الجزائر وفرنسا تبحثان تعميق العلاقات الثنائية بعد فترة تأزم

ضياء غنيم
الجزائر وفرنسا

يترقب المحللون التفاتة فرنسية سريعة وإجبارية تجاه الجزائر خاصة مع تصفير إمدادات الغاز الروسي لباريس منذ 15 يونيو الجاري


تقترب الجزائر وفرنسا من إعادة إصلاح العلاقات بينهما، بعد أن أجرى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، اتصالًا هاتفيًّا بنظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون.

يأتي ذلك الاتصال، وسط ترقب لزيارة ماكرون إلى الجزائر، تلبية لدعوة تبون. وقد تسارعت مساعي البلدين لتجاوز مرحلة تأزم العلاقات منذ انتخاب ماكرون لولاية ثانية، وفي ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وانعكاساتها على إمدادات الغاز إلى القارة الأوروبية.

الجزائر وفرنسا تبحثان تعميق العلاقات

الاتصال الهاتفي الذي بادر به الرئيس الجزائري، أظهر عزم البلدين على تعميق العلاقات الثنائية، في ظل “تقارب وجهتَي نظر الرئيسين، وتوافقهما الكبير، على دفع هذه العلاقات إلى مستوى متميز، خاصة بعد إعادة انتخاب الرئيس ماكرون”، حسب بيان الرئاسة الجزائرية، يوم أمس السبت 18 يونيو 2022.

وفي 25 إبريل 2022، هنأ الرئيس الجزائري تبون، نظيره الفرنسي ماكرون، بمناسبة تجديد انتخابه، ودعاه لزيارة الجزائر لإطلاق “ديناميكية تدفع إلى التقدم في معالجة الملفات الكبرى”، وذلك عقب زيارة سريعة لوزير الخارجية آنذاك، جان إيف لودريان، للجزائر منتصف الشهر نفسه.

ملف الذاكرة

ملف الذاكرة الاستعمارية يحدد ملامح التوتر والانفراج في العلاقات المعقدة بين فرنسا والجزائر، وهو ما سعى الرئيس الفرنسي إلى إصلاحه جزئيًّا، عبر تسليم رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية لسنوات الاستعمار الأولى منتصف 2020، وفتح الأرشيف السري لحرب الجزائر في ديسمبر 2021، عقب زيارة وزير الخارجية إلى الجزائر، ضمن مساعي تهدئة التوتر، وتطالب الأخيرة بتسليمه.

وفي يناير الماضي دعا الرئيس الفرنسي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الجزائري، لتهدئة ذاكرة الاستعمار وحرب الاستقلال، متعهدًا بالبحث عن المفقودين وتأهيل المدافن الأوروبية في الجزائر، واعترف ماكرون أيضًا بمجزرتين ارتكبتهما بلاده في شارع إيسلي بالعاصمة الجزائر عام 1962، وسعى لمعالجة ملفات التأزم، ومنها اعتراف باريس بالفرنسيين المولودين في الجزائر، حسب موقع العربية نت.

تحولات مهمة 

تعثرت مساعي إعادة التنسيق الثنائي بين الجزائر وفرنسا، بشأن القضايا الإقليمية إلى سابق عهده، غير أن تطورًا بطيئًا طرأ على العلاقات بزيارة لودريان الثانية منتصف إبريل، التي شدد خلالها على أن التعاون بين البلدين لا غنى عنه في مواجهة التحديات الإقليمية في البحر المتوسط وإفريقيا، حسب موقع فرنسا 24.

وعلى الجانب الآخر عملت الجزائر في الفترة الماضية على دعم علاقاتها مع تركيا، وهو ما أبرزه الرئيس الجزائري تبون، خلال حواره مع صحيفة لوبوان الفرنسية، في تفضيل بلاده الاستثمار التركي على نظيره الفرنسي الذي لا يخلو من “الابتزاز السياسي”.

نظرة الجزائر إلى استثمارات الفرنسيين لديهم

يرى الجانب الجزائري أن الاستثمارات الفرنسية داخل الجزائر تخدم مصالحهم فقط، وأنها استثمارات انتقائية بحتة، فلا تحمل أي قيمة مضافة إلى اقتصاد الجزائر، فضلًا عن أنها لا تسهم في نقل التكنولوجيا إلى دولة الجزائر، ما يشير إلى التفكير في الاستعاضة عنها، حسب صحيفة الشروق الجزائرية.

ويعد التقارب الجزائري الإيطالي وتوقيع اتفاقية لزيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر روما، إحدى علامات بروز حاجة الشركاء الأوروبيين إلى تعزيز علاقاتهم بالجزائر، فيترقب المحللون التفاتة فرنسية سريعة وإجبارية تجاه الجزائر، خاصة مع تصفير إمدادات الغاز الروسي إلى باريس، منذ 15 يونيو الحالي، حسب موقع الإخبارية الجزائري.

ربما يعجبك أيضا