تصريحات عقيلة والدبيبة تزيد الانقسام في ليبيا.. ما القصة؟

ضياء غنيم
تصريحات عقيلة تنذر بمرحلة جديدة من الأزمة الليبية

دعت مجموعة الأزمات الدولية، الدول الأوروبية لاستضافة مؤتمر جديد لإعادة التفاوض بين الفرقاء الليبيين حول تشكيل حكومة جديدة وخارطة طريق لإجراء الانتخابات البرلمانية


لا زال التوتر سائدًا في العاصمة الليبية طرابلس، بسبب الاشتباكات المسلحة التي لم تمنعها إجراءات رئيس حكومة تصريف الأعمال المنتهية ولايته، عبدالحميد الدبيبة، لفرض السيطرة على طرابلس.

التصريحات الحادة لرئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، فجرت سجالًا بين صالح والدبيبة، إلا أن “اجتماع سرت” حمل مؤشرات خطيرة على مرحلة جديدة من التأزم، تستدعي موقفًا دوليًا للوساطة والحل الشامل.

«دخول طرابلس» يفجر سجالًا

خلال زيارته مقر حكومة الاستقرار برئاسة فتحي باشاغا، في مدينة سرت، اجتمع صالح بباشاغا ونائبيه ورؤساء ديوان المحاسبة، وهيئتي الرقابة الإدارية ومكافحة الفساد، وغاب محافظ مصرف ليبيا المركزي، ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط، لبحث منع الإيرادات النفطية عن حكومة الدبيبة دون وقف عمليات الإنتاج والتصدير.

واستدل صالح بمشهد دخول رئيس الحكومة إلى طرابلس منتصف مايو الماضي للتأكيد على رضوخها تحت سيطرة المجموعات المسلحة وأنه «لا يمكن دخولها إلا عبر القتال أو بموافقة المجموعات المسلحة لتكون تحت سيطرتهم»، مضيفًا أن مدينة سرت هي «الحل الضامن لعمل الحكومة، وتجنب إراقة الدماء»، بحسب موقع بوابة الوسط.

تصريحات عقيلة أُخرجت من سياقها

أثارت تصريحات صالح ردود فعل في الجهة المقابلة باعتبارها دعوة لدخول طرابلس بقوة السلاح، فرد الدبيبة بأن حكومته «تمد يدها للحوار والسلام وترفض اندلاع حروب جديدة»، مشددًا على التزام الحكومة المؤقتة بـ«الدفاع عن الشعب الليبي بالسلام، حتى لو كلفنا ذلك أرواحنا».

وسارع المتحدث باسم مجلس النواب، عبدالله بليحق، لإزالة اللبس بشأن تصريحات عقيلة، منوهًا بأن «خيار الاقتتال لم يعد مقبولًا»، وأن «ما يحاول البعض تروجيه من أكاذيب»، وفق بوابة الوسط.

اشتباكات السبعة تعيد قدور لمنصبه

في قلب العاصمة دارت اشتباكات عنيفة مساء الأربعاء 1 يونيو الجاري بين جهاز «الشرطة القضائية» و«كتيبة ثوار طرابلس»، وسعى جهاز الشرطة لاستعادة السيطرة على مقر المخابرات بمنطقة السبعة، اتصالًا بملف إقالة نائب رئيس جهاز المخابرات وقائد كتيبة النواصي، مصطفى قدور، وفق سكاي نيوز عربية.

وفي أعقاب الاشتباكات التي استمرت حتى صباح يوم الخميس وأسفرت عن سيطرة قوات «الشرطة» الموالية لقدور على المقر، أعلن المجلس الرئاسي اعترافه رسميًا بقدور نائبًا لرئيس جهاز المخابرات، معتبرًا قرار رئيس الجهاز مصطفى العايب بإقالته غير قانوني، حسب صحيفة الشرق الأوسط.

السيطرة الأمنية المفقودة في طرابلس

أنشأ الدبيبة وحدة عسكرية جديدة تحت مسمى «كتيبة 122 مشاة» في منطقة غريان جنوب طرابلس، وتتبع مباشرةً رئيس أركان قوات الغرب، محمد الحداد، ولم يعلق على الاشتباكات في السبعة.

وفي ضوء المخاوف الأمنية لحكومة الدبيبة، أعلن «جهاز دعم الدستور والانتخابات» حظر المظاهرات السلمية في العاصمة لمدة 30 يومًا قابلة للتمديد»، معتبرًا المظاهرات المعارضة للحكومة ترفع شعارات «يستخدمها المخربون لدغدغة مشاعر الناس، تستهدف زعزعة أمن العاصمة»، حسب صحيفة الشرق الأوسط.

دعم أوروبي للتفاوض وحكومة موحدة جديدة

تمثل مشاركة نائب رئيس مصرف ليبيا المركزي في بنغازي في اجتماعات سرت الثلاثاء الماضي، إنذارًا بعودة الانقسام إلى ما قبل الاتفاق السياسي، في ظل الحرب الاقتصادية المرتقبة بين الجانبين حول إيرادات الدولة، ما دفع مجموعة الأزمات الدولية لاستعادة مشهد مؤتمر برلين لمنع تفاقم الأزمة.

ودعت المجموعة، الدول الأوروبية أن تستضيف مؤتمرًا جديدًا لإعادة التفاوض بين الفرقاء الليبيين حول تشكيل حكومة جديدة وخارطة طريق لإجراء الانتخابات البرلمانية قبل الخوض في معضلة الانتخابات الرئاسية، وأن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤوليته في تعيين مبعوث أممي خلفًا للمستشارة ستيفاني وليامز، التي تنتهي مهمتها في يونيو الجاري.

ربما يعجبك أيضا