برلين غيَّرت مسارها.. دبابات وصواريخ ألمانية إلى أوكرانيا

جاسم محمد

مازالت قضية ارسال الحكومة الألمانية اسلحة إلى أوكرانيا، موضع نقاش وجدل داخل الائتلاف الحاكم وتحت قبة البرلمان الألماني البندستاج ويعود ذلك الى الضغوطات الداخلية والخارجية على المستشار الألماني أولاف شولتز.


تسعى الحكومة الفيدرالية إلى تسليم شحنة دبابات من نوع “جيبارد Gepard” المضادة للطائرات إلى أوكرانيا، وفقًا لشركة الأسلحة “كراوس Krauss-Maffei”. وبحسب الشركة، فإن لديها 50 دبابة “جيبارد” جرى تجديدها تقنيًّا من مخزونات وزارة الدفاع.

وأنتجت الشركة صواريخ “Gepard” في عقد السبعينات من القرن الماضي، فتمتلك الشركة المصنعة “كراوس Krauss-Maffei” عددًا قليلًا من هذه الدبابات، ونظرًا لنظام الرادار الذي يبلغ مداه 15 كيلومترًا، يمكن استخدام “جيبارد” في جميع الأحوال الجوية ليلًا ونهارًا ويمكن استخدام النسخة الفنية الحالية ضد الطائرات المقاتلة الحديثة والصواريخ الموجهة عن بعد والطائرات بدون طيار.

الشركة المصنعة طورت صواريخ “Gepard” في الأصل لحماية القوات المدرعة من الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض والمروحيات الهجومية، الشركة أنتجت هذه الصواريخ مطلع السبعينات من القرن الماضي، وصدرت بعض الصفقات إلى هولندا وبلجيكا.

مدافع “الهاوتزر” ذاتية الدفع

تزود ألمانيا مدافع “الهاوتزر” ذاتية الدفع وتسعى إلى تزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة الثقيلة، وفقًا لوزيرة الدفاع لامبرخت، ومن المقرر ان تتلقى كييف سبع مدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز 2000 وتقدم ألمانيا أيضًا تدريبًا للقوات المسلحة الأوكرانية. وقالت وزيرة الدفاع كريستين لامبرخت، من مدينة سلياك بسلوفاكيا إنه جرى التوصل إلى اتفاق بشأن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا.

وفقًا لما ذكرته لامبرخت، فإن مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع، لا تأتي من مخازن الجيش الألماني، وهذا يعني أنه يمكن أن ترسل ألمانيا المدافع من خلال المصانع، ويعود السبب في ذلك، إلى التزامات ألمانيا الدفاعية أمام “الناتو” وجهوزية الجيش الألماني.

موقف الحكومة الألمانية

يقول خبير الدفاع ألكسندر مولر ، من حزب الديمقراطيين الأحرار، لوكالة الأنباء الألمانية “د .ب .أ”: “للجمهور الألماني الحق في معرفة ما إذا كنا نورد أسلحة ثقيلة، كما يفعل شركاؤنا في الناتو. وحتى الآن، لا يزال موقف الحكومة الألمانية غير واضح”. وتدرس ألمانيا إرسال أسلحة ومعدات عسكرية إضافية بقيمة 300 مليون يورو، 335 مليون دولار، إلى أوكرانيا.

وتشمل خطة وزارة الدفاع تسليم ألفين و650 سلاحًا مضادًا للدبابات و3 آلاف جهاز رؤية ليلية، وآلاف من السترات الواقية والخوذ، وأنظمة الرادار، و18 طائرة استطلاع بدون طيار، ومركبات مدرعة مختلفة، حسب ما ذكرت صحيفة “سودويتشه تسايتونج” الألمانية وفقًا لتقريروكالة الأناضول الصادر باللغة الإنجليزية يوم 30 مارس 2022.

أسلحة من مخزونات الجيش الألماني

الشحنات السابقة إلى أوكرانيا، كانت قد تضمنت أسلحة من مخزونات الجيش الألماني، ومن المتوقع أن الخطة الجديدة تهدف إلى شراء سريع للمعدات والأسلحة العسكرية من منتجي الأسلحة الألمان.

وسلمت ألمانيا حتى الآن 500 صاروخ ستينجر ونحو ألفي صاروخ مضاد للطائرات من طراز ستريلا، وأكثر من ألف سلاح مضاد للدبابات إلى أوكرانيا، وفقًا لمصادر حكومية، وذلك بعد أن استبعدت برلين إمداد كييف بالأسلحة، ورفضت أيضًا طلبات من الحلفاء بإرسال أسلحتهم الألمانية الصنع إلى أوكرانيا.

ألمانيا غيرت مسارها

تغير موقف ألمانيا بشأن إمداد أوكرانيا بالأسلحة تدريجيًّا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، وفي البداية تمسكت بسياستها طويلة الأمد المتمثلة في عدم تصدير الأسلحة إلى مناطق الصراع. ولكنها غيّرت مسارها في غضون أيام، فوافقت على إمداد أوكرانيا بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات.

وتتجه الحكومة الألمانية، أكثر الى تغيير سياستها الخاصة بإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، نتيجة الضغوطات الداخلية والخارجية، ومن المتوقع أن تنخرط ألمانيا أكثر بتسليح أوكرانيا ضد روسيا، وهذا ممكن أن ينعكس على العلاقات ما بين برلين وموسكو، ليطوي “صفحة” المستشارة السابقة ميركل، وتدخل ألمانيا عهدًا جديدًا في الإنفاق العسكري، والتسلح، ولعب دور سياسي أكثر داخل أوروبا وداخل الناتو، مقابل تراجع اقتصاد ألمانيا وارتفاع التضخم.

ربما يعجبك أيضا