دمج «الحرس الثوري الإيراني» مع الجيش.. هل يحل معضلة العودة إلى الاتفاق النووي؟

يوسف بنده

معضلة رفع اسم «الحرس الثوري الإيراني» من قائمة العقوبات تقف عائقًا أمام العودة للإتفاق النووي، وسط مساعي واشنطن وطهران لايجاد الحل.


ما زال إصرار إيران على رفع اسم الحرس الثوري من قائمة الإرهاب والعقوبات الأمريكية يقف عائقًا أمام التوصل إلى اتفاق نووي فيينا.

وعبر منبر الجمعة في طهران، أمس، أوضح رجل الدين المتشدد، أحمد خاتمي، ضرورة رفع جميع العقوبات، مشددًا على رفع اسم الحرس الثوري من قائمة العقوبات، وإغلاق ملف الأبعاد العسكرية للبرنامج النووي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسب وكالة “إيسنا“.

حَلّ الحرس الثوري

وسط رفض في الداخل الأمريكي من خطة الرئيس، جو بايدن، للاستجابة إلى المطالب الإيرانية، قال تقرير لمجلة ‬‮”‬ناشيونال‭ ‬إنترست‮”‬‭ ‬الأمريكية، تحت عنوان “يجب تفكيك الحرس الثوري“، إن واشنطن عليها حل مؤسسة الحرس الثوري التي وصفها بالإرهابية، بدلًا من رفعها من قائمة الإرهاب. معتبرًا أن الأمر بمثابة تنازل كبير ‬لنظام‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬كقوة‭ ‬ترهيب في الداخل والخارج.

وأوضح التقرير أن واشنطن تريد الحصول على التزام من إيران بتغيير السلوك الإقليمي للحرس الثوري، على الأقل في ما يتعلق بمصالح أمريكية محددة. لكن الحرس لا يستطيع ولن يغير سلوكه، ولدى إيران تاريخ طويل من انتهاك الالتزامات. بالإضافة إلى أن هذه الخطوة من جانب واشنطن، ستجعل الحلفاء يفقدون الثقة كاملًا في الولايات المتحدة الأمريكية.

من أجل تغيير إيران

استطرد تقرير المجلة الأمريكية، بأن إدارة بايدن إنْ كانت تدعم التغيير في إيران، فإن عليها الإبقاء على اسم الحرس الثوري ضمن قائمة العقوبات، لأن هذا الجهاز هو عصا عقاب ودرع حماية مهم للنظام داخل إيران. وقد لعب الدور الرئيس في قمع ثماني انتفاضات ضد النظام منذ عام 2017م، وقتل أكثر من ألف و500 شخص خلال انتفاضة 2019.

ولفت التقرير إلى أن الشعب الإيراني يقاوم ضد الحرس الثوري في الداخل، فقد أحرقوا مقرات له وصورًا لقادته، ويدرك الإيرانيون الدور التخريبي الذي يلعبه الحرس في السياسة الخارجية لبلادهم، وهدره أموال الشعب على دعم ميليشياته في الخارج. في أن حذفه من قائمة العقوبات والإرهاب سيبعث برسالة معاكسة داخل إيران وخارجها.

سلیمانی انتقاام 533x261 1

عقوبات على “فيلق القدس”

تبحث واشنطن عن مخرج للحرس الثوري، من خلال الفصل بين هذا الجهاز وذراعه الخارجية، فيلق القدس، الذي يتولى المهام وإدارة التهديدات الإقليمية. وذلك في مقابل أن تحصل واشنطن من طهران على التزام بعدم الانتقام والثأر لمقتل قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، على يد القوات الأمريكية في بغداد يناير 2020.

ولكن هذا العرض قُوبل بالرفض، وحسب وكالة إيسنا، فقد أوضح قائد البحرية في الحرس الثوري، رضا تنكسيري، الخميس 21 إبريل، أن التخلي عن خطة الانتقام لمقتل قاسم سليماني، مقابل رفع العقوبات، هو “وهم كاذب”. مضيفًا أن “المرشد الأعلى، وقائد الحرس الثوري يشددان على أن الانتقام أمر لا مفر منه، لكن نحن الذين سنحدد المكان”.

دمج “الحرس” مع الجيش

أشارت صحيفة “كيهان لندن“، المعارضة، الخميس الماضي، إلى أن الحرس الثوري قد يلجأ إلى دمج بعض قطاعاته الاقتصادية ضمن مؤسسات الجيش النظامي، أو تعمل تحت مظلته باسم المؤسسة العسكرية الرسمية في إيران، بهدف الخروج من قائمة العقوبات وحل معضلة العودة إلى الاتفاق النووي. وأوضحت الصحيفة أنه يوجد تعاون بين المؤسستين يساعد على ذلك.

وحذرت الصحيفة من خطورة هذا الدمج، لأنه سوف يضع الجيش الإيراني تحت هيمنة وأيديولوجيا الحرس الثوري، وسيعزز من هيمنته على الاقتصاد الإيراني، فيمتلك ما بين 40 إلى 60% من الاقتصاد، في مجالات الإنشاء ونقل النفط والتجارة وتهريب البضائع. وهذه القوة الاقتصادية هى ما تعزز هيمنته داخل وخارج إيران.

ربما يعجبك أيضا