ميلشيات إيران اللبنانية تتجهز لسيناريو «المجاعة» و«انهيار الدولة»

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

أمام انهيار الليرة اللبنانية غير المسبوق، ووصول سعر صرف الدولار الواحد إلى ما عن يزيد 15 ألف ليرة، وفي ظل مقاطع مرئية مؤلمة تظهر مشادات بين بعض اللبنانيين على المواد المدعمة، ومقاطع أخرى تظهر البعض وهم يبحثون داخل القمامة عن الطعم، وهذا يعني أن لبنان بات على أبواب المجاعة، وبات انهيار النظام السياسي في تلك الدولة مسألة وقت ليس إلا، وكانت كورونا وإغلاقاتها المتكررة هي القشة التي قصمت ظهر البعير.

المليشيات اللبنانية الموالية لإيران التي يقودها حسن نصرالله وبأوامر من علي خامنئي والاستخبارات الإيرانية، بدأت الاستعداد للطوفان القادم خصوصا مع قرار “رفع الدعم” الكارثي والمرتقب، فنظام المحاصصة الطائفية في لبنان أثبت فشله، وهيمنة إيران ومليشياتها على مفاصل الدولة اللبنانية فشلت فشلا ذريعا، ولهذا المظاهرات خرجت حتى في معاقل الشيعة في لبنان جنبا إلى جنب مع جميع الطوائف.

تلك الميلشيا الموالية لخامنئي في لبنان، بدأت تخزن المواد الغذائية والنفطية أمام مخاوف من انهيار الدولة لتصبح غير قادرة على استيراد الغذاء أو الوقود، وهي تسعى أن تكون هي الدولة بعدما تنهار الحكومة اللبنانية الحالية.

والجميع في لبنان يدرك أن الانهيار الكبير على الأبواب، كل الساسة اللبنانيين ومعهم قائد الجيش يحذرون من مستقبل صعب للغاية، وأخيرا أقر رئيس حزب “التيار الوطني الحر” في لبنان، جبران باسيل، بأن النظام السياسي في بلاده “عجز عن قيادة الدولة والمجتمع”.

الدكتور المحامي طارق شندب قال إن: “الانهيار في لبنان هو نتاج للتجاوزات والانتهاكات والفساد التي ارتكبت في كل دوائر الدولة والقضائية منها بالذات، فلبنان يعيش الانهيار المالي والاقتصادي وسبقه انهيار قانوني وأخلاقي. الفساد يسيطر على مجمل مؤسسات الدولة وهنالك أحكام قضائية معلبة لمصلحة أطراف.

مخاوف واستمرار تعطيل الحكومة

وهذه الأزمة الاقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، والفقر يتزايد بشكل خطير ولا حلول في الأفق، ففي الحرب الأهلية كان يتكفل كل حزب بتوفير الغذاء والدواء والأمن لمنطقة نفوذه !.

هذا الحزب الموالي لإيران هو المسؤول عن تعطيل تشكيل حكومة التكنوقراط في لبنان بتمسكه بالثلث المعطل ومسؤول عن قتل عشرات الآلاف من أبناء الشعب السوري بعدما تحالف مع النظام في دمشق، وبالتالي مسؤول عن حصار لبنان وما طاله بسبب قانون قيصر.

وزعيم الحزب يخرج ليهدد ويتوعد الشعب اللبناني المسكين الذي يعاني الويلات، وهو من ردد سابقا بعنجهية: “حكومة الاختصاصيين إذا شكلت لن تصمد ولن تستطيع أن تتحمل مسؤولية الأزمة في البلد، فحكومة الإخصاصيين إذا لم تحمِها القوى السياسية فلا يمكنها اتخاذ قرارات ولا حماية البلد”.

مخطط الحزب

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز إن حزب إيران في لبنان يقوم باستعدادات تحسبا لانهيار تام للبلد المتعثر عبر إصدار بطاقات حصص غذائية واستيراد أدوية وتجهيز صهاريج لتخزين الوقود من راعيتها إيران.

هذه الخطوة التي تعد استجابة لأزمة اقتصادية خطيرة تعيشها البلاد ستمثل توسعا في الخدمات التي تقدمها الجماعة إلى قاعدة دعمها الشيعية الكبيرة بشبكة تشمل جمعيات خيرية وشركة بناء ونظام تعويضات.

وقالت المصادر من الجهة المؤيدة لحزب الله، والتي طلبت عدم نشر أسمائها، إن الخطة التي من شأنها التحضير للسيناريو الأسوأ المحتمل تسارعت مع اقتراب رفع الدعم في الأشهر المقبلة، مما يثير أشباح الجوع والاضطرابات.

ومن شأن خطة حزب الله بحسب “مصادر رويترز” أن تساعد على حماية السكان الشيعة في المناطق التي يسيطر عليها الحزب.

وقالت المصادر إن بطاقة حزب الله التموينية الجديدة تساعد بالفعل مئات الأشخاص على شراء السلع الأساسية بالليرة اللبنانية وهي عبارة عن مواد إيرانية ولبنانية وسورية بسعر أرخص إلى حد كبير وبخصم يصل إلى 40% بدعم من الحزب. وهذه البضائع مدعومة من حزب الله أو تستوردها شركات حليفة له، أو تأتي بدون رسوم جمركية عبر الحدود مع سوريا، حيث تتمتع قوات حزب الله بنفوذ قوي منذ انضمامها للحرب لدعم دمشق إلى جانب إيران.

وأضاف المصدر أن حزب الله لديه خطط مماثلة لاستيراد الأدوية. وقال بعض الصيادلة في الضاحية الجنوبية لبيروت إنهم تلقوا تدريبات على التعامل مع ماركات إيرانية وسورية جديدة ظهرت على الرفوف في الأشهر الأخيرة.

من جهتها، قالت مستشارة رئيس حكومة تصريف الأعمال ليلى حاطوم إن البلاد “ليست في وضع يسمح لها برفض المساعدة” بغض النظر عن السياسة.

الانهيار المحتوم

أما الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط يرى أن لبنان يواجه خطر الزوال بدون تنفيذ الإصلاحات.

فيما قال المحلل السياسي البارز إياد أبوشقرا: “لماذا كثرة الكلام وإضاعة البوصلة؟ لا مستقبل للبنان بوجود مشروع حزب الله، ورئاسة ميشال عون”، وتابع: “فصل مؤسف جديد، ولكن خلفه قناعات قديمة، في علاقات فرنسا (مبادرة فرنسا) بالشرق الأوسط، فتبنيها الكامل لمخطط إيران في المشرق عابق بإرثي “المسألة الشرقية” و “حلف الأقليات”، فرصة قيام دولة حقيقية في لبنان.. باتت بحجم فرصة نجاح  “حل الدولتين” لأزمة فلسطين.

الدكتور المحامي طارق شندب: “الطبقة السياسية اللبنانية سرقت المال الخاص والعام في لبنان  وما زالوا يتقاتلون لسرقة ما تبقى. ليس هنالك نية لدى الطبقة السياسية لأي عملية إصلاح سياسي والقضاء عاجز عن توقيف فاسد واحد  للأسف هذا حال  لبنان اليوم والحل هو بمعاقبة تلك الطبقة الفاسدة”.

وحتى يومنا هذا ، يدفع الشعب اللبناني ثمن ما يجري من مناكفات سياسية وخلافات بين القوى السياسية ومحاولات للهيمنة الإيرانية، والخشية أن لبنان على طريق نهايته الفوضى الشاملة، ويبدو أننا نقترب منها بالفعل.

ربما يعجبك أيضا