الرياض تؤكد على الحوار مع طهران والحوثي في عمّان لتمديد الهدنة

يوسف بنده

ملفات إقليمية متشابكة، حيث يرتبط الحوار بين إيران والسعودية بحل الأزمة في اليمن، وسط جهود دولية لتمديد الهدنة هناك.


وصل وفد من جماعة الحوثي اليمنية، الاثنين 23 مايو الحالي 2022، إلى العاصمة الأردنية عمّان، للمشاركة في اجتماع حول تنفيذ بنود الهدنة وتثبيتها.

ويأتي هذا الاجتماع قبل انتهاء الهدنة التي تستمر لمدة شهرين، ودخلت حيز التنفيذ 2 إبريل الماضي، وأهم ملفاتها، تسيير رحلات يومية إلى عمّان والقاهرة عبر مطار صنعاء الدولي، نظرًا للاحتياج الشديد إلى ذلك، خاصة المرضى، وفتح الطرقات بين تعز والمحافظات المجاورة.

تمديد الهدنة

تسعى الأمم المتحدة إلى تمديد هذه الهدنة، وهي الأولى بين الطرفين المتحاربين منذ 2016، لتمهد الطريق لمفاوضات سياسية شاملة، تستهدف إنهاء الحرب المشتعلة منذ 7 سنوات، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف، وتسببت في أزمة إنسانية. وفي ضوء تشديد الأطراف اليمنية على موافقتها على تمديد الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة 6 أشهر إضافية، يلتقي ممثلو هذه الأطراف في عمّان.

ومن المتوقع أن تعلن الأمم المتحدة مطلع الأسبوع المقبل، الاتفاق على تمديد الهدنة بالتزامن والبدء في فتح الطرقات، وتسيير رحلات تجارية من مطار صنعاء إلى العاصمة المصرية، القاهرة، بعد أن انتظم تسيير مثل هذه الرحلات إلى الأردن ومصر، حسب تقرير صحيفة البيان الإماراتية.

الالتزام بالبنود

بدأ مبعوث الأمم المتحدة اجتماعًا، يستمر يومين مع خبراء اقتصاديين يمنيين، بمشاركة أصحاب المصلحة الدوليين، للتشاور حول الأولويات الفورية والقصيرة وطويلة الأجل، للقضايا الاقتصادية التي يجب معالجتها في عملية السلام باليمن، وفي مقدمتها انقسام العملة وصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين المقطوعة منذ 6 سنوات، وهي قضايا مفصلية تمس حياة ملايين اليمنيين.

وفيما يمثل الحوثيين فريق من العسكريين والمخابرات، وقالوا إنهم سيعملون على مناقشة فتح الطرقات في كل المحافظات وليس تعز وحدها، ردَّ الجانب الحكومي بأنه سيعمل على ضبط وجهة النقاشات نحو الالتزام ببنود الهدنة التي تنص على فتح الطريق على مدينة تعز أولًا، ثم بقية المحافظات حتى لا يجري إفشال هذه المهمة.

9999174691

تهديدات الحوثي

بينما تأتي المسارعة الإقليمية والدولية لتمديد الهدنة داخل اليمن، تستمر المخاوف من استمرار تهديدات جماعة الحوثي اليمنية ضد دول جوار اليمن، خاصة الإمارات والسعودية. وتقف إيران وراء تمويل وتدريب الجماعة اليمنية في ما يمثل ورقة ضغط على الدول الخليجية. وقد رفعت الإمارات درجة المخاوف بشأن مخاطر الأسلحة التي تمتلكها صنعاء، على رأسها الطائرات بدون طيار.

وقالت السفيرة الإماراتية بالأمم المتحدة، لانا نسيبة، “الحوثيون يدمجون أسلحة ذكية فتاكة في ترساناتهم”. ودعت السفيرة أعضاء مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات صارمة، ضد انتشار أنظمة الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار، قبل أن “ندخل في مستقبل بائس”. وكان وزير دفاع الحوثي، اللواء محمد ناصر العاطفي، قد صرح قبلُ بأن قواته تمتلك وسائل ردع متطورة، حسب وكالة فارس الإيرانية.

الحوار بين الرياض وطهران

تمثل أزمة اليمن أحد معوقات الحوار بين السعودية وإيران، فتتهم الأولى الأخيرة بالوقوف وراء الهجمات التي يشنها الحوثيون ضد مصالح السعودية والإمارات، بما يقوض أمن السعودية والخليج. وتزامنًا مع خطط تمديد الهدنة اليمنية، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، اليوم الخميس 26 مايو 2022، “أحرزنا بعض التقدم في المحادثات مع إيران”، مضيفًا أن “أيادي المملكة لا تزال ممدودة إلى طهران”.

وقال فيصل بن فرحان، “نواصل تشجيع جيراننا في إيران على الانتباه إلى ما يمكن أن يكون تغييرًا مهمًّا للغاية في منطقتنا”، مضيفًا أن “حقبة جديدة من التعاون” يمكن أن تعود بالنفع على الجميع. وكرر فيصل موقف الرياض بضرورة أن يتناول أي اتفاق مستقبلي أنشطة طهران في المنطقة، حسب شبكة العربية.

ربما يعجبك أيضا