صراع «روسي غربي» لـ«كسب ود» القاهرة.. ما القصة؟

ضياء غنيم
سياسة مصر الخارجية مستقلة ومتوازنة

تقول أستاذة العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، الدكتورة نورهان الشيخ، إن التعاون بالعملات الوطنية بين القاهرة موسكو يعود إلى عهد الملك فاروق وتتوافر الإرادة حاليًا لتطبيقه.


تتسابق روسيا والدول الغربية على كسب تأييد دول العالم في ظل تداعيات الأزمة الأوكرانية، وهو ما ظهر بمشاركة مصر كضيف شرف بمنتدى سان بطرسبرج.

القضايا الاقتصادية والأمن الغذائي تصدرا اهتمامات القوى الدولية لاستمالة القاهرة في صراع القوى الكبرى، الذي يثبت بحسب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نهاية عصر أحادية القطب بزعامة الولايات المتحدة، فما انعكاسات الواقع الجديد على مصر وتوازنها الاستراتيجي في علاقاتها الخارجية؟

روسيا تتسابق

تبادلت القاهرة وموسكو الرسائل الإيجابية بشأن تعزيز التعاون في مجالات التجارة والغذاء والطاقة، وهو ما عكسه إعلان الرئيس الروسي، دخول بلاده في مفاوضات لتوقيع اتفاقية تجارة حرة مع مصر، واختيار مصر كضيف شرف في منتدى سان بطرسبرج الاقتصادي في نسخته الـ25، والمنعقدة حاليًا.

تعد أبرز مخاوف الاتحاد الروسي من استمرار المواجهة مع الغرب والولايات المتحدة وتأثيرها على حركة الملاحة في المضايق والممرات البحرية الدولية وعلى رأسها قناة السويس، بحسب مقال المحلل السياسي ألكسندر نازاروف، في موقع روسيا اليوم.

رسائل غربية لمصر

بيان مطول لسفراء مجموعة الدول السبع الصناعية في القاهرة يوم الثلاثاء 14 يونيو 2022 تحول من مجرد رسالة تأييد لمصر في تلبية احتياجاتها من الحبوب إلى مناسبة للهجوم على روسيا بسبب نقص الإمدادات الغذائية عمومًا والمتجهة إلى مصر بالتحديد، موضحًا أن روسيا «لن تستطيع أن تصرف الأنظار عن التبعات المالية التي أحدثتها حرب بوتين وتهديدها للرخاء وأرزاق المصريين».

واستعرض البيان استخدام موسكو صادرات الغذاء كسلاح لاستمالة القاهرة، منوهًا إلى دعم الأمن الغذائي المصري من خلال شحنات القمح الأوكراني عبر بولندا. وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، تقديم 100 مليون دولار لدعم المزارعين وتعزيز مخزون الحبوب في القاهرة على المدى القريب، ودعم الاتحاد الأوروبي لتعزيز إنتاج الغذاء محليًا على المديين المتوسط والبعيد.

مصر تعتز بعلاقاتها مع روسيا

الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قال خلال مشاركته افتراضيًا بمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادي، إن مصر تعتز بعلاقات الصداقة التاريخية الوطيدة مع روسيا الاتحادية التطور الملموس للعلاقات خلال السنوات الأخيرة، في العديد من القطاعات الحيوية.

وبالتزامن مع توقيع اتفاق لإمداد الاتحاد الأوروبي بالغاز كأحد بدائل الغاز الروسي، أعلن وزير التجارة والصناعة الروسي، دينيس مانتوروف، التباحث مع نظيرته المصرية نيفين جامع اعتماد عملتي البلدين في التجارة البينية استنادًا لحجم التبادلات والمشروعات المشتركة بين الجانبين وعلى رأسها محطة الضبعة للطاقة النووية.

سياسة مصرية متوازنة

قالت أستاذة العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، الدكتورة نورهان الشيخ، إن العلاقات المصرية الروسية ذات خصوصية، وتعتبرها موسكو نموذجًا للعلاقات مع دول الشرق الأوسط وإفريقيا، منوهةً بأن كلمة الرئيس السيسي أمام ثاني أهم منتدى اقتصادي عالمي، كانت مهمة وموجهة للعالم بأكمله وتنم عن حضور مصر في مشهد إعادة صياغة النظام الاقتصادي العالمي، بالاعتماد على تعاون “جنوب جنوب”،

نورهان الشيخ

وأضافت لـ”شبكة رؤية الإخبارية”: “الوقت الراهن يشهد إعادة النظر في الشراكات الاقتصادية الدولية.. والعالم لم يعد يقبل بصيغة إما، أو، رغم الضغوط الأمريكية”، موضحة أن سياسة مصر الخارجية تتمتع بالاستقلالية والتوازن في علاقاتها الدولية لتحقق مصالحها الوطنية، وأن التعاون بالعملات الوطنية بين القاهرة موسكو يعود إلى عهد الملك فاروق وتتوافر الإرادة لتطبيقه حاليًا.

ربما يعجبك أيضا