“راشمور”.. السر الكامن خلف وجوه رؤساء أمريكا

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

جبل “راشمور” بأمريكا، يعد أحد أهم المعالم السياحية البارزةفي العالم، ومن أبرز المعالم التي صنعها الإنسان، وجاء بناءه من أجل ترويج السياحةفي ولاية “ساوث داكوتا” الأمريكية فقد أعد المؤرخ “دوني روبنسون”، تصورًالنحت جبل راشمور في عام 1923، وأقنع النحات “جوتزن بروجلوم” بالسفر إلى منطقةالتلال السوداء للتأكد من أن الفكرة يُمكن تطبيقها على أرض الواقع.

 

وخلال الفترة من 1927 إلى 1941، قام “جوتزون بورجلوم” ومعه400 عاملاً بنحت المنحوتات على ارتفاع 60 قدمًا أي ما يعادل 18 مترًا، والتي تصور رؤساءالولايات المتحدة، “جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وتيودور روزفلت، وإبراهام لنكولن”لتمثيل الـ150 سنة الأولى من التاريخ الأمريكي.

 

تم اختيار هؤلاء الرؤساء من قبل “بورجلوم”، بسبب دورهم فى الحفاظعلى الجمهورية وتوسيع نطاق أراضيها، وكان من المفترض لصورة “توماس جيفرسون”أن تظهر في المنطقة على يمين واشنطن، ولكن بعد بدء العمل هناك، تبين أن الصخرة غيرمناسبة، لذلك تم تفجير منحوتة “جيفرسونط بالديناميت، وبدأ نحت شكل جديد على يسارواشنطن.

 

وفى عام 1933، خضع جبل “راشمور” للولاية القضائية لخدمة المتنزهاتالوطنية، وساعد المهندس جوليان سبوتس في تنمية المشروع من خلال تحسين بنيته التحتية،حيث قام بإيصال وتطوير الترام حتى يتمكن من الوصول إلى قمة جبل راشمور للتخفيف عن العمال،وبحلول الـ4 من يوليو 1934، كان وجه واشنطن قد أنجز واكتمل، كما اكتمل وجه توماس جيفرسونفي عام 1936، ووجه أبراهام لينكولن يوم 17 سبتمبر 1937.

 

وعلى الرغم من أن الفكرة الأولية كانت نحت كل رئيس من الرأس حتى الخصر،لكن نقص التمويل أجبر فريق العمل على إيقاف العمل في نهاية أكتوبر 1941.

 

واستعمل النحاتون المحافر الآلية للحصول على معالم الوجه بالإضافة إلىاستخدام الأزميل للتخلص من الزوائد الحجرية، ثم استخدموا المطرقة الهوائية للتوصل إلىسطح أبيض وأملس.

 

ويبلغ طول الوجوه التي نحتت على ارتفاع 500 قدم، 60 قدمًا، حيث تطل منبين أشجار الصنوبر وخشب البتولا.

 

أسرار “لينكولن”

أشارت بعض المواقع الأمريكية إلى أن معظم الأمريكيين لا يعرفون السر الكامنخلف تمثال يمثل رأس الرئيس الأسبق إبراهام لينكولن المحفور في جبل راشمور، حيث أن هناكغرفة سرية موجودة خلف نصب تذكاري لأوجه أربع رؤساء أمريكيين منحوت من الجرانيت، وهيتحتوي على نص أهم الوثائق الأمريكية وقد صممها النحات قتزن بورغلم في الثلاثينيات منالقرن الماضي، لتكون خزانة لمجموعة مختارة من الوثائق التي تسرد التاريخ الأمريكي.

 

وتبلغ مساحة القاعة حوالي 80 قدمًا وتقع خلف نصب وجوه الرؤساء وبالتحديدخلف وجه إبراهام لينكولن، ويوجد فيها حاليًا نص الدستور الأمريكي ووثيقة إعلان الاستقلالووثيقة الحقوق وسيرة ذاتية لبورغلم، وقانون الحقوق، والأوراق الهامة في الواقع مختومةفي قبو التيتانيوم.

 

كما تحوي صندوقًا خشبيًا يضم وصفًا مختصرًا لكل من الرؤساء الموجودينعلى النصب، وهو محفوظ وراء لوح جرانيتي يزن 1200 رطلاً، كما حفر النص المكتوب لكل وثيقةعلى سلسلة من ألواح البورسلين المطلية بالمينا.

 

ويشار إلى أن هذه “الغرفة السرية” مغلقة أمام الجمهور، وهو ما أظهرهاللوح الجرانيتي بالفعل، حيث تقول العبارة عليه.. “أقصى ما يمكن لشخص بلوغه هوهذا المدخل” والذي يبدو كأثرِ عتيق على بعد عدة أقدام داخل الجبل، خلف البروزالصخري الموجود على يمين رأس لينكولن.

 

وفي عام 1952 أصدر مكتب البريد الأمريكي الطابع التذكاري لجبل راشمور،وفي  يناير 1974 أصدر أيضًا 24 سنتًا لطابعالبريد الذي يصور النصب.

 

تخضع الأوجه الأربعة المنحوتة على الجبل لعمليات من التنظيف والعنايةالدورية للحفاظ على ملامح وشكل كل وجه ضد العوامل المناخية.

ربما يعجبك أيضا