هل يؤثر القصف التركي الأخير في أجواء التقارب مع سوريا؟

ضياء غنيم
قصف جوي - أرشيفية

يمثل التقارب السوري التركي الأخير برعاية موسكو، مصدر قلق لـ"قسد" التي تتخوف من صفقة محتملة تؤثر في مناطق نفوذها بشمال البلاد.


أسفر قصف تركي استهدف نقاطًا عسكرية في مدينة حلب، شمال غربي سوريا، عن مقتل 3 عسكريين سوريين وإصابة 6 آخرين، في أكبر تصعيد بين الجيشين منذ 2020.

وتزامن الهجوم مع موجة جدل أثارتها تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، بشأن لقاء مقتضب مع نظيره السوري، فيصل المقداد، وحديثه عن أهمية التقارب بين النظام والمعارضة السوريين، وعقب قمتين بشأن سوريا جمعت رؤساء روسيا وتركيا وإيران.

القصف التركي

قصفت تركيا، أمس الثلاثاء 16 أغسطس على نحو مكثف بلة تل جارقلي، على بعد 25 كيلومترًا غرب عين العرب (كوباني) قرب الحدود التركية السورية، ما أسفر عن مقتل 3 جنود وإصابة 6 آخرين، في حين بلغت حصيلة الضحايا من المدنيين 4 قتلى ونحو 10 جرحى، حسب صحيفة “الوطن” السورية.

واتسع نطاق القصف التركي الجوي والمدفعي وبقذائف الهاون على مناطق في محيط كوباني وأرياف حلب الشرقية والغربية، كما طال قريتي الماصي والجات في منبج، وبلدتي صيدا والمعلق بريف الرقة الشمالي، ما تسبب في حركة نزوح كبيرة من المناطق المستهدفة.

هجوم على الداخل التركي

قال الجانب التركي إن الهجوم جاء ردًا على قصف لقوات سوريا الديمقراطية استهدف نقطة عسكرية تركية في قضاء بيرجيك بولاية شانلي أورفة الحدودية التركية، أسفر عن مقتل جندي وإصابة 4 آخرين.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية “تحييد” 13 إرهابيًّا في هجماتها المضادة، في إشارة لقوات “قسد” وعمودها الفقري الكردي “وحدات حماية الشعب YPG”، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، حسب الرواية التركية.

إفراغ الشريط الحدودي

مع استمرار الضغوط الإقليمية والدولية، لمنع تنفيذ عملية عسكرية جديدة في مناطق سيطرة الأكراد، تواصلت المناوشات وأعمال القصف، واتهمت “قسد” ووسائل إعلام سورية أنقرة بتنفيذ مخطط لإفراغ الحدود، واحتلال كامل الشريط الحدودي بعمق 30 كيلو مترًا.

ويأتي ذلك في وقت خيمت أجواء إيجابية في الفترة الأخيرة على العلاقات بين دمشق وأنقرة، فبعد أيام من لقاء الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب إردوغان في منتجع سوتشي، 5 أغسطس، أظهر وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، ميلًا للتقارب مع سوريا ومساع لجمع النظام والمعارضة على تسوية نهائية للأزمة.

صفقة عودة السوريين

رغم دعم تركيا للمجموعات المسلحة واتهام أنقرة لدمشق بالسعي لحل الأزمة بالقوة العسكرية، فإنه من غير المحتمل تصعيد المواجهات بين الجيشين. ويمثل التقارب السوري التركي الأخير برعاية موسكو، مصدر قلق لـ”قسد” التي تتخوف من صفقة محتملة تؤثر في مناطق نفوذها شمال شرقي سوريا، في ظل مساعي تركيا لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، حسب صحيفة الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة عن جريدة “تركيا” القريبة من حكومة أنقرة أن أولوية إعادة السوريين على طاولة المفاوضات مع الجانبين الإيراني والروسي، واعتبرت أن ضمان العودة الآمنة من تركيا، ستحفز مئات الآلاف من السوريين، في إشارة لمساعي التقدم في تطبيع العلاقات، في ظل بدء المرحلة الأولى من مشروع العودة الذي يستهدف 3 محافظات، هي حلب ودمشق وحمص.

ربما يعجبك أيضا