تركيا وفرنسا.. «هدنة» مؤقتة أم مصالحة شاملة

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

رغم التلاسن والخلافات الكبيرة التي شابت العلاقات الفرنسية التركيةـ بدأت العلاقات تشهد انفراجة، وأجري وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو، زيارة إلى العاصمة الفرنسية باريس تلبية لدعوة من نظيره جان إيف لودريان تستغرق يومين.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد وصف في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، ماكرون، بأنه “يعاني من مشاكل عقلية”، مؤكدا أن خطاباته التي تشجع على نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، هي “معاداة للإسلام”.

وفي مارس الماضي، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن تركيا وجهت إهانات متكررة لكل من فرنسا والاتحاد والأوروبي خلال الفترات الماضية، لافتا إلى أن هناك تقدما “مشروطا” في العلاقات بين تركيا وفرنسا، وأن “تركيا توقفت عن إهانة فرنسا والاتحاد الأوربي وقدمت بعض التطمينات”.

تعزيز العلاقات

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن المحادثات الفرنسية التركية أكدت أهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، كما تناولت المباحثات الوضع في سوريا وشرقي المتوسط وليبيا.

وأكد وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، ضرورة احترام خارطة طريق الانتقال السياسي والأمني والانتخابي في ليبيا.

ودعا الوزيران في لقاء لهما إلى ترجمة اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر الماضي إلى حقيقة واقعة، وفق بيان نشرته وزارة الخارجية الفرنسية.

فيما قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده تهدف إلى تعزيز العلاقات مع فرنسا على أساس الاحترام المتبادل، وأوضح تشاووش أوغلو أنه بحث مع لودريان العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الإقليمية والدولية، وقال الوزير التركي: “نهدف إلى تعزيز علاقاتنا مع فرنسا على أساس الاحترام المتبادل”.

وشدد أن “فرنسا تريد علاقة صحية مع تركيا”، مشيرا إلى أن “العلاقات هشة لأن قائمة الخلافات بين البلدين طويلة جدا”.

وأضاف لودريان أن “هناك حاجة لأفعال، وسيكون بوسعنا اتخاذ موقف عند تنفيذ هذه الأفعال. حتى الآن هي أقوال فقط”.

أهداف فرنسا

ويرى مراقبون أن هدف فرنسا من التقارب مع تركيا، هو دفع العلاقات بين البلدين نحو مزيد من التحسن بعد أشهر من الخلافات حول عدد من القضايا مثل ليبيا وسوريا وشرقي المتوسط.

ويرى عدد من المحللين الأتراك، أنه على الرغم من حجم الخلافات بين تركيا وفرنسا إلا أن للبلدين مصلحة مشتركة في محاربة التنظيمات الإرهابية شمالي أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، بما يضمن تنسيق أعلى بين البلدين على مستوى الـ”ناتو”، وملء فراغ سياسي وتعاون عسكري بينهما من الممكن أن تشغله دولة أخرى.

ليبيا

أكد وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، ضرورة احترام خارطة طريق الانتقال السياسي والأمني والانتخابي في ليبيا.

ودعا الوزيران في لقاء لهما إلى ترجمة اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر الماضي إلى حقيقة واقعة، وفق بيان نشرته وزارة الخارجية الفرنسية.

وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو أن استقرار ليبيا ووحدتها السياسية، ودعم حكومة الوحدة الوطنية وإعادة توحيد المؤسسات ووقف إطلاق النار الدائم ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية هي أولويات تركيا التي شاركتها مع فرنسا، وأضاف “أوغلو” في مقال نشر في صحيفة “لوبنيون” الفرنسية أن أنقرة منفتحة على الحوار مع باريس لبحث الأمور ذات الاهتمام المشترك في ليبيا التي يؤثر استقرارها على المنطقة بأسرها وفق تعبيره.

استدعاء التاريخ

وفي 1 آذار/مارس 2021، ذكّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن السلطان العثماني سليمان القانوني، وفرنسوا الأول ملك فرنسا، كانا قد تجاوزا الكثير من المشاكل بين البلدين بنجاح عبر الحوار، معربا عن ثقته أن علاقات التعاون بين تركيا وفرنسا تتمتع بإمكانات كبيرة جدا.

كلام أردوغان جاء خلال اتصال عبر تقنية الفيديو “كونفرانس”، بين أردوغان وماكرون، بحسب بيان صادر عن رئاسة دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، وأوضح البيان أن أردوغان نقل تحياته إلى الشعب الفرنسي عبر ماكرون، مشيرا إلى أنهما لم يتكلما مع بعضهما منذ مدة طويلة، وقال أردوغان “هناك خطوات يمكننا اتخاذها بشكل مشترك في مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدد بلادنا وسلامة مواطنينا وممتلكاتهم”.

ربما يعجبك أيضا