الاحتلال والغلاء أفسدا أجواء العيد في فلسطين

محمود

خلال شهر رمضان ٢٠٢٢ استدعت إسرائيل 6 كتائب جديدة، بعدما نشرت 30 كتيبة في وقت سابق، ما أسفر عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 34 شهيدًا هذا العام، وآلاف الجرحى والمصابين والمعتقلين.


في رمضان العام الماضي 2021، أدت انتهاكات الاحتلال للمصلين في المسجد إلى اندلاع مواجهة شاملة في قطاع غزة، والضفة الغربية المحتلة، ومدن الداخل الفلسطيني 48.

والأمر ذاته كاد يتكرر هذا العام مع إصرار متطرفين صهاينة على ذبح “قرابين” في الحرم القدسي، فتصدى المصلون لهم.

رمضان مثقل بالجرحى والمعتقلين والشهداء

تصاعد التوتر إلى حد بدء القصف المتبادل بين فصائل المقاومة في غزة والاحتلال، لولا تدخل مصر التي منعت الانجراف إلى حد المواجهة الشاملة. وقد حاولت إسرائيل انتزاع فتيل الأزمة بمنع اقتحام اليهود المتطرفين للأقصى في العشر الأواخر من رمضان، إلا أن اقتحامات الأقصى تواصلت من قوات الاحتلال التي اعتقلت المئات من مرابطي الأقصى وجرحت المئات أيضًا في داخل المصلى،

وتعلن إسرائيل عن إغلاق شامل لغزة والضفة، بحجة تزامن ذلك مع أعيادها. والسلطة الفلسطينية طالبت، مساء أمس الثلاثاء 3 مايو 2022، مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في وقف التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ومقدساتهم، خاصة دعوات الجماعات الاستيطانية المتطرفة إلى اقتحام المسجد الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي داخله وأداء صلوات تلمودية في باحاته.

الاحتلال يحاول فرض مخططاته على الأقصى خلال فترة العيد

دعت جماعات إسرائيلية متطرفة إلى اقتحام المسجد الأقصى بالقدس الشرقية، غدًا الخميس، بالتزامن مع ذكرى تأسيس إسرائيل أو ما يعرف لديهم بعيد الاستقلال، في محاولة لتقسيمه، في وقت منع فيه الاحتلال، رفع أذان صلاة العشاء، مساء أمس الثلاثاء، في المسجد الأقصى المبارك.

ومن جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، في تغريدة له: “رفع العلم وغناء النشيد الإسرائيلي في الحرم الشريف تحدٍّ صارخ لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين”. وأضاف: “تهديد المستوطنين بذلك هو استمرار لحملات متطرفة عنصرية تسعى إلى تكريس التقسيم في الحرم الشريف وإشعال حرب وطنية دينية في المنطقة”.

الغلاء ينغص فرحة العيد

استقبل الفلسطينيون عيدهم مثقلين بالهموم والمتاعب، لتدهور أوضاعهم المعيشية مع تصاعد حدة القمع، فضلًا عن ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية وجميع مستلزمات العيد. ولا تكاد توجد سلعة أساسيّة يستهلكها الناس إلا ارتفعت، ومنها ما كان ارتفاعه كبيرًا، ارتفاعات طالت قطاع الدقيق إلى 34% في وقت كان الارتفاع العالمي فيه 7%، أما الأرز فقد ارتفع 12% في وقت كان الارتفاع العالمي فيه 3%.

وارتفع السكر 10% في وقت كان الارتفاع العالمي فيه 6%، أما في ما يتعلق باللحوم فقد ارتفعت ارتفاعًا كبيرًا، ليصل كيلو الدجاج إلى أكثر من 7 دولارات، بعد ارتفاع أعلاف الحيوانات إلى 40% في وقت كان الارتفاع العالمي فيه 14%، وكذلك الإنشاءات التي ارتفع الحديد فيها إلى 30% في وقت كان الارتفاع العالمي فيه لا يتجاوز الـ6%.

استيراد السلع الأساسية

تُشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن 80% تقريبًا من السلع الأساسية “مستوردة”، فبلغ حجم واردات السلطة عام 2020 نحو 6 مليارات دولار، ومعنى “مستوردة” أن الجزء الأكبر منها يأتي من الاحتلال، والجزء الآخر يأتي عن طريقه، الأردن وتركيا والصين، والسلطة الفلسطينية ملزمة ببروتوكول باريس الاقتصادي باللحاق بالتغيرات التي تحصل في الاقتصاد الإسرائيلي.

ومع هذا الربط، أصبحت مستويات الأسعار بين الضفّة و”إسرائيل” متقاربة جدًّا، في حين أنه يوجد فرق شاسع بين مستويات الدخل، فيبلغ الحد الأدنى للأجور في مناطق السلطة ألفًا و880 شيكلًا. في حين يبلغ الحد الأدنى للأجور في “إسرائيل” 6 آلاف شيكل. ويبلغ متوسط الدخل في مناطق السلطة 700 دولار تقريبًا، ألفين و300 شيكل، وفي “إسرائيل” 3 آلاف و260 دولارًا، 10،713 شيكل.

 

 

ربما يعجبك أيضا