منذ قرن ونصف.. قلب “بيج بن” الفلسطيني يتوقف عن العمل

أحمد عبدالصبور

تقرير – أحمد عبدالصبور

ساعة “بيج بن” الأكثر شهرة في العالم، فخر بريطانيا ورمزها الوطني، سوف يحرم سكان العاصمة من سماع صوتها على رأس الساعة للمرة الأولي منذ 158 عاماً.

التقرير التالي يرصد معلومات عن ساعة “بيج بن” التي تعتبر أشهر جهاز لقياس الزمن في العالم.

توقف منذ قرن ونصف

هيئة الإذاعة البريطانية، أكدت الأسبوع الجاري، أن ساعة “بيج بن” ستتوقف عن العمل لمدة 3 سنوات، تنفيذا لقرار البرلمان البريطاني بإيقاف الساعة عن قرع أجراسها، لمدة 3 أعوام، اعتباراً من 2017، وذلك بهدف إجراء إصلاحات ضرورية في إطار مشروع صيانة تصل تكلفته إلى 29 مليون جنيه إسترليني، ما يعادل 42.4 مليون دولار.

وذكر البرلمان إن أجزاء من الساعة الكبيرة أصبحت متهالكة وتحتاج إلى فحص عاجل وإصلاح، كما تتعرض الساعة لخطر التلف في حالة عدم التدخل السريع لمواجهة المشكلات، كما توجد مخاوف بخصوص دقة عمل بندول الساعة، إذ يلزم تغييره.

كما سيجهز البرج بمصعد كهربائي ليكون بديلًا عن سلم من 334 درجة ينبغي صعودها للوصول إلى أعلى البرج، وسيتم استبدال الأنوار التي تضيء الساعة بمصابيح أقل استهلاكا للطاقة.

ولم تتعطل أجراس الساعة عن العمل طيلة 158 عاماً، وحتى خلال الحرب العالمية الثانية حينما طالت الغارات الألمانية مبنى البرلمان البريطاني الذي تعتليه لم تتأثر “بيج بن”، وظلت أجراسها تُقرع على رأس كل ساعة.

وقد كانت ساعة “بيج بن” خضعت للعديد من عمليات الصيانة في فترات سابقة، آخرها بين عامي 1983 و1985.

تاريخ “بيج بن”

أشرف على تنفيذها وتصميم برجها وزير الأشغال البريطاني بنيامين هول ،آنذاك، ولما كان بنجامين ضخم الجسم، كانوا يطلقون عليه لقب بيج بن، وقد أُطلق اسمه تكريماً له على جرس الساعة الضخم وفي ما بعد ليشمل الساعة نفسها، وبدأ عمل الساعة منذ 3 يونيو عام 1859م.

تشتهر الساعة بدقتها المتناهية في قياس الوقت، وتعتبر دقاتها رمزاً للتوقيت العالمي، ويزن جرسها حوالى ثلاثة عشر طناً.
منذ عام 1924م بدأت دقات بيج بن تعلن الوقت عبر إذاعة الـ«بي.بي.سي» BBC يومياً.

قلب “بيج بن” فلسطيني

تشير التقارير والروايات الفلسطينية إلى أن ساعة بيج بن تعمل بمحرك فلسطيني عثماني مسروق، القصة تعود عندما كانت تزين ساعة باب الخليل في القدس ويطلق عليها برج الساعة، وتطلق اجراسها في كل ساعة، الا أن جيترال بريطاني في ذلك التوقيت أمر بتفكيكها وسرقتها ووضعها في متحف لندن عام 1922 وتم نقل محرك الساعة إلى ساعة بيج بن.

شيد العثمانيون برج الساعة فوق باب الخليل بجوار القلعة على بناء مربع بلغ ارتفاعه 13 مترا، واستغرق بناؤه سبع سنوات وتم الفراغ منه في ذكرى اليوبيل الفضي لاعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني عرش الخلافة عام 1909.

وبعد سقوط فلسطين تحت الحكم البريطاني ، تم إصدار قرار بإزالة برج الساعة عام 1922، بحجة منافستها لساعة “بيج بن” اللندنية، بينما كان الهدف الحقيقي إزالة ذكرى السلطان من أذهان السكان، وتفكيك المحرك وتركيبه ليصبح قلب ساعة “بيج بن”

وتم بالفعل نقل الساعة ونصبها على برج صغير بُني على الساحة المقابلة لمبنى بلدية القدس خارج الباب الجديد، ثم بعد ذلك تم تفكيكها ونقلها إلى المتحف البريطاني.

 

ربما يعجبك أيضا