حقل كاريش.. إلى أين يتجه صراع «حزب الله» والاحتلال الإسرائيلي؟

ضياء غنيم
حقل كاريش

تحول حقل كاريش للغاز الطبيعي لصندوق بريد لتبادل الرسائل بين «حزب الله» ومن خلفه إيران من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، مع إطلاق الحزب طائرات مسيرة تجاه الحقل المتنازع عليه.

متحدث جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أعلن في تويتر، يوم 6 يوليو 2022، التصدي لطائرة مسيرة تتبع حزب الله كانت في طريقها إلى حقل كاريش، بعد أيام من رصد وإسقاط 3 مسيرات غير مسلحة اقتربت من الحقل، فما أسباب استمرار الهجمات وتداعياتها على ملف ترسيم الحدود البحرية؟

حقل كاريش.. تحليق غير مسلح

تتواصل رسائل «حزب الله» إلى دولة الاحتلال عبر مُسيراته التي تجاوزت الحدود البحرية اللبنانية في الخط 29 الذي تراجعت عن تسميته لبنان الرسمية في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل برعاية أمريكية، وأبرز تلك الرسائل تحليق 3 مسيرات غير مسلحة فوق منصة للغاز بحقل كاريش في 2 يوليو 2022.

وفي 6 يوليو، أعلن متحدث جيش الاحتلال، في تويتر، إسقاط طائرة مسيرة تتبع «حزب الله» في المياه اللبنانية، كانت في طريقها إلى حقل كاريش، يوم الأربعاء الماضي، دون إبداء معلومات أكثر عن الحادث.

أهداف حزب الله

اعتبر محللون أن إيران استخدمت «حزب الله» في إيصال رسائل إلى دولة الاحتلال في ظل الأزمات الداخلية المتوالية وضبابية مشهد المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة والقوى الدولية.

على الجانب الآخر يدفع الحزب ومؤيدوه بسردية “حماية الحقوق اللبنانية في حقل كاريش” بناءً على تعهد سابق بمنع إسرائيل من استخراج ثروات الحقل قبل انتهاء المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود بين لبنان ودولة الاحتلال.

المواجهة ليست في صالح الطرفين

الحزب عمد لإثبات جدية التهديد وتجنب تصعيد غير محمود العواقب بإعلانه أن المسيرات كانت لمهمة استطلاعية، وربما استهدف اختبار مدى استجابة الدفاع الجوي الإسرائيلي، وموقفه مدفوع بالمعارضة الداخلية القوية للتصعيد مع إسرائيل، فضلًا عن الإدانة الرسمية على لسان وزير الخارجية، عبدالله بوحبيب، لأي سلوك خارج إطار الدولة يهدد المسار الدبلوماسي لترسيم الحدود.

دولة الاحتلال رغم التهديدات المتلاحقة باجتياح بيروت ومدن لبنانية ردًا على تحركات الحزب، إلا أن الأوضاع الداخلية غير المواتية والاستعدادات لانتخابات الكنيست في نوفمبر المقبل، دفعت رئيس حكومة تصريف الأعمال، يائير لابيد، إلى باريس لطلب وساطة الرئيس إيمانويل ماكرون، لتسريع وتيرة مفاوضات ترسيم الحدود وقطع الطريق على تدخلات «حزب الله» في مسارها.

الحل التفاوضي أولوية

الولايات المتحدة كذلك حثت الحكومة اللبنانية على تشديد الإدانة لتحركات «حزب الله» والتشديد على أن المفاوضات هي المسار الوحيد لحل أزمة ترسيم الحدود البحرية لمحاصرة فرص التصعيد بالساحة اللبنانية خصوصًا، والشرق الأوسط عمومًا في تلك الفترة، بحسب موقع أكسيوس.

ووضعت دولة الاحتلال شهرين لإنجاز التفاوض، وهو السقف الزمني الذي حددته وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارن الحرار، لاستخراج الغاز من حقل كاريش سبتمبر 2022، وأفادت وسائل إعلام لبنانية بعرض بيروت التنازل عن حقل كاريش مقابل الاستحواذ على حقل قانا، بناءً على المرسوم 6433 والذي يحدد الحدود البحرية الجنوبية بالخط 23، وليس الخط 29 الذي يتوسط الحقل الغني بالغاز الطبيعي.

ربما يعجبك أيضا