الجيش اللبناني يواجه تزايد تجارة التهريب.. 150 معبرًا غير شرعي إلى سوريا

ضياء غنيم
الجيش اللبناني يواجه تجارة التهريب

أعلن الجيش اللبناني، مساء السبت 13 أغسطس 2022، مقتل أحد عناصره وإصابة آخر في اشتباكات مع مهربين على الحدود الشمالية مع سوريا، وسط تنامي خطر تجارة التهريب على الداخل اللبناني.

وفي الآونة الأخيرة تزايدت أنشطة التهريب عبر حدود البلدين، واتسعت من البضائع والسلع الأساسية إلى السجائر ومستلزمات التجميل وحتى تهريب البشر، ما أدى إلى ظهور طرق ومعابر غير رسمية لا تخضع لسيطرة الجيش، وتخترق كامل خط الحدود الذي يتجاوز 375 كيلومترًا.

الجيش اللبناني يواجه تجارة التهريب

نعت قيادة الجيش اللبناني صباح اليوم الأحد 14 أغسطس، الرقيب محمد الحسيني الذي قضى متأثرًا بإصابته في اشتباكات مع مجموعات التهريب على الحدود الشمالية. ولم يذكر الجيش أي بيانات عن طبيعة الاشتباكات والجماعات المتورطة فيه.

وفي 2 أغسطس الجاري أعلنت السلطات اللبنانية توقيف شبكة تهريب مكونة من سوري و4 لبنانيين، بينهم جندي هارب، في محلة جنعم بمحافظة النبطية جنوب شرقي البلاد، وسط تزايد نشاط جماعات التهريب بين البلدين، حسب موقع “النشرة” اللبناني المحلي.

تجارة التهريب بين سوريا ولبنان

تنامي تجارة التهريب

انتعشت تجارة التهريب بين البلدين في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية السورية، إلا أنها تضررت وتراجعت بطريقة ملحوظة في 2017، بعد تنفيذ الجيش اللبناني عملية “فجر الجرود” لتطهير المناطق الحدودية من مجموعات متشددة، قبل أن تصل إلى ذروة العمليات العام الحالي على وقع الأزمة المتفاقمة في سوريا بسبب عقوبات الأمريكية بموجب قانون قيصر، حسب صحيفة الشرق الأوسط.

وأظهر تقرير لمركز “روبرت شومان” للدراسات العليا صادر في إبريل 2022، أنشطة التهريب المزدوجة على جانبي الحدود السورية واللبنانية، التي انتعشت حتى بعد سيطرة القوات الحكومية على الحدود الجنوبية والغربية في 2018، عبر ما بين 120 و150 نقطة عبور غير شرعية.

التهريب من سوريا إلى لبنان

تشمل تجارة التهريب من الجانب السوري نوعين من المنتجات، المشروعة منها (غير المحظورة) كالسلع الغذائية والأجهزة المنزلية ومنتجات النظافة، وغير المشروعة كالحبوب المخدرة، وعلى رأسها الكبتاجون، التي تنتج بالأساس في سوريا وتنقل إلى لبنان كبلد ممر إلى وجهات أخرى تستهدف دول الخليج، وبدرجة أقل السوق الأوروبية.

كذلك تستخدم عصابات الحدود الأراضي اللبنانية في تهجير السوريين إلى قبرص والدول الأوروبية، عبر زوارق في طرابلس بشمال لبنان، والتي تسببت في الأشهر الماضية في غرق العشرات من السوريين واللبنانيين في عرض البحر، حسب قناة “سكاي نيوز عربية“.

التهريب من لبنان إلى سوريا

تمد تجارة التهريب اللبنانية شركاءها في الجانب السوري بالمشتقات النفطية وعلى رأسها المازوت، بالتعاون بين “حزب الله” وحركة أمل على طول محور بعلبك-الهرمل شمال شرقي البلاد من جهة، ومن جهة أخرى عناصر الفرقة الرابعة السورية بقيادة ماهر الأسد أو رجال أعمال غير مرتبطين بالفرقة يسمح لهم بالتجارة مقابل رسوم عبور على طول الريف الجنوبي لحمص والقلمون الغربي وريف دمشق.

وينشط في محافظة عكار شمال غرب لبنان نشاط تهريب الوقود، وتورط 3 من أعضاء مجلس النواب في تلك التجارة التي يقدرها التقرير في المجمل بنحو 235 ألف دولار.

وتعد المواد الغذائية أبرز مستهدفات مافيا التهريب، وتتقاذف الكتل والأحزاب السياسية تهم التورط في تجارة تهريب القمح والطحين إلى سوريا. وحسب وزير الاقتصاد اللبناني، أمين سلام، كلفت عمليات تهريب الطحين 40% من إجمالي المعروض اللبناني، حسب صحيفة “النهار“.

ربما يعجبك أيضا