الرئيس السوري في العاصمة الإيرانية.. ما دلالات الزيارة؟

ضياء غنيم
الرئيس السوري

تحدثت إيران عن أهمية الزيارة في إثبات قوة العلاقات مع سوريا وعدم تأثرها بالتقارب بين دمشق وعواصم عربية أخرى، غير أن تصريحات خامنئي ألمحت إلى أمر آخر.


زار الرئيس السوري، بشار الأسد، إيران، اليوم الأحد 8 مايو 2022، للمرة الثانية، منذ اندلاع الأزمة السورية، والتقى المرشد علي خامنئي، والرئيس إبراهيم رئيسي.

وتأتي الزيارة في ظل تعثر مفاوضات الاتفاق النووي، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، والمؤشرات الإيجابية للجولة الخامسة من المحادثات بين الرياض وطهران، إضافة إلى التقارب السوري الحاصل نحو دول عربية، فما أبعاد تلك الزيارة؟ وما أبرز دلالاتها؟

وصلة مدح متبادل

تخلل لقاء الرئيس السوري نظيره الإيراني رئيسي وعلي خامنئي، الإشادة بـ”العلاقات التاريخية” بين البلدين، وأثنى الأسد على نهج طهران في التعامل مع القضايا الإقليمية “بوصفه يخدم مصالح كل دول المنطقة” على حد وصفه، وأشار إلى التعاون بين البلدين في منع أمريكا من إعادة بناء “منظومة الإرهاب الدولية”.

والقيادة الإيرانية، من جانبها، أعلنت عن حرصها على توسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع سوريا، وأشارت إلى وقوف إيران إلى جانب سوريا وشعبها، لتجاوز الصعوبات وتخطي الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية “سانا“.

موقف إيراني مستتر من تقارب الأسد عربيًّا

تحدث الجانب الإيراني عن أهمية الزيارة في إثبات قوة “العلاقات الاستراتيجية” بين الجانبين، السوري والإيراني، وعدم تأثرها بالتقارب بين دمشق وعواصم عربية أخرى، غير أن تصريحات المرشد الإيراني التي لم تخل من تقدير واضح للرئيس الأسد، وألمحت إلى أمر آخر.

وشدد خامنئي على عدم السماح بإضعاف العلاقات، والعمل على تعزيزها إلى أعلى مستوى ممكن، وقال إنه “ينبغي توضيح خط المستقبل بالاستفادة من التجارب الماضية”، في إشارة إلى “إبراز المحبة والود من بعض الدول التي كانت في الجبهة المقابلة لسوريا في الأعوام الماضية” حسب ما ورد في موقع نور نيوز المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني.

حرب أوكرانيا تعزز التمدد الإيراني في سوريا

ألقت الأزمة الأوكرانية بظلالها على سوريا، وتأثرت إمدادات المواد الغذائية والنفطية والغاز، التي تستوردها من موسكو، ما تسعى إيران إلى استغلاله في تعميق استثماراتها في قطاعات المال والطاقة واللوجيستيات، بحسب محللين ووسائل إعلام. وتكثف ظهران عمليات نقل الأسلحة والمعدات العسكرية والعناصر الاستخباراتية من العراق إلى سوريا، وفق تقرير حديث نشره المرصد المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.

وعززت ميليشيات فاطميون الأفغانية، والنجباء وعصائب أهل الحق العراقيتان، وحزب الله اللبناني الموالية جميعها لإيران، وجودها في 120 موقعًا عسكريًّا في ريف حلب وحمص الشرقي وبادية حماة وبادية الرقة ودير الزور، مدعومة بأسلحة ثقيلة وصواريخ، وأجهزة اتصال. وفي إبريل الماضي طردت “فاطميون” عناصر الدفاع الوطني السوري، التابع لدمشق والقريب من موسكو، من مواقع بمحافظة دير الزور شرقي سوريا.

ربما يعجبك أيضا