منها «حطة والعتم والمطهرة».. قصة كل باب من أبواب الأقصى

محمود سعيد

للمسجد الأقصى المبارك 15 بابًا، منها 10 أبواب مفتوحة و5 مغلقة، وله 4 مآذن تعود إلى زمن الدولة المملوكية.


يعاني الفلسطينيون في أثناء مرورهم من أبواب المسجد الأقصى لأداء الصلاة فيه، في حين يعبر المستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال من بعض هذه الأبواب لاقتحام المسجد.

أبواب القدس 11 بابا منها 7 مفتوحة و4 مغلقة، أشهرها أبواب “العمود” و”الساهرة” و”الأسباط” و”المغاربة” و”الجديد” و”النبي داود” و”الخليل” و”الرحمة” وأكثر هذه الأبواب تعود إلى زمن السلطان العثماني سليمان القانوني الذي بنى عام 1542 سورًا يحيط بالقدس.

المسجد الأقصى وأبوابه

وفقًا لموقع “معلومة مقدسية” الفلسطيني، تبلغ مساحة المسجد الأقصى المبارك حوالي 14 ألف متر مربع، وتبلغ أطواله: الغربي 491 مترًا، والشرقي 462 مترًا، والشمالي 310 أمتار، والجنوبي 281 مترًا.

وللمسجد الأقصى المبارك 15 بابًا، منها 10 أبواب مفتوحة و5 مغلقة، وله 4 مآذن تعود لزمن الدولة المملوكية، والأبواب المفتوحة للمسجد الأقصى هي:

باب الأسباط

منذ إغلاق الاحتلال لباب المغاربة أمام المسلمين بات باب الأسباط هو المدخل الرئيس للمصلين، واسم الباب مأخوذ من أسباط بني إسرائيل، أي أبناء النبي يعقوب عليه السلام، وباب الأسباط له اسم آخر هو باب “ستي مريم”، لقربه من مكان ميلاد السيدة مريم عليها السلام، وهي نفسها المدرسة الصلاحية.

كذلك يطلق عليه باب الأسود، لوجود نقش أسدين على الباب، ويعود هذا النقش إلى عصر الملك الظاهر بيبرس البندقداري، وتجدد الباب في الفترة الأيوبية في عهد السلطان الملك المعظم عيسى عام 1213، ثم في العهدين المملوكي والعثماني، قبل أن يعاد ترميمه مرة أخرى عام 1817.

باب حطة

هو أحد 3 أبواب فقط للمسجد الأقصى يسمح الاحتلال بفتحها لصلوات المغرب والعشاء والفجر، بعكس باقي الأبواب التي تغلق خلال هذه الصلوات.

ويذكر البعض أن اسمه جاء من الآية القرآنية “وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم”، ويعد من أقدم أبواب المسجد الأقصى ولكنه تجدد مرة في العصر الأيوبي، وأخرى في العصر العثماني.

العتم أو باب الملك فيصل

يقع هذا الباب في وسط الواجهة الشمالية للمسجد الأقصى المبارك، وجرى تجديده في زمن الملك المعظم عيسى الأيوبي عام 1213م، وسمي بباب العتم لأن مدخله من الخارج معتم، كذلك يسمى “باب شرف الأنبياء” نسبة لحارة شرف الأنبياء الملاصقة له.

و”باب الملك فيصل”، نسبة إلى فيصل ملك العراق الذي زار الأقصى وتبرع لعمارته، فدعاه المجلس الإسلامي الأعلى بهذا الاسم، ويسمى أيضًا “باب الدوادارية”، لقربه من المدرسة الدوادارية الملاصقة للمسجد.

باب الغوانمة

أنشئ في عصر الدولة الأموية، وعرف بباب الوليد بن عبدالملك، ثم جُدد في عصر السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون عام 1307، وأول أبواب السور الغربي للمسجد الأقصى من جهة الشمال.

ويسمى أيضًا باب درج الغوانمة، وباب بني غانم، نسبة للقبيلة التي قدمت مع التحرير الصلاحي وأقاموا حيهم قرب الباب وتوارثوا مشيخة المسجد الأقصى، فكان جدهم غانم بن علي أول من تولى مشيخة المسجد الأقصى بأمر من صلاح الدين الأيوبي، ويسمى بحسب المصادر التاريخية باسم “باب الخليل.

باب الناظر

هو أحد أبواب المسجد الـ3 التي لا يفتح غيرها أمام المصلين لأداء صلوات المغرب والعشاء والفجر في المسجد الأقصى منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي.

تجدد في عهد الملك المعظم عيسى الأيوبي عام 1203م، وسمي بهذا الاسم نسبة لناظر الحرمين الشريفين، وهي وظيفة كانت في زمن المماليك تعطى لمن يتولّى الإشراف على المسجد الأقصى في القدس والمسجد الإبراهيمي في الخليل.

باب الحديد

يقع في الرواق الغربي للمسجد الأقصى، بين بابي الناظر والقطانين، وبحسب المصادر التاريخية، يسمى أيضا باب “أرغون”، وهو اسم تركي يعني الحديد بالعربية، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى مجدده الأمير المملوكي أرغون الكاملي، وقد جدده بين عامي 1354 و1357.

سُمِّي في العصور الإسلامية الأولى بباب دار أم خالد حسب ابن الفقيه (290ه‍- 903م) والمقدسي البشاري.

باب القطانين

يقع باب القطانين في الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك في منتصف المسافة بين باب الحديد وباب المطهرة، وأطلق هذا الاسم عليه لأنه يُفضي إلى سوق بائعي القطن القطّانين، وهو أحد أقدم أسواق مدينة القدس.

وعلى العكس من غيرها، تعلو بوابة القطانين قبة لا تزال تحتفظ بزينتها، وتميزها حجارتها الملونة بـ3 ألوان (الأحمر والأبيض والأسود). وقد جُدد هذا الباب في زمن السلطان المملوكي محمد بن قلاوون عام 1336، وجرى ترميمه عام 1929.

باب المطهرة

باب المطهرة يسمى كذلك باب “المتوضأ”، وقد أخذ اسميه من مكان الوضوء الذي يفضي إليه خارج الأقصى، فهو الباب الوحيد الذي لا يفضي إلى شوارع وأزقة البلدة القديمة، وإنما إلى طريق خاص يقود إلى المطهرة الواقعة على بعد 50 مترًا منه.

وهذه المطهرة بنيت في عهد السلطان الأيوبي العادل أبي بكر أيوب، وقيل إن الباني هو الملك المعظم عيسى الأيوبي، ثم جددها الأمير علاء الدين البصيري في العصر المملوكي، ثم أعادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس بناءها من جديد في ثمانينات القرن الماضي.

باب السلسلة

يقع في الجزء الجنوبي من سور المسجد الأقصى الغربي، ويرجع تاريخ إنشائه إلى العصر الأيوبي، وقد تجدد بناؤه عام 1200.

وهذا الباب هو أحد أبواب المسجد الأقصى الـ3 التي تفتح وحدها أمام المصلين لأداء صلوات المغرب والعشاء والفجر في المسجد الأقصى منذ الاحتلال “الإسرائيلي” عام 1967.

باب المغاربة

أحد أقدم أبواب المسجد ويقع بمحاذاة حائط البراق المحتل، ويعرف بـ”باب البراق” و”باب النبي”، ويعتقد أن رسول الله محمدًا صلى الله عليه وسلم دخل من جهته إلى الأقصى ليلة الإسراء والمعراج، كذلك يعتقد بعض المؤرخين أن الخليفة عمر بن الخطاب دخل من ناحيته إلى الأقصى أيضًا بعد الفتح، وأعيد بناء باب المغاربة في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون عام 1313.

سمي بهذا الاسم نسبة إلى جامع المغاربة المجاور له والواقع داخل الأقصى، وكذلك إلى حارة المغاربة الواقعة خارجه، وهي الحارة التي جاور بها المجاهدون المغاربة الذين قدموا للفتح الصلاحي، لكن اليوم لا يسمح للمسلمين بالدخول منه إلى الأقصى، وقد صادر الاحتلال مفاتيحه عام 1967، وقصر الدخول من هذا الباب على غير المسلمين، ويستخدم في اقتحام الأقصى ومهاجمة المصلين.

الأبواب المغلقة للمسجد الأقصى:

الباب الثلاثي

الأبواب المغلقة للمسجد الأقصى هي “الباب الثلاثي” الذي بني في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان، وظل الباب مفتوحًا حتى احتل الصليبيين القدس واستخدموا التسوية إسطبلًا للخيول، إلى أن جاء صلاح الدين الأيوبي ونظفها ورممها، وأقفل الباب الثلاثي لحماية المدينة والمسجد من الغزو.

بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967، وإثر فشل الحفريات اليهودية التي جرت في منطقة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى في إثبات أي حق لليهود، ادعوا أن الباب الثلاثي والباب المزدوج من أبواب معبدهم المزعوم، وأطلقوا عليهما “باب خلدة”.

الباب المزدوج

أصبح الباب المزدوج مصلى اسمه “الأقصى القديم”، وهو يقع بجانب الباب الثلاثي، وهو مغلق بأمر السلطان صلاح الدين الأيوبي لحماية المسجد والمدينة من المحتلين، وهو يقع تحت محراب الجامع القِبْلي.

وهو مكون من بوابتين، وعناصر بنائه تؤكد أن الأمويين هم من بنوه، ويرجح أن يكون ذلك في زمن عبدالملك بن مروان، ومن ثم ابنه الوليد، وهو ما يدحض ادعاءات المحتلين بشأنه، فهم يدعون أنه من بناء النبي سليمان أو الملك هيرودس.

باب الرحمة

باب مغلق في السور الشرقي للمسجد الأقصى، وهو باب مكون من بوابتي الرحمة جنوبا والتوبة شمالا. واسمه يرجع لمقبرة الرحمة الملاصقة له من الخارج، والتي تضم قبري الصحابيين شداد بن أوس وعبادة بن الصامت إضافة إلى قبور شهداء بعض مجازر الإسرائيليين في الأقصى.

قيل أن بناء وتسمية هذا الباب كان تشبيهًا وتصويرًا لما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: “فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب”، ويقول الباحثون إن بناءه يعود على الأرجح إلى الفترة الأموية، وأغلب الظن أن الإغلاق كان على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس في 1187م بهدف حماية المدينة والمسجد من أي غزو.

باب الجنائز والباب المفرد

يقع بالقرب من باب الأسباط، كان هذا الباب يستخدم لإخراج الجنائز من المسجد إلى مقبرة الرحمة المحاذية للسور الشرقي للأقصى وأغلق على الأرجح بأمر من صلاح الدين الأيوبي، أما الباب المفرد فلا توجد له في الوقت الحاضر آثار واضحة في سور المسجد الأقصى المبارك.

ربما يعجبك أيضا