الاستخبارات الألمانية تكشف مجددًا عن مصادر تمويل الإخوان المسلمين

جاسم محمد

تواصل الحكومة الألمانية تشديد إجراءاتها ضد أنشطة الإخوان المسلمين، بعد ضغوطات من أحزاب المعارضة في البرلمان وتكشف من جديد مصادر تمويل جماعة الإخوان في ألمانيا.


وجهت الحكومة الألمانية مذكرة إلى مجلس النواب برقم 2224/20، تكشف فيها عن معلومات مفصلة تخص الذراع المالية لجماعة الإخوان المسلمين، وأهدافها الخفية.

وخلال شهر أكتوبر 2021، نشرت الاستخبارات الداخلية الألمانية تقريرًا بحثيًّا بعنوان “شبكة الإخوان المسلمين في أوروبا”، كشف عن نتائج مقلقة، وأشار إلى أن الهدف النهائي للجماعة هو “بناء دولة” على أساس الشريعة الإسلامية.

«الإخوان» شبكات مختلفة مرتبطة أيديولوجيًّا

يمكن وصف جماعة الإخوان المسلمين بأنها ليست منظمة مركزية، لكنها شبكة من الفروع المختلفة مستقلٌّ بعضها رسميًّا عن بعضها، مرتبطة بأنماط أيديولوجية ومنظمات جامعة وروابط فردية. وتعد الإخوان واحدة من الجماعات المتطرفة والخطيرة، ما يقوض الأمن القومي والتماسك الاجتماعي.

ووفقًا لتقرير صحيفة “دي فيلت” أصبحت “الإخوان” أكثر نفوذًا في أوروبا، ومصدر قلق في ألمانيا، فيشتبه جهاز الأمن الألماني في وجود أكثر من ألف عضو بالجماعة لديهم. وأفاد مكتب بادن فورتمبيرج التابع للاستخبارات الداخلية، أن جماعة الإخوان المسلمين تركز على التسلل إلى مؤسسات مثل الجامعات والمؤسسات الحكومية أيضًا.

منظمة «DMG».. ووزير اقتصاد الإخوان

 تعرضت منظمة المجتمع الإسلامي في ألمانيا  لانتقادات علنية، لارتباطها بالإخوان المسلمين، وبعد جدل طويل استطاع المجلس الإسلامي في ألمانيا إخراج المنظمة من المجلس في 31 يناير 2022، وبهذا أزاح المجلس كثيرًا من الشكوك حول خلفيات الجماعات والمنظمات التي تعمل تحت مظلتها.

إبراهيم فاروق الزيات، مهندس مصري غادر بلده في الستينات واستقر في ألمانيا، وتزوج بألمانية أسلمت وعاشا في ماربورج، بلدة جامعية شمال فرانكفورت، والتحق بـ”مارتن لوثر شول” عام 1987. وكان الزيات مؤسسًا ومديرًا لاتحاد أوروبا (FIOE)، وترأس قسم العلاقات العامة به، ويعد الزيات “وزير اقتصاد” ألمانيا، من خلال إدارته صندوق أوروبا.

صندوق أوروبا.. يوروب تراست

هي شركة ومؤسسة خيرية، مقرها المملكة المتحدة، جرى تسجيلها للمرة الأولى كمؤسسة خيرية عام 1996. ويقول التقرير المالي لعام 2005: “النشاط الرئيس للشركة كان يتمثل في إنشاء محفظة من الأصول (الأوقاف) واستثمارات لتوليد الموارد، لتمويل المشاريع الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات في أوروبا”.

واشترت Europe Trust عقارًا في منطقة Wedding بمدينة برلين بـ4 ملايين يورو. وانتقل العديد من الجمعيات والجماعات إلى هناك، والتي تخضع لمراقبة مكتب الدولة الألماني لحماية الدستور. وفي الغالب يكون مديرو وأمناء صندوق أوروبا من المسلمين الأوروبيين المنحدرين من أصول شرق أوسطية.

علاقة الشركة بالجماعة

مقر الشركة هو المملكة المتحدة، ولها علاقات وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين، فقد استحوذت على عقار بقيمة 4 ملايين يورو في حي ويدينج في برلين، وهي منطقة تضم بالفعل العديد من الجمعيات التي يراقبها المكتب الفيدرالي لحماية الدستور.

ويمكن أن نعد The Europe Trust، الأداة المالية الرئيسة لجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، والتي تهدف إلى إنشاء مجتمعات إسلاموية موازية في أوروبا، من خلال اختراق مؤسسات المجتمع، بدلًا من تبني فكر “الجهاد” وهذا ما يجعلها أخطر من الجماعات “الجهادية”.

ضغط البرلمان وتردُّد المخابرات

من المتوقع أن تستمر الحكومة الألمانية في اتخاذ إجراءات صارمة، لرصد ومراقبة مصادر تمويل جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا، ولكن المخابرات الداخلية لا تزال بحاجة إلى مزيد من الصلاحيات، من أجل الوصول إلى النتائج.

ورغم الضغط البرلماني على الحكومة الألمانية للكشف عن معلوماتها حول الإسلام السياسي، وتحديدًا جماعة الإخوان المسلمين، فإن المخابرات الألمانية لا تزال مترددة في إعلان تفاصيل عملها حفاظًا على سير التحقيقات. ومن المنتظر أن تعلن الحكومة الألمانية في المستقبل المزيد من التفاصيل حول نشاطات الجماعة لديها.

ربما يعجبك أيضا