زيادة حرس الأقصى.. «فخ إسرائيلي» يثير غضب الأردن

علاء الدين فايق

جدد الأردن رفضه أي مشاركة أو إملاء في إدارة شؤون المسجد الأقصى في أعقاب إعلان إسرائيل زيادة عدد حراس المسجد بـ50 عنصرًا.


صرح وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بأن الحرم القدسي للمسلمين، معتبرًا أن أي محاولة لتغيير ذلك “لعب بالنار”.

جاء ذلك ردًا على إعلان إسرائيل الموافقة على ما قالت إنه طلب أردني بزيادة أعداد حراس الأقصى. ومن شأن هذا الإعلان أن يزيد حدة التوتر في العلاقات المتوترة بالفعل بين البلدين، في ظل استمرار اقتحامات المستوطنين اليومية لباحات المسجد الأقصى.

جهود أردنية مكثفة للتهدئة في القدس

في مداخلة عبر قناة سكاي نيوز عربية، يوم الاثنين 9 مايو 2022، شدد نائب رئيس الوزراء الأرني وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، على أن القضية الفلسطينية في مقدمة ملفات زيارة الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن.

وقال الصفدي إن الأردن يعمل باستمرار من أجل التهدئة في القدس، وبدأ العمل على ذلك قبل شهر رمضان عبر جهود مكثفة قادها الملك عبدالله الثاني، وشدد على وجود إجماع دولي على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي في القدس.

الحرم القدسي خالص للمسلمين

وزير الخارجية الأردني أضاف أن الحرم القدسي بكامل مساحته البالغة 144 ألف متر مربع هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وهذا يستند إلى القانون الدولي، والتاريخ. وشدد على أن أي عبث بالوضع التاريخي، أو أي محاولة لتغيير هذا الوضع هو “لعب بالنار سيدفع  المنطقة تجاه المزيد من التوتر.”

وشدد الوزير على أن أي إجراء إسرائيلي يخالف الوضع التاريخي، أو يحاول فرض حقائق جديدة على الأرض هو قرار باطل قانونًا، وقد يكون له تبعات سياسية وأمنية خطيرة.

الأوقاف: غطرسة إسرائيلية

قالت وزارة الأوقاف الأردنية، المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد الأقصى بموجب الوصاية الهاشمية، إنها “لا تقبل المشاركة أو الإملاء من أية جهات”، وذلك تعليقًا على موافقة تل أبيب على زيادة عدد حراس المسجد.

وشددت الوزارة في بيان حصلت «رؤية» على نسخة منه، أن مسؤولية وصلاحية تعيين الحراس والموظفين تعود للوزارة بالتنسيق مع دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف، مشيرة إلى تعيين أكثر من 70 حارسًا منذ العام 2016، لكن ما وصفت بـ “إجراءات التعسف والغطرسة” الإسرائيلية والقيود التي تضعها الشرطة الاسرائيلية على الأرض شكلت حائلاً دون التحاقهم بالعمل.

فخ جديد

في العام 1994، وقع الأردن وإسرائيل اتفاقية السلام المعروفة بـ”اتفاقية وادي عربة”، وطلبت عمان بمقتضاها حقًا خاصًا في الإشراف والوصاية على الشؤون الدينية للمدينة المقدسة. ويرى محللون أن إعلان إسرائيل زيادة عدد حراس الأقصى من شأنه أن يكرس حقيقة التحكم الإسرائيلي في إدارة شؤونه.

ويرى الكاتب ناصر شديد أن كل المؤشرات تقول إن هذا اتفاق يفرض على الأردن التزامات مقابل توظيف الحراس، وهي غالبًا التعهد بضبط الأمن في الأقصى، وسبق لمسؤولين أمنيين صهاينة أن أفصحوا عن ذلك.

الدور الأردني في الأقصى

قال شديد في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إن على الأردن الاستعداد في الأيام المقبلة لمقترحات وممارسات تحت هذا السقف مع محاولة مستميتة لتسويقها كإنجازات، مشيرًا إلى أن هذه المحاولات إن حصلت ستفقد الدور الأردني في الأقصى ما تبقى له من مشروعية شعبية، وهذه بحد ذاتها مصلحة صهيونية خالصة لأنها ستجعل الإدارة الإسلامية الحالية للأقصى تنهي نفسها بيدها.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في تصريحات صحفية، إن جميع القرارات المتعلقة بالحرم الشريف والقدس تتخذ من قبل حكومة إسرائيل من دون أي اهتمام باعتبارات خارجية. وردت الرئاسة الفلسطينية على ذلك، بقولها إن هذه التصريحات مضللة وغير صحيحة، بدليل الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى، والتضييق على المصلين في كنيسة القيامة خلال احتفالات الأعياد الأخيرة.

http://

الملك يحذر

حذر الملك عبدالله الثاني خلال لقائه، أمس الاثنين في نيويورك، عددًا من القيادات المسيحية في الولايات المتحدة من التضييق المستمر الذي يطال المسيحيين في الأراضي الفلسطينية، خصوصًا في مدينة القدس، ما يهدد وجودهم إذا ما استمرت هذه الضغوط.

وشدد الملك على أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس هي شرف ومسؤولية، ومن ضمن أهدافها الحفاظ على وحدة جميع الكنائس، والأهم من ذلك وحدة المجتمعين الإسلامي والمسيحي.

وأشار الملك إلى مواصلة الدعوة إلى حلول سياسية ووقف تصعيد الأزمات، وفي مقدمتها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددًا على أن الاستقرار في القدس وجميع المواقع الدينية والتاريخية أمر حيوي، خصوصًا إذا أردنا استئناف جهود السلام، لأن الوضع بات خطيرًا، وليس من المقبول تجدد التوتر في كل عام.

ربما يعجبك أيضا