تحول سياسة ترامب.. مخاطر أم علاوة جيوسياسية للأسواق؟

حسام عيد – محلل اقتصادي

منذ بداية العام الجاري كانت الأسواق المالية العالمية تولي اهتماما بالغا تجاه السياسة الضريبية لدونالد ترامب، والسياسات النقدية إن كانت لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أو للبنوك المركزية في العالم.

اليوم، بدأت الأنظار تتجه إلى المخاطر الجيوسياسية التي من الممكن أن يتسبب فيها دونالد ترامب بعد أن وجه ضربة عسكرية تجاه سوريا مستهدفا مطار حربي.

وأيضا تحريك حاملة طائرات أمريكية نحو كوريا الشمالية.

وفي التقرير التالي نرصد التخوفات الكبيرة التي أثارها التحرك العسكري الأمريكي.

الأسواق تكتسب مناعة

قفزت أسعار النفط في التداولات المبكرة بنسبة 2% بعد استهداف صواريخ “توماهوك” الأمريكية لقاعدة الشعيرات العسكرية بحمص السورية وإلحاق خسائر جسيمة بها.

وتداولت العقود الآجلة للخام العالمي مزيج “برنت” مرتفعة بمقدار 63 سنتًا يوم الجمعة الماضية الموافق 7 أبريل ليصل سعر البرميل الواحد إلى 55.45 دولار.

كما تداولت العقود الآجلة للخام الأمريكي الخفيف بنمو بلغ مقداره 56 سنتا ليصل سعر البرميل إلى 52.33 دولار.

وأثارت الضربة مخاوف بشأن اتساع دائرة الصراع بما قد يعطل شحنات الخام.

وأثرت الضربات أيضا على الأسواق العالمية حيث قفزت الملاذات الآمنة مثل الذهب الذي ارتفع بأكثر من 1.5% ليعود للاستقرار عند مستويات 1265 دولار للأونصة.

كما تأثر سعر صرف الدولار بالعدوان الأمريكي على سوريا إذ تراجع بشكل حاد مقابل سلة العملات الرئيسية.
وتراجع الدولار أمام الين الياباني بنسبة 0.19% إلى 110.6 ين، كما انخفض مقابل اليورو بنسبة 0.03% إلى 1.0641.

وكذلك هبطت الليرة التركية أمام الدولار إلى 3.7375.

وبالنسبة لأسواق الأسهم، تأثرت العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأمريكية ستاندرد آند بورز 500 بشكل لحظي، لكن كان رد الفعل سريع وعادت الأمور إلى طبيعتها لتسجل ارتفاعا بنسبة 0.19% عند 2357.49 نقطة.

أسهم القطاع العسكري تنتعش

استفادت أسهم القطاع العسكري “الدفاعي” الأمريكي بشكل كبير من الضربة العسكرية على سوريا.

وسجل سهم شركة لوكيهيد مارتن ارتفاعا تاريخيا بنسبة 19.7%، فيما زاد سهم رايثيون إلى 21%، وقفز سهم شركة بوينج بنسبة 39.6%.

وسيكون القطاع العسكري الأمريكي المستفيد الأكبر في حال استمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

الأسواق والتدخل العسكري في ليبيا

عندما شهد العالم في عام 2011 تدخلا عسكريا في ليبيا، تأثرت أسواق السلع الأولية وخاصة النفط بشكل مباشر وسجل ارتفاعا بنسبة 16% في غضون 3 أسابيع ولكن سرعان ما سجل تراجعات كبيرة بعد ذلك.

فيما ارتفع الذهب بنسبة 12%، وأيضا صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 7%.

اليوم، قد لا تصح مقارنة التدخل العسكري في ليبيا بما حدث وسيحدث مستقبلا في سوريا، فهناك لاعبين سياسيين أساسيين في سوريا يسعون لاحتواء الأزمة دون الدخول في حروب، مثل روسيا وعلاقاتها الاستراتيجية مع أمريكا وخاصة المتعلقة بقضايا المنطقة وكذلك الصين.

وربما يكون التدخل العسكري في سوريا إنذارًا لكوريا الشمالية في حالة تأزم الوضع وعدم تراجعها عن استفزازتها لأمريكا وتواصل تهديداتها بالمضي قدما في تجاربها النووية، وهنا سنشهد تسعير العلاوة الجيوسياسية في الأسواق المالية العالمية.
 
 

ربما يعجبك أيضا