هل يُحرك الغلاء في إيران المحادثات النووية مع الغرب؟

يوسف بنده

في ظل أزمة الاتفاق النووي وعجز إيران عن استرداد أموالها من الخارج، تشهد البلاد صخبًا كبيرًا في الأوساط الشعبية ودعوات مستمرة للتظاهر والاحتجاج بعد موجة واسعة من الغلاء.


ارتفع سعر الدقيق في إيران من 2500 تومان للكيلوجرام الواحد، إلى أكثر من 16 ألف تومان، في ظل العقوبات الغربية على البلاد، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، قررت تحرير أسعار الدقيق، ما يؤدي إلى زيادة سعر الخبز، وارتفاع أسعار الصناعات التي تعتمد على الدقيق كالحلويات والخبز الفرنسي “الفينو” والمحمصات، والمكرونة التي تضاعفت أسعارها 3 و5 مرات، حسب موقع «الإذاعة والتلفزيون».

بطاقة للخبز

شددت حكومة رئيسي على عدم غلاء أسعار الخبز خشية من مخاوف الشارع الإيراني، وبدأت في تطبيق خطة «بطاقة الخبز»، لتوزيع الخبز المدعوم بآلية ذكية تجريبيًّا في محافظة زنجان، والحصة المخصصة لكل مواطن هي 250 جرامًا من الخبز يوميًّا.

وتسبب ارتفاع أسعار الدقيق إلى إسراع المواطنين لشراء المنتجات القمحية من الأسواق خشية عدم توافرها أو غلاء أسعارها في المستقبل، ما أدى إلى نقص حاد في المعكرونة في الأسواق. واحتلت قضية المكرونة، التي تعتبر بديل الأرز للطبقات الدنيا في إيران، واجهات الصحف اليومية، فقد ارتفع سعرها إلى 24 ألف تومان للعبوة، من 7 آلاف و500 تومان.1755658 799

دعوات للاحتجاج

ذكر عضو البرلمان، محمد حسن أصفري، أن 9 ملايين أسرة تعيش تحت خط الفقر، وأن تحرير سعر الدقيق وسعر الدولار، في مقابل زيادة الإعانات النقدية، الهدف منه مواجهة الفساد والتهريب والعجز في توفير النقد الأجنبي ومنع استنزافه. وتظهر التقارير أن 55% من الإيرانيين كانوا تحت خط الفقر الطبيعي مع دخل أقل من 5.7 مليون تومان لعائلات مكونة من 3 أفراد في عام 2020، حسب موقع «شفقنا».

ووصف نائب الرئيس، محمد مخبر، الإصلاح الاقتصادي وتحرير سعر الصرف، بأنه قرار “جاد”، مطالبًا وسائل الإعلام بعدم إثارة قلق المواطنين من ذوي الدخل المحدود. وتظهر دعوات للاحتجاج في إيران خاصة في المناطق الأكثر تضررًا مثل محافظات خوزستان وسيستان وبلوشستان. وكتب “مجلس بسيج الطلبة” في رسالة موجهة إلى الرئيس الإيراني، أن المجتمع “ليس مستعدًا لمثل هذه الزيادة المفاجئة”.

تحريك الملف النووي

يتزامن هذا الغضب والمخاوف من الغلاء داخل إيران، مع الحديث عن ضرورة تحريك ملف العودة للاتفاق النووي بما يساعد البلاد في القدرة على الاستفادة من الأموال الموجودة في الخارج. والاستفادة من أحداث اقتصادية، مثل مونديال قطر 2022. ويعتزم المنسق الأوروبي للمحادثات النووية، إنريكي مورا، زيارة طهران الثلاثاء المقبل لتحريك المحادثات النووية، حسب وكالة «إيسنا».

وتعتزم المقررة الخاصة المعنية بالآثار السلبية للتدابير القسرية الأحادية، ألينا دوهان، زيارة إيران من 7 إلى 18 مايو الحالي، لجمع معلومات مباشرة عن تأثير التدابير القسرية الأحادية في التطبيق الكامل لحقوق الإنسان في البلاد، حسب وكالة «إيسنا».

ربما يعجبك أيضا