كيف تفاعلت الأسواق مع الضربة الأمريكية على سوريا؟

حسام عيد – محلل اقتصادي

الحروب تؤثر على الكثير من الدول بشكل سلبي في كافة القطاعات بصفة عامة، وفي الاقتصاد بصفة خاصة؛ حيث تكبده كثير من الخسائر جراء الصرف على الضربات والعمليات العسكرية التي تخلف دمارا كبيرا.

وتتأثر الأسواق المالية بشكل كبير مع التصعيد في الحروب.

وفي التقرير التالي سنعرض تكلفة الحرب في سوريا وتفاعل الأسواق مع الضربة الأمريكية على سوريا.

تكلفة الحرب في سوريا

الخسائر الاقتصادية؛ تراوحت ما بين 260 مليار إلى 670 مليار دولار أمريكي، شملت خسائر في الناتج المحلي الإجمالي وصلت إلى 65%.

وأيضا سجل رأس المال خسائر بنسبة 35%.

التضخم؛ قفزت الأسعار في سوريا بوتيرة متسارعة خلال سنوات الحرب، لتتجاوز 567% مع نهاية شهر يونيو 2016.

كما أثر التضخم سلبا على المواطنيين السوريين، حيث يحتاج 75% من السكان إلى مساعدات إنسانية “صحية، غذائية ومادية”.

تكاليف التدخل العسكري

روسيا؛ تحتاج إلى تكاليف تتراوح بين 2.4 مليون دولار وحتى 4 مليون دولار يوميا لتغطية عمليات التدخل العسكري في سوريا، أي ما يقدر بحوالي مليار دولار سنويا في المتوسط كأعباء مالية على روسيا.

أمريكا؛ التدخل اليومي في سوريا يكلفها 7.6 مليون دولار أي ما يقدر بـ 2.8 مليار دولار أمريكي سنويا في المتوسط.

تفاعل الأسواق مع الضربة الأمريكية

الملاذات الآمنة والسلع تأثرت بشكل إيجابي جراء الضربة الأمريكية على سوريا الجمعة الماضية؛

الأسواق النفطية؛ سجل خام برنت في وقت توجيه الضربة الأمريكية إلى سوريا ارتفاعا بحوالي 2%.

أسواق الذهب؛ تفاعلت أسعار الذهب إيجابا مع توجيه أمريكا ضربة عسكرية إلى سوريا، حيث ارتفع بنسبة 1.3%.

أسواق العملات؛ سجل الين الياباني بعض الارتفاعات أمام الدولار الأمريكي بحدود 0.7% ثم عاد للتذبذب مرة أخرى.

تفاعل الأسواق الأمريكية في فترة الحروب

– ستاندرد آند بورز 500؛ بلغ متوسط العوائد 10% ومعدل مخاطرة وصل إلى 19% وذلك ما بين فترة 1926 – 2013.

ولكن في فترة الحروب، سجل العائد 11.4% بمعدل مخاطرة 12.8%.

في الحرب العالمية الثانية، سجل العائد على مؤشر الأسهم ستاندرد آند بورز 16.9% بمعدل مخاطرة 13.8%.

فيما أثرت حرب فيتنام على العائد حيث تراجع إلى 6.4% بمعدل مخاطرة 12.1%.

وكان لحرب الخليج منحى خاص وذلك لتكرارها وارتفاع أسعار النفط في ذلك الوقت، مما أثر على بعض الشركات وانتاجيتها التي تساهم في تمويل الحروب، وسجل العائد 11.7% بمعدل مخاطرة 19.4%.

– سوق السندات الحكومية طويلة الأجل؛ بلغ متوسط العوائد في الحالة العادية دون الحروب 5.6% ومعدل مخاطرة بنسبة 8.4% وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين 1926 – 2013.

متوسط الحروب؛ كان يصل العائد على السندات الحكومية طويلة الأجل إلى 2.2% ومعدل المخاطرة 6.4%.

الحرب العالمية الثانية؛ وصل العائد إلى 3.2% ومعدل المخاطرة 1.9% وذلك بسبب ارتفاع التضخم واقتراض الحكومة لتمويل الحرب.

حرب فيتنام؛ سجل العائد 1.9% بينما المخاطرة ارتفعت إلى 8.1%.

وفي حرب الخليج وارتفاع أسعار النفط وطول مدة الحرب؛ بلغ العائد على السندات الحكومية 12.5% ومعدل المخاطرة 8.4%.
 

ربما يعجبك أيضا