تصريحات الريسوني تثير غضبًا في الجزائر وموريتانيا

ضياء غنيم
تصريحات الريسوني تعمق الأزمة بين الجزائر والمغرب

تسببت تصريحات للداعية المغربي أحمد الريسوني، رئيس ما يُسمى “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” في موجة غضب بالجزائر وموريتانيا.

وتصريحات الريسوني تجاه مدينة تندوف الجزائرية وحديثه عن تبعية موريتانيا للمغرب قد تثير أزمة دبلوماسية جديدة تجاه نواكشوط، فضلًا عن الأزمة الكبيرة مع الجزائر، رغم تصريحات الملك محمد السادس في ذكرى تولي العرش، والتي دعا خلالها إلى التقارب مع الجزائر.

تصريحات الريسوني

نقل موقع هسبريس المغربي، في 16 أغسطس 2022، تصريحات أحمد الريسوني التي أدلى بها خلال لقاء إعلامي محلي مع موقع بلانكا بريس، نهاية يوليو الماضي، قال فيه إن “وجود موريتانيا غلط من الأساس، إلى جانب قضية الصحراء”، ورأى أن موريتانيا كانت جزءًا من المغرب بناء على “بيعة علماء موريتانيا وأعيانها للعرش الملكي”، الذي ينبغي أن يعود إلى ما كان عليه قبل الغزو الأوروبي.

وفي معرض انتقاده لموقف الجزائر من دعم قضية الصحراء التي رآها كذلك صناعة استعمارية، شدد الريسوني على أن “العلماء والدعاة والشعب المغربي” على استعداد للجهاد بالمال والنفس والمشاركة في مسيرة شبيهة بالمسيرة الخضراء والزحف بالملايين إلى الصحراء ومنطقة تندوف الجزائرية، إذا طلب العاهل المغربي ذلك”، حسب موقع بي بي سي عربي.

معسكر الريسوني يتبرأ من تصريحاته

تعد المسيرة الخضراء أحد أبرز الحوادث في التاريخ المغربي الحديث، فقد سار في 6 نوفمبر 1975 نحو 350 ألف مغربي من جميع الفئات والتيارات تجاه الصحراء الغربية، رفضًا لقرار الاستعمار الإسباني بإجراء استفتاء على استقلال المنطقة. وقد وصلت موجة الغضب إلى “الاتحاد العالمي” الذي أعلن أمينه العام علي القره داغي، أن الاتحاد غير مسؤول عن تصريحات الريسوني ولا يتحمل تبعاتها.

ورأى رئيس حركة مجتمع السلم، الذراع الجزائرية لتنظيم الإخوان المسلمين، عبدالزراق مقري، أن تصريحات الريسوني سقطة خطيرة ومدوية، فضلًا عن أنها تعد بمثابة دعوة إلى الفتنة وسفك دماء المسلمين، فيقتل بعضهم بعضًا، وذلك وفقًا لما ورد في صحيفة الشروق.

غضب في موريتانيا

استنكر فريق الصداقة البرلمانية الموريتانية-المغربية تلك التصريحات، ودعا الريسوني إلى الاعتذار عنها، إلى الشعبين المغربي والموريتاني، وقالت رئيسة الفريق أيضًا، زينب التقي، إنها تصريحات تنم عن “إساءة بالغة ودق إسفين بين البلدين”، حسب موقع صحراء ميديا.

https://www.facebook.com/zeinebou.taki/posts/pfbid02uWedzhkDPUMD8n2SKvVEipGF9pLqZeuT9LbqKqNS4DyPe44myerowVao4cay8qKel

وقد نددت هيئة العلماء الموريتانيين بتصريحات الريسوني، بوصفها تطاولًا على سيادة موريتانيا التي لم تخضع، بحسب البيان، لدولة أخرى منذ القرن الخامس الهجري، وحثت قادة الهيئات الإسلامية على عدم تجاوز “اللباقة والدبلوماسية واحترام الحوزات الترابية للدول وسيادة كلٍّ على أراضيه”.

تعميق الأزمة مع الجزائر

ردة الفعل في الجزائر شهدت صدى أكبر، في ضوء الأزمة بين البلدين، والتي تدخل عامها الثالث، وتجاوزت حد الإساءة إلى التطاول على سيادة الجزائر، حسب صحيف الشروق الجزائرية، وذلك عبر “الدعوة إلى الجهاد” والتوجه إلى تندوف الحدودية التي عدَّها الريسوني العاصمة الفعلية لجبهة البوليساريو.

وربطت وسائل الإعلام والنخب السياسية والدينية الجزائرية تصريحات الريسوني بفكرة المغرب الكبير التي تبناها زعيم ومؤسس حزب الاستقلال المغربي، والتي تمتد إلى مناطق (تندوف وبشار والقنادسة والبيض) غرب الجزائر وكامل الأراضي الموريتانية، في محاولة للربط بين التصريح الحالي والفكرة المسبقة.

مساعي عودة العلاقات الجزائرية المغربية

في الذكرى 23 للجلوس على العرش، وجّه العاهل المغربي الملك محمد السادس، رسالة سلام إلى الجزائر في 30 يوليو 2022، ورسالة إلى الرئاسة الجزائرية بالعمل على تأسيس علاقات طبيعية بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، ومصير مشترك”، حسب سكاي نيوز عربية.

وقد شدد الملك محمد السادس على أنه “يوجد من يريد إشعال الفتنة بين الشعبين المغربي والجزائري، مهيبًا بمواطنيه عدم السماح بالإساءة إلى الجزائر، سواء على مستوى الأقوال والتصريحات، فضلًا عن الإساءة بالفعل، ومواصلة نهج قيم حسن الجوار مع الجارة الجزائر”.

ربما يعجبك أيضا