بالفيديو | سر التحول المفاجئ في موقف ترامب من الأسد

محمد عبدالله

اللجوء والوضع المستقبلي في سوريا، والمساعدات الدولية للاجئين، قضايا تناولها اجتماع بروكسل على مدى يومين، في اجتماع سيطرت عليه رائحة الغازات السامة التي أطلقت على المدنيين في مدينة شيخون بإدلب والذي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.

الاجتماع الذي كان مخصصاً للحديث عن تقديم المساعدات لسوريا، تحول إلى منبر لإدانة ما يجري فيها. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، وصف ما حدث في خان شيخون بـ”جريمة حرب”، وأن القانون الدولي ينتهك بشكل متكرر، داعياً المسؤولين عن هذه الجرائم إلى تحمل المسؤولية .

من جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أن كل الأدلة تثبت تورط النظام في استخدام أسلحة غير مشروعة ضد شعبه. ووصف جونسون النظام السوري بـ”الهمجي”، مستبعداً أن يكون للأسد أي دور في مستقبل سوريا.

وفي السياق ذاته، أعلن جونسون تأجيل زيارته المقررة إلى موسكو، الإثنين المقبل، على خلفية استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين السوريين، والدعم الروسي الواضح للأسد في حربه ضد شعبه.

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقبل ساعات من تنفيذ الضربة الجوية لمطار الشعيرات السوري، وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، أكد أن هجوم الكيماوي تخطى الخطوط الحمراء.

و ووصف ترامب هجوم خان شيخون الكيميائي في سوريا الذي قتل فيه أطفال ونساء وشيوخ ، بـ”المريع”، وقال: “سلوكي تجاه الأسد تغير كثيراً بعد هذا الهجوم”.

واشنطن ومعها كلاً من باريس ولندن، تقدمت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي، يدين الهجوم ويطالب منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإجراء تحقيق بأسرع ما يمكن، كما يطالب النظام السوري بتسليم المحققين خطط الطيران والمعلومات المتعلقة بالعملية العسكرية بالمنطقة وقت الهجوم، ويهدد بفرض عقوبات على النظام السوري تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، قبل أن يعطله الفيتو الروسي.

لكن ما أسباب هذا التحول المفاجئ في موقف الإدارة الأمريكية من النظام السوري، وهل قتل المدنيين بالغازات السامة هو السبب لتوجيه واشنطن ضربة عسكرية لمواقع تابعة للنظام الأسد؟

بدوره، يشرح رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق المعارض سمير نشار، دوافع الرئيس الأمريكي لتغيير موقفه من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بقوله إن إدارة ترامب أرادت أن “تتميز” عن سابقتها بموقف جديد.

الأمر إذن وبحسب نشار لا يعدو أن يكون موقفاً “شخصياً” وشو إعلامي للرئيس الأمريكي الجديد، لمجرد تسجيل موقف مخالف لموقف إدارة أوباما من الموقف ذاته عندما قصف الأسد عام 2013 مدنيين بالغوطة الشرقية موقعاً نحو 1500 قتيل .

يتفق مع هذا الطرح إلى حد كبير، المحلل السياسي، عامر السبايلة، الذي يرى بأن الولايات المتحدة لم تتحرك في سوريا بسبب استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي وما أسفر عنه من “مجزرة” حقيقية، مشيراً إلى أن السلاح الكيماوي ذريعة لتدخل أمريكي وشيك في سوريا، وأن مجرزة الكيماوي ما هي إلا شرعنة للتدخل الأمريكي في المشهد السوري بصورة جديدة.

وأياً كانت الدوافع الحقيقية وراء التدخل الأمريكي العسكري – المحدود – في سوريا بعد إقدام نظامه على استخدام السلاح الكيماوي من جديد بحق المدنيين، فإن الهجوم الأمريكي قوبل بترحيب عربي. حيث وصفت الرياض قرار ترامب بـ”الشجاع”، وقالت الخارجية السعودية إن قرار ترامب الشجاع يمثل رداً على جرائم النظام الأسدي تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده.

أما الأردن التي رحبت بالضربة الأمريكية ضد النظام السوري، اعتبرت أنها رد فعل ضروري ومناسب. فيما قالت أبوظبي إنها تؤيد الضربة العسكرية الأمريكية ضد النظام السوري. المنامة بدورها رأت أن الضربة الأمريكية “ضرورية” لحقن دماء الشعب السوري واصفة إياها بأنها تعكس الرغبة في القضاء على الإرهاب بكل أشكاله.
https://www.youtube.com/watch?v=J-ML378Up68
https://www.youtube.com/watch?v=wRzvXEiZYSY
https://www.youtube.com/watch?v=0g6pseMDj_M
https://www.youtube.com/watch?v=lXFCAwIC2tQ
https://www.youtube.com/watch?v=hMyO1Y1mqa0

ربما يعجبك أيضا