إيران تتحدى المجتمع الدولي.. والاتحاد الأوروبي يهدد

أسماء حمدي

رؤية – أسماء حمدي

في خطوة هي الأحدث ضمن مخالفات إيران للاتفاق النووي، أعلنت الحكومة رسميا، اليوم الإثنين، بدء عملية تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، إن إيران استأنفت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة في المنشأة النووية تحت الأرض»، بحسب وكالة «مهر» شبه الرسمية.

و20% هي نسبة أعلى بكثير من تلك المحددة بموجب الاتفاق النووي الذي وقعته طهران في عام 2015 مع مجموعة خمسة زائد واحد.

عواقب وخيمة

وعلق الاتحاد الأوروبي على التصعيد الإيراني، وقال المتحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، في حديث لشبكة «إيران إنترناشيونال»: «لقد علمنا بما أعلنته إيران وإذا تم تطبيق ما أعلنوه، فسيكون ذلك خروجًا كبيرًا عن التزامات الاتفاق النووي، وستكون له عواقب وخيمة على عدم انتشار الأسلحة النووية».

وأضاف سانتوا إن أوروبا تعتبر تحرك إيران خروجًا واضحًا عن التزاماتها وفق الاتفاق النووي.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعلق

وردا على هذه الخطوة الإيرانية، قال المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية: «مفتشونا يراقبون الأنشطة في منشأة فوردو الإيرانية للتخصيب في إيران، وبناء على معلوماتهم، من المقرر أن يقدم رافائيل ماريانو جروسي المدير العام للوكالة تقريرا للدول الأعضاء في الوكالة في وقت لاحق اليوم».

وكانت الوكالة قد قالت في الأول من الشهر لجاري، إن طهران أبلغتها بخطط استئناف التخصيب «تطبيقا لقانون تبناه مؤخرا البرلمان الإيراني»، حسب متحدّث باسم الوكالة لـ«فرانس برس».

الشهر الماضي، صادق البرلمان الإيراني على قانون يلزم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية برفع مستويات تخصيب اليورانيوم، وتبنى البرلمان قانونا مثيرا للجدل يسمح بإنتاج وتخزين ما لا يقل عن 120 كيلوغراما سنويا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، ويدعو إلى وقف”عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتسعى الدول المشاركة في الاتفاق النووي (الصين، فرنسا، ألمانيا، روسيا، المملكة المتحدة) إلى كسب الوقت معوّلة على نهج مختلف للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.

وكان بايدن قد أعلن تمسّكه بالاتفاق النووي  الذي انسحب منه في العام 2018 الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وأعاد فرض عقوبات قاسية على طهران.

وقال جو بايدن، الذي يحلف اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير الجاري، لصحيفة «نيويورك تايمز» العام الماضي: «سوف يكون الوضع صعبا، لكن آخر شيء نحتاج إلى رؤيته في هذه المنطقة من العالم هو بناء قدرات نووية».

من جانبها، أعربت إيران عن اهتمامها بالعودة إلى الانصياع للاتفاق النووي الإيراني حال عودة الولايات المتحدة إلى تنفيذ دورها بالكامل المنصوص عليه بموجب الاتفاق التاريخي.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في ديسمبر الماضي: «إذا عاد الموقف إلى ما كان عليه في 2017، فسوف نعود نحن أيضا إلى ما كنا عليه».

يشار إلى أن من شأن مثل تلك الخطوات الإيرانية التصعيدية أن تعقد جهود الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي بشروط.

ويشهد الملف تعقيدات منذ اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في نوفمبر، وبعد الهجوم الذي اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراءه، توعّد الجناح الأكثر تشددا في طهران بالرد، وتبنى البرلمان القانون المثير للجدل الذي يسمح بإنتاج وتخزين اليورانيوم المخصب.

ربما يعجبك أيضا