ملف اللاجئين السوريين يخلق سجالًا سياسيًّا في لبنان

ضياء غنيم
اللاجئين السوريين مادة سياسية في لبنان

تتصاعد خلافات في السراي الحكومي بلبنان على وقع الأزمات السياسية الحالية، وآخرها السجال حول ملف إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وزير شؤون المهجرين في حكومة تصريف الأعمال، عصام شرف الدين، انتقد نهج رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، في سحب ملف اللاجئين من سلطته إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، بالتوازي مع إخراجه من التشكيلة الحكومية المقترحة، ليشعل سجالًا يثير مخاوف من ارتدادات تسييس الملف.

اتهامات لميقاتي برفض ترحيل السوريين

بين المواقف الحزبية والفردية من جهة، والالتزامات الدولية حول ملف عودة اللاجئين السوريين من جهة أخرى، اشتعل سجال بين شرف الدين، وفريق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي اتهمه الوزير في مقابلة اليوم الجمعة 19 أغسطس 2022، مع قناة الجديد اللبنانية، بتهميش خطته من ملف اللاجئين، وإحالة الملف إلى وزارة الشؤون الاجتماعية.

وتصدر شرف الدين المشهد بعد زيارته إلى دمشق ولقائه مسؤولين سوريين، لبحث خطة عودة نحو 15 ألف سوري إلى بلادهم، وهي الخطة التي رحب بها ميقاتي وقتها قبل أن يغير رأيه “180 درجة” على حد تعبير الوزير، الذي اتهم ميقاتي برفض ترحيل السوريين إرضاءً للمجتمع الدولي، و”لحماية مصالحه وشركاته في الغرب”.

تصعيد سياسي

اعتبر مستشار رئيس الحكومة اللبنانية، فارس الجميل، اتهامات شرف الدين غير دقيقة، مرجعًا ملف اللاجئين إلى وزارة الشؤون الاجتماعية باعتبارها جهة الاختصاص قانونًا. وقال الجميل إن زيارة الوزير جاءت بمسعى فردي وعلى رأس وفد حزبي لا يمثل الدولة اللبنانية، واللجنة الوزارية المعنية التي التزمت بتحفظات المنظمات الدولية والهيئات الأممية على ملف العودة.

الجميل انتقد موقف الوزير شرف الدين على اعتباره “تسييسًا” لملف عودة اللاجئين في إطار “فتح النار” على رئيس الحكومة على خلفية إقصائه من التشكيلة الوزارية المقترحة، مع خسارة الحزب الديمقراطي بزعامة، طلال أرسلان، الذي ينتمي إليه الوزير، في الانتخابات النيابية أمام الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط.

تسييس ملف اللاجئين السوريين داخليًّا وخارجيًّا

يحظى ملف اللجوء السوري بسجالات سياسية كبيرة، مع تصاعد الأزمات الاقتصادية والمعيشية في لبنان، وآخرها قضايا تهريب المواد الغذائية والطحين عبر عشرات المعابر غير الرسمية بين البلدين، فضلًا عن إثارة ملف دمج السوريين في المجتمع اللبناني.

وخلال استقباله وزير التنمية الدولية الكندين هارجيت ساجان، في 17 أغسطس 2022، قال رئيس الجمهورية ميشال عون إن “سعي بعض الدول لدمج النازحين السوريين الموجودين بلبنان في المجتمع اللبناني، جريمة لن يقبل لبنان بها مهما كلّف الأمر، والقوانين ترفض إبعاد شعب عن أرضه”.

مخاوف الهجرة غير النظامية

تتعلق مخاوف المجتمع الدولي من عودة السوريين بتعرضهم لمضايقات أمنية، خاصة في ظل استمرار الأزمة وعدم التوصل إلى تسوية سياسية. ونبهت الضغوط الاقتصادية التي تتعرض لها أوروبا إلى تأثير تطورات ذلك الملف في نشاط الهجرة السورية واللبنانية عبر قوارب الموت في سواحل طرابلس، باتجاه القارة العجوز.

ودفعت تطورات الملف دوائر سياسية فرنسية للاعتقاد بوجود تهديد من لبنان للقارة الأوروبية عبر الهجرة غير النظامية، خاصة بعد نجاح 160 سوريًّا ولبنانيًّا وفلسطينيًّا من ساكني مخيّمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة (وسط) والبدّاوي (شمال) من دخول اليونان في يونيو الماضي، حسب موقع “أساس ميديا” اللبناني المحلي.

ربما يعجبك أيضا