المسجد الأقصى.. نشاط جماعات الهيكل ينذر بإشعال حرب دينية

ضياء غنيم
جماعات الهيكل

تنتقد السلطة والفصائل الفلسطينية دور الولايات المتحدة المتراخي تجاه الاحتلال في ظل عدم تنفيذ إدارة بايدن أبرز وعودها لحل القضية حتى الآن


لم يستمر الهدوء طويلًا في محيط المسجد الأقصى منذ الأيام الأخيرة في شهر رمضان، حتى عادت مشاهد اقتحام جماعات الهيكل المتطرفة للحرم القدسي للاحتفال بذكرى إقامة الدولة.

وتعالت نداءات الخارجية الفلسطينية مطالبة بتدخل المجتمع الدولي، ومحذرة من اشتعال حرب دينية يصل صداها للجميع على خلفية دعم حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، للاقتحامات ضمن مخطط تقسيم الحرم القدسي.

جماعات الهيكل في الواجهة

انطلقت صباح يوم الخميس 5 مايو 2022 موجة جديدة من الاقتحامات دعت إليها جماعات يهودية متطرفة قبل أيام، وتدخلت قوات الاحتلال لمحاصرة الفلسطينيين في المصلى القبلي، واقتحامه في الساعات الأولى للصباح، ودخلت خلفها أول مجموعة من 17 مستوطنًا إلى المسجد، ليقابلهم المرابطون بالتكبير لمنعهم.

وعاودت مجموعات المستوطنين بعد الظهر عمليات الاقتحام، وبلغ عددهم الإجمالي 792 مستوطنًا، وفّرت قوات الاحتلال لهم حماية مشددة، وخلفت المواجهات عشرات المعتقلين والجرحى المقدسيين بالرصاص المطاطي، بحسب صحيفة القدس الفلسطينية.

نصف اليهود يدعمون نشاط جماعات الهيكل 

تزايد نشاط الجماعات المتطرفة في الأراضي المحتلة خلال السنوات العشر الأخيرة، وأحصت السلطة الفلسطينية نحو 63 منظمة إرهابية تستهدف استباحة الحرم القدسي لإقامة هيكل سليمان، وتحمل مسميات “جبل الهيكل”، و”عائدون إلى الجبل”.

وتلقى تلك الجماعات وسلوكها تأييدًا جماهيريًّا متزايدًا، وتظهر استطلاعات إعلامية إسرائيلية تأييد نصف يهود إسرائيل لاقتحامات المسجد الأقصى، وممارسة الشعائر الدينية اليهودية فيه.

حرب دينية تلوح في الأفق

من جانبها، اعتبرت السلطة الفلسطينية ما يجري في المسجد الأقصى ضمن مخطط تهويد الحرم وتقسيمه زمنيًّا قبل تقسيمه مكانيًّا، بدعم من “رئيس الوزراء المتطرف” على حد تعبير الخارجية الفلسطينية.

وفيما ذكرت الخارجية شواهد ذلك التوجّه من إغلاق المسجد بالكامل، ومنع المسلمين من التواجد في باحات الأقصى، وحصارهم داخل المسجد القبلي، باعتباره تحديًا للوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة، والوصاية الهاشمية عليها، حذرت من خطورة تحول الأزمة إلى حرب دينية ستشعل المنطقة بأكملها، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.

واعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أن المعركة (الفلسطينية) مع الاحتلال مفتوحة وممتدة، مضيفًا أن لكل واقعة أدواتها ووسائلها لصد العدوان. وحيا دور الشعب الفلسطيني والمرابطين في الأقصى، قائلًا إن الهدف الحالي هو إفشال تقسيم الحرم زمنيًّا ومكانيًّا.

موقف الولايات المتحدة

وردًا على التصعيد الإسرائيلي، طالب 8 نواب جمهوريين وديمقراطيين بالكونجرس الأمريكي وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، بضمان حرية العبادة في الأماكن المقدسة بالقدس، خصوصًا بالنسبة للمسيحيين.

وتضطلع الولايات المتحدة بدور الوسيط بين الجانب الإسرائيلي والجانبين الفلسطيني والأردني، في ظل وصاية عمّان على الحرم القدسي، لوقف التصعيد واحترام الوضع التاريخي والمساعدة في استئناف محادثات السلام.

وتنتقد السلطة والفصائل الفلسطينية دور الولايات المتحدة المتراخي تجاه الاحتلال في ظل عدم تنفيذ إدارة بايدن أبرز وعودها لحل القضية حتى الآن، وهو فتح قنصليتها في القدس ودعمها لحرية العبادة للمسلمين والمسيحيين فيها من اعتداءات جماعات الهيكل.

روسيا تستقبل وفد حماس

ألقى التلاسن بين مسؤولي روسيا ودولة الاحتلال ظلاله على علاقات البلدين على خلفية مشاركة مرتزقة إسرائيليين بجانب كتيبة آزوف في مصنع آزوفستال بمدينة ماريوبول الأوكرانية، وحديث وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عن الجذور اليهودية للزعيم النازي، أدولف هتلر.

وفي ظل الترشق الدبلوماسي، أشارت وسائل إعلام عربية إلى استضافت موسكو لوفد من حركة حماس برئاسة موسى أبو مرزوق، ألتقي كل من نائب وزير الخارجية، بوجدانوف، والرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، الأمر الذي عكس تعميقًا للأزمة بين الجانبين ودعمًا روسيًّا للموقف الفلسطيني بحسب صحف إسرائيلية.

ربما يعجبك أيضا