الكاظمي زار طهران.. ما الدلالات؟

يوسف بنده

الكاظمي: "اتفقنا على دعم وقف إطلاق النار في اليمن، وتذليل تحديات الأمن الغذائي في المنطقة".


التقى رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الاثنين 28 يونيو 2022، في طهران، بعد زيارة إقليمية بدأها بالسعودية.

الزيارة تأتي في إطار مساعي العراق لتحريك المحادثات التي أجرتها الرياض وطهران في بغداد، وسط ظروف إقليمية آخذة في التصعيد وزيارة مستوى التوتر مع اقتراب زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للمنطقة، منتصف يوليو القادم.

استمرار بقاء الكاظمي

رغم تأكيدات المسئولين العراقيين أن زيارة الكاظمي “ليس لها أي بُعد داخلي”، وأن جولته اقتصرت على الوساطة بين الرياض وطهران، ما ينعكس إيجابًا على العراق من حيث تعزيز الشراكة والتعاون الإقليمي. إلا أن صحيفة “آرمان امروز” أوضحت أن الهدف هو تعزيز موقع الكاظمي للبقاء في منصب رئاسة وزراء العراق من خلال الاتفاق مع إيران على القضايا المختلف حولها.

وفي ظل تعطل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ولأن الكاظمي من الشخصيات المقبولة والمتوازنة بين السعودية وإيران، يشير تقرير صحيفة الشرق الأوسط إلى أن الكاظمي حقق مقبولية دولية، وهدف إلى جعل العراق مرتكزًا بين دول المنطقة.

وأن “هناك مؤشرات بعدم تشكيل الحكومة الجديدة بسرعة أو ربما إعادة الانتخابات، ما يعني بقاء الكاظمي مدة أطول ليدير ملف العلاقات الإقليمية بقدر أفضل مستقبلًا”.

رسالة تهدئة

خلال مؤتمره الصحفي مع الرئيس الإيراني، قال الكاظمي: “اتفقنا على دعم وقف إطلاق النار في اليمن، وتذليل تحديات الأمن الغذائي في المنطقة، وتعزيز التعاون الثنائي بين العراق وإيران”.

ومن جانبه، قال رئيسي: “نحن نجزم بأنه لا جدوى من استمرار الحرب التي لم تحقق إلا الألم والمعاناة للشعب اليمني.. وقف إطلاق النار من شأنه أن يدفع باتجاه حل الأزمة اليمنية وإقامة الحوار بين اليمنيين”.

رسالة تهدئة

هذه التصريحات توضح أن الكاظمي قام بنقل رسالة تهدئة من الرياض إلى طهران، خاصة أن السعودية لديها قلق من سلوك إيران في المنطقة وفي اليمن الواقعة على حدودها. فضلًا عن قضايا أخرى، كالبرنامجين النووي والصاروخي.

ويبدو أن الرياض تشترط العودة إلى استئناف محادثاتها مع إيران، قبل أن تحصل على ضمانات وردًّا على مخاوفها الأمنية. ويمكن أن تسفر هذه التهدئة عن تبادل فتح السفارتين بين البلدين قبل عيد الأضحى.

قبل زيارة بايدن

مع اقتراب زيارة بايدن إلى إسرائيل والسعودية، ظهرت ملامح تهدئة في المنطقة، بدأت بتمديد الهدنة في اليمن تمهيدًا لاتفاق سياسي. وبعدها أعلنت طهران العودة إلى استئناف المحادثات النووية مع الغرب، وذلك بعد جهود أوروبية لإقناعها بهذه العودة.

وزيارة الكاظمي لطهران تأتي في إطار التنسيق مع واشنطن، خاصة أن هناك قمة أمريكية إقليمية برعاية السعودية خلال زيارة بايدن للرياض. وسط قلق إيراني من نتائج هذه القمة.

عودة المحادثات النووية

تخدم زيارة الكاظمي مناخ التهدئة الذي تسعى له إدارة بايدن قبل هذه القمة بعودة المحادثات النووية ودعم الرؤية الأمريكية، التي تعتبر أن الاتفاق النووي له إيجابيات أكثر من سلبياته، بما يعود على أمن المنطقة.

بينما نجحت إسرائيل في إقناع دول إقليمية بأن الاتفاق النووي مع إيران لا جدوى منه، وإن إيران ماضية في تهديد أمن المنطقة وأن الدعم الذي تقدمها لمليشياتها لن يتوقف.

ربما يعجبك أيضا