الإمارات وتركيا تستعدان لبدء مرحلة جديدة.. ماذا يحدث؟

محمود طلعت

العلاقات الإماراتية التركية شهدت، في الآونة الأخيرة، نقلة نوعية، ترجمتها الزيارات والمباحثات المتبادلة بين قادة البلدين.


وصل وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى العاصمة التركية إسطنبول، أمس الجمعة 27 مايو 2022، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

تأتي زيارة الشيخ عبدالله بن زايد إلى تركيا بعد أيام من زيارة أجراها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى أبوظبي لتقديم واجب العزاء في وفاة الرئيس الإماراتي الراحل، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، فماذا حملت الزيارة؟

أردوغان يستقبل الوزير الإماراتي

الرئيس التركي، بحث مع وزير الخارجية الإماراتي، اليوم السبت، العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات التي تخدم مصالحهما المتبادلة وتعود بالخير على شعبيهما، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام).

وناقش الجانبان المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، ومنها تطورات الأزمة في أوكرانيا، والأوضاع بالمنطقة، وأهمية تعزيز الجهود المبذولة لترسيخ دعائم السلام والأمن والاستقرار بها.

الشيخ عبدالله بن زايد، قال إن دولة الإمارات بدعم ورعاية رئيس الدولة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حريصة على تعزيز آفاق التعاون الثنائي مع تركيا، والمضي قدمًا في مسارات التنمية لتلبية تطلعات الشعوب في التقدم والازدهار.

فرص التعاون بين أبوظبي وأنقرة

التقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال الزيارة، نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، وبحث الجانبان مخرجات زيارة الرئيس التركي إلى الإمارات قبل نحو 3 أشهر.

زيارة أردوغان إلى الإمارات، في فبراير الماضي تمخّض عنها الإعلان عن تبادل اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم وبروتوكولات بين جهات عدة في البلدين، بهدف تعزيز التعاون وتوسيع الشراكات بين البلدين.

واستعرض الوزيران آفاق التعاون المشترك بين البلدين، والفرص المتوافرة لتعزيزه على مختلف المستويات بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين وشعبيهما، بالإضافة إلى المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وملف استقرار أسواق الطاقة والغذاء في العالم، وأهمية تعزيز الجهود العالمية المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في أوكرانيا.

نموذج مستدام للشراكة المثمرة

أوضح وزير الخارجية الإماراتي، خلال مؤتمر صحفي، أن العلاقات الإماراتية التركية متطورة ومتنامية، وهناك حرص من قيادتي البلدين على ترسيخ نموذج مستدام للشراكة المثمرة التي تصب في مصلحة شعبيهما وشعوب المنطقة، موجهًا الشكر إلى الجانب التركي على حسن الضيافة، قائلًا: “سعيد للغاية بوجودي معكم، في هذا البلد، وهذه المدينة الجميلة والتاريخية إسطنبول، فشكرًا على الضيافة وكلمات الود”.

وتابع: “سنعمل سويًّا لسنوات قادمة لخدمة العلاقة بين الإمارات وتركيا، في ظل اهتمام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس أردوغان.. العلاقة تستطيع أن تحقق الكثير من آمال وطموحات الشعبين، وتعزز من مكانة تركيا والإمارات الإقليمية.. آمل أن نستطيع العمل سويًّا للانتهاء من اتفاقية الشراكة التجارية بين البلدين، لمضاعفة حجم التجارة”.

مجالات التعاون الإماراتي التركي

مجالات التعاون الإماراتية التركية، تشمل المستويات سياسيًّا واقتصاديًّا وتجاريًّا وثقافيًّا كافة، وجميعها تهدف إلى إنعاش وتهيئة الظروف الأفضل للبلدين. وتعد الطاقة المتجددة أحد القطاعات الرئيسة لتعزيز التعاون، كونه يمثل أهمية كبيرة لدولة الإمارات التي تعمل على تخفيض الانبعاثات الكربونية في العالم، فضلًا عن التعاون في قطاعات أخرى كالسياحة والصحة والتعليم وغير ذلك.

وبيّن الوزير الإماراتي أن شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، تُعد أحد أهم الشركات اليوم، على مستوى العالم، ولديها اهتمام بالبحث عن فرص في تركيا، سواء على مستوى الشركات والقطاع الخاص أو الحكومة التركية، وأن “مصدر” رائدة في توفير أرخص الإنتاج من الطاقة الشمسية على مستوى العالم، وهناك اهتمام كبير من الشركات الإماراتية في تركيا بمجالات الموانئ والسكك الحديدية، وفق “وام”.

التجارة والاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة

وزير خارجية تركيا، أوضح أن المحادثات مع نظيره الإماراتي تطرقت إلى عديد الموضوعات المتعلقة بالتعاون الثنائي بين البلدين بمختلف القطاعات، مثل التجارة والاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة.

مضيفًا: “الإمارات تعد أكبر شريك تجاري لتركيا في المنطقة، والمستثمرون الأتراك حريصون على زيادة استثماراتهم هناك.. ونتطلع إلى توقيع اتفاقية الشراكة التجارية مع الإمارات قبل نهاية العام”.

تعاون مشترك في دول أخرى بالعالم

بيّنت التصريحات الإماراتية والتركية أن اهتمامهما لا ينصب فقط على العمل المشترك داخليًّا، وإنما التعاون الثنائي في دول أخرى بالعالم مثل إفريقيا وأمريكا اللاتينية ووسط آسيا وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا.

ولفت الجانبان إلى وجود فرص عظيمة واحترام كبير تحظى به تركيا والإمارات في هذه الدول، ويمكن تعزيز هذه العلاقة بالتواجد المشترك.

ربما يعجبك أيضا