الصدر يعتكف والعيساوي يعود.. هل تتبدل التحالفات السياسية في العراق؟

ضياء غنيم
التحالفات السياسية في العراق

لا يزال العراق في اختبار صعب لبناء تحالف الأغلبية بعد فشل الصدر وحلفائه في انتخاب رئيس الجمهورية وترك الساحة لخصومه، فإلى أين تتجه موازين التحالفات؟


أسفرت انتخابات البرلمان العراقي، في أكتوبر 2021، عن ميلاد تحالفين متعارضين، لكل منهما رؤيته في تشكيل الحكومة، وفشلت المحادثات بينهما في معالجة الانسداد السياسي الحالي.

اضطر الطرفان إلى إعادة ترتيب موازين التحالفات السياسية في العراق، وبينما ترك زعيم تحالف “إنقاذ وطن” مقتدى الصدر لخصومه في الإطار التنسيقي مهمة تشكيل تحالف الأغلبية، انتقلت المعركة إلى خارج مجلس النواب لتعديل التوازنات السنية بتسوية أوضاع قيادات سابقة.

تسوية لتغيير مشهد التحالفات السياسية القائمة

على نحو مفاجئ، عاد وزير المالية الأسبق رافع العيساوي، وأحد شيوخ قبائل الأنبار حاتم السليمان إلى الساحة السياسية العراقية، بعد سنوات من الملاحقة في قضايا إرهاب ودورهما في احتجاجات 2012 غربي البلاد.

وتسعى تلك التحركات لتغيير خريطة التحالفات السياسية وإضعاف تحالف إنقاذ وطن بشطره السني بزعامة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وخميس الخنجر، عبر بناء تحالف منافس، ما يرجح ترؤس العيساوي تحالف نيابي سني بحسب النائب عن تحالف “عزم”، منصور المرعيد، وفقًا لشبكة أخبار العراق.

وفتحت تلك التطورات الباب أمام نائب رئيس الجمهورية الأسبق طارق الهاشمي، والمطلوب في قضايا إدارة وتمويل هجمات إرهابية، للظهور مجددًا على الساحة داعيًا لتمديد عمل حكومة تصريف الأعمال برئاسة مصطفى الكاظمي.

اعتكاف الصدر يربك الحلفاء والخصوم

قبيل انطلاق شهر رمضان، أعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اعتكافه لمدة 40 يومًا بعدما فشل تحالفه إنقاذ وطن في تمرير مرشحهم لرئاسة الجمهورية عن الحزب الديمقراطي ريبر أحمد، تاركًا المجال لخصومه في الإطار التنسيقي الذي نجح في تشكيل ثلث معطل بالبرلمان العراقي.

وأربك اعتكاف الصدر المشهد السياسي في العراق، ففي حين برز للعلن خلاف داخل تحالفه بين رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ونائبه من التيار الصدري حاكم الزاملي، رفض الإطار التنسيقي تبادل الأدوار مع التيار الصدري في تشكيل الحكومة ضمن جدول زمتي محدود، معتبرًا التعاون مع القوى السياسية خاصة التيار هو مفتاح الخروج من الانسداد الحالي.

“السيادة” بين الضغوط والتهديدات

رغم توارد أنباء عن اتصالات مع الإطار التنسيقي خوفًا من تبدل خارطة التوازنات، يسعى تحالف “السيادة” للتماسك والحفاظ على تحالف إنقاذ وطن مع التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني، إذ يعتبر قادة التحالف أن الإفراج عن سليمان موجهًا ضد “السيادة” ويهدف لإثارة المشكلات في محافظة الأنبار.

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، كانت محافظة الأنبار ساحة لتوتر محدود قاده سطام أبوريشة نجل قائد الصحوات الموالي للإطار التنسيقي، وقد فشلت سلطات بغداد في إلقاء القبض عليه نهاية مارس 2022 بدعم من الفصائل المسلحة. ويعارض أبوريشة انفراد الحلبوسي في الأنبار، على حد قوله.

ربما يعجبك أيضا