيه الرهبنة المصرية فيه، ولم يخلُ يوماً من الأيام من الرهبان الأقباط المصريين حتى الآن، مكملًا: “رغم المحاولات المتكررة للاستيلاء على الدير والتي استمرت لمئات السنين، إلا أن الكنيسة المصرية تمكنت من الاحتفاظ به، وفي كل مرة كان يصدر الحكم لصالحها واستلام الدير بكل مشتملاته”.

وأوضح البيان أنه حتى المرة الأخيرة في اعتداء 25 أبريل 1970، حكمت محكمة العدل العليا الإسرائيلية أعلى سلطة قضائية في دولة الاحتلال في 16 مارس 1971 لصالح الكنيسة القبطية المصرية لما لديها من مستندات تثبت ملكيتها وحيازتها للدير كوضع قانوني دائم في الأراضي المقدسة.

ربما يعجبك أيضا