التحالف الدولي لمحاربة داعش يجدّد جهوده في أفريقيا

جاسم محمد
داعش في العراق

انعقد أجتماع التحالف الدولي لمحاربة داعش السنوي، على مستوى الوزراء، في مدينة مراكش ، المغرب، في 11 مايو 2022 للتصدي للتهديد المتزايد لداعش في إفريقيا ومواصلة جهوده لمكافحة التهديد في العراق وسوريا ، وكذلك أفغانستان . ويسعى التحالف الدولي لمحاربة داعش، المكون من 84 عضوا على ردع التنظيم في القارة الأفريقية ايضا.

المؤتمر الوزاري الأول في المغرب

ويعتبر المؤتمر الوزاري في المغرب هو الأول للائتلاف المنعقد في بلد أفريقي. وأجتمع أعضاء التحالف في مجموعة أصغر تُعرف باسم مجموعة التركيز الإفريقي في 10 مايو 2022 للتعاون بشكل خاص في مواجهة داعش في أفريقيا قبل الاجتماع الوزاري الأكبرالذي عقد يوم 11 مايو 2022.

وأوضحت الخارجية المغربية في بيان، أن “الدول المشاركة في الاجتماع تتمثل في 15 دولة إفريقية و37 أوروبية و7 آسيوية ودولتين من أمريكا الشمالية و13 عربية، إضافة إلى 2 بصفة مراقب”. شارك أيضا ممثلو عدة منظمات دولية، أبرزها الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والمنظمة الدولية للشرطة القضائية “الإنتربول” وحلف الشمال الأطلسي “الناتو” ومجموعة دول الساحل والصحراء، حسب البيان ذاته. المغرب.. انطلاق اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” (aa.com.tr)

تعزيز وتحسين قدرات مكافحة الإرهاب

قال “دوغلاس هويت” ، نائب المبعوث الخاص بالإنابة لوزارة الخارجية للتحالف الدولي لمحاربة داعش: “الهدف هو تعزيز وتحسين قدرات مكافحة الإرهاب للأعضاء الأفارقة في التحالف”. واستعرض الأعضاء الجهود الحالية لمكافحة داعش في إفريقيا ، وتحديد الثغرات وتبادل المعلومات وقال هويت: “نحن لا نريد مضاعفة الجهود بل تعزيزها”.

لماذا داعش في أفريقيا ؟

حاول تنظيم داعش توسيع نفوذه في إفريقيا من خلال عمليات واسعة النطاق لا سيما في المناطق التي تكون فيها سيطرة الحكومة محدودة. تعتمد فروع داعش في إفريقيا على مخططات جمع التبرعات المحلية مثل السرقة وابتزاز السكان المحليين والاختطاف للحصول على فدية بالإضافة إلى الدعم المالي من مركز التنظيم. وتحتل أفريقيا أهمية عند تنظيم داعش ليكون نصيبها اكثر من 41 % من هجمات داعش .

تستعد الفصائل المرتبطة بتنظيم داعش في إفريقيا لتوسع كبير بعد سلسلة من العمليات الناجحة والمهمة والتحالفات الجديدة والتحولات في الاستراتيجية التي عززت موقعها في معظم أنحاء القارة. بعد المكاسب الأخيرة في نيجيريا والساحل وموزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية ، تؤكد دعاية داعش بشكل متزايد على تمركزها في أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى كجبهة جديدة قد تعوض الجماعة عن انتكاسات كبيرة في أماكن أخرى . تشير التقارير من داخل نيجيريا ، نجاح “ولاية غرب إفريقيا الإسلامية التابعة لتنظيم داعش” مؤخرًا دحر جماعة “بوكو حرام” والتي باتت تشكل تحديًا كبيرًا للسلطات الوطنية الضعيفة والفاسدة . وأرتكبت “ولاية إفريقيا الوسط ” التي تعمل في جمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق ، سلسلة من المذابح الدموية على الحدود في شرق الكونغو ولا يزال يسيطرون على جزء كبير من مقاطعة “كابو ديلجادو” المضطربة .

تمركز داعش في أفريقيا

استطاع التحالف الدولي لمحاربة داعش القضاء على “الخلافة المكانية” للتنظيم في الموصل والرقة في نوفمبر عام 2017، ولكنه لم يستطع القضاء على أيدلوجية ونفوذ التنظيم لحد الأن. كانت وماتزال أفريقيا الوجهة المفضلة لتنظيم داعش وكذلك الى القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى. وتعتبر دول الساحل الأفريقي ( مالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد وموريتنايا) ونيجيريا ـ معقل بوكو حرام، مناطق ساخنة، تشهد عمليات إرهابية مستمرة.

ويعتبر أيضا خليج غينيا في القرن الأفريقي وغرب أفريقيا وأوغندا وحدود الكونغو والصومال، شرق أفريقيا وموزمبيق وكينيا، مناطق تمركز لتنظيم داعش، أما جنوب الصحراء الكبرى فيمكن القول انها منطقة نفوذ تنظيم القاعدة . وان وجود اكثر من (27 ) كيانا متطرفا في أفريقيا إشارة الى مجلس الأمن الدولي يمثل تحديا لدول المنطقة وكذلك للأمن الدولي.

ما المشاكل التي يعاني منها التحالف الدولي ؟

ركز التحالف الدولي على الجهد العسكري في محاربة تنظيم داعش، أي عمل على عسكرة الأمن أكثر مايعمل على دعم الدول في معالجة الأسباب الحقيقية للتطرف، على سبيل المثال النهوض “بالأمن المجتمعي” وتحقيق تنمية اقتصادية ومعالجة الفقر وأصلاح البنى التحتية للدول المعنية.

إن وجود مايقارب (80) عضوا في التحالف الدولي، يعقد الكثير من آلية التعاون الأمني بين الأعضاء، يفترض ان تكون هناك آلية غير تقليدية ومنصات واجتماعات للفرق الفنية للدول الأعضاء من أجل سد الثغرات وتعزيز التعاون الأمني، خاصة فيما يتعلق في تبادل المعلومات حول التنظيمات المتطرفة ومصادر تمويلها والبيانات والمعلومات الإستقصائية حول قياداتها ومقرات عملها ( قاعدة المعلومات).

 

ربما يعجبك أيضا