في بلد الكوكايين..الموت لا محالة

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن
تنتج قرية صغيرة تدعى “فيرم” في بيرو خمس إنتاج العالم من الكوكايين، وتعد من أفقر مناطق في البلاد ويسيطر عليها ميليشيات ماوية، وخلفت الصراعات بينها وبين القوات الحكومية عشرات الآلاف من القتلى.
وأجرت صحيفة “الجارديان” البريطانية لقاءات مع أهالي القرية الفقيرة التي يعمل أهلها في زراعة وجني وطهي الكوكايين بنسبة كبيرة تصل إلى 70%، ويبرر أهلها ذلك بأنه عمل مربح جدًا بالنسبة لهم.
وتعد هذه القرية البعيدة عن واحدة من أفقر المناطق في بيرو وتعاني من نقص في الخدمات والصحة والمياه النظيفة والتعليم أيضًا.

ويعد الكوكايين هو المادة الفاعلة في شجيرات الكوكا التي تنمو في الهند وإندونيسيا وأمريكا اللاتينية وكولومبيا وبيرو، وعُرفت هذه الشجيرات في أمريكا منذ نحو عشرين قرنًا، ويصل ارتفاع الشجيرة من 12-18 قدم وأحيانًا تصل إلى 30 قدم، والأوراق التي يؤخذ منها الكوكايين تؤخذ من شجيرات يبلغ عمرها من 3-6 سنين بينما النبات يعمر 40 سنة أو أكثر، ويتم حصاد هذه الأوراق الصالحة لاستخراج الكوكايين ثلاث مرات سنويًا أهمها في شهر مارس عقب سقوط الأمطار، ولون الأوراق الناضجة أخضر باهت.
وتجفف الأوراق في الشمس، ثم تُنقع مع حامض الكبريتيك وقاعدة، فينتج معجون الكوكايين في ثلاثة أيام، يضاف إليه حامض الهيدوكلوريك، فيتحول المعجون إلى ملح على شكل رقائق بيضاء، وتطحن، فينتج مسحوق أشبه بالثلج وعديم الرائحة، ولأن مادة الكوكايين تفقد فاعليتها بمرور الوقت فلذلك يسرعون في توزيعه، ولكي يزيد التجار أرباحهم الحرام يضيفون إليه بعض المواد مثل البروكيين والبنزوكين، فالكوكايين المضاف إليه بعض الشوائب مثل السكر أو الكينين أو الأسبرين يصبح لونه بيج وتبلغ نسبة الكوكايين في هذا الخليط 12%.

ويقول سكان القرية أنهم ليس لديهم ما يأكلونه ولم تتح لهم فرصة التعليم بسبب الفقر، لذلك يعمل الصغار والكبار في هذه الحقول.
ويسمح القانون في بيرو بزراعة الكوكايين ولكن طهيه يعد جريمة، ويقول سكان القرية أنه يتم طهيه في ثلاثة أيام ثم يتم تصديره فورًا، ومن إجمالي 20 ألف هكتار كوكايين يتم بيع 6% فقط بطريقة قانونية.

 ويتعرض أهالي المنطقة للموت يوميًا بسبب ملاحقة عناصر الشرطة ومافيا تجارة المخدرات، وفي حال تواصل أحد الأهالي مع الشرطة أو الجيش يتم ملاحقته وقتله فورًا، وخلف الصراع بين مافيا الكوكايين والشرطة عشرات الآلاف من القتلى، لذلك أصبح الموت لسكان هذه القرية لا محالة.

ربما يعجبك أيضا