تفجيرات الكنائس بمصر تثير مخاوف المسيحيين في الأردن

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

 عمّان – تتنامي مخاوف المسيحيين في الأردن، بعد تفجيرين استهدفا كنيستين بمصر قبل أيام، وأسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً، ما دفع مجمع الكنائس الأردني لإعلان إجراءات أمنية غير مسبوقة، استعدادا لعيد الفصح الذي بدأت الاحتفالات به اليوم السبت.
 هذه المرة الأولى التي تشاهد فيها الأردنية رنا حداد بوابات أمنية إلكترونية عند مدخل الكنيسة التي أغلق أحد أبوابها الرئيسية أثناء ذهابها لأداء صلاة القداس فيها.

 تقول رنا وهي إعلامية تعمل في صحيفة أردنية إن “الأمر يبدو غريبا، تذهب لتصلي وتفرح بأعيادك وأنت خائف في كل لحظة .. ومحاط بالنظرات وكاميرات المراقبة في كل مكان ،، إنه شعور صعب لكنها أيضا إجراءات لا بد منها لتلافي المخاطر”.

 وأعلنت مصر الحداد وحالة الطوارئ، بعد التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا كنيستين للأقباط الأرثوذكس في مدينة طنطا بدلتا النيل ومدينة الإسكندرية خلال احتفالات أحد السعف، وتبناهما تنظيم داعش الإرهابي.

 وأصيب أقباط مصر بالفزع والذعر بسبب تزايد استهدافهم من قبل المتشددين، سيما وأنها ليست أول الهجمات وربما لن تكون آخرها بحسبهم أنفسهم وكذلك مراقبين.

 وامتدت أعراض الصدمة لتطال المسيحيين في الأردن، وجاءت باتخاذ إجرءات أمنية يقول القائمون عليها إنها لضمان السلامة والأمان، رغم إيمانهم بإجراءات الأجهزة الأمنية الرسمية في الأردن والتي تنتشر أمام الكنائس في كل المناسبات.

 وهذه الإجراءات تبدو معقدة، إذ لا ينبغي معها التفريق في التفتيش أو الشك بين أي رجل أو امرأة وحتى الأطفال الذين قد يستخدموا لأغارض تخريبية على حد وصف بيان مجمع الكنائس.

 كما تطال هذه الإجراءات رجال الأمن أنفسهم في حال شك أحد القائمين من الكنيسة ويسمون بـ “الشبيبة” بأنهم منتحلي صفة عناصر أمنية.
 يقول مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن الأب رفعت بدر إن ” من اختار الهجوم على الكنائس في مصر، يعرف، بلا شك، جيدًا ثلاثة أمور: قدسية هذا اليوم، وسلميته وحميميته”.

 ويربط بدر في تصريحه بين ” دخول السيد المسيح المقدس، إلى محاولة دخول الإرهابي من بوابات تمنع وجود أي أمر فيه سلاح كراهية وقتل للبشر وأعيادهم، هنالك اختيار خبيث لكي تدمر القداسة وتأتي الذئاب المنفردة، والمجتمعة، لتقتل القداسة والصلاة والصوم والصدقة”.

 وظاهرة الذئاب المنفردة تتجلى في العالم أجمع، وهنا في الأردن أصبح لها قصص تروى، ودفع عشرات الأردنيين ” عساكر ومدنيين ” خلال العامين الماضيين أرواحهم بسبب نشاط هذه الذئاب التي تنتمي لتنظيم داعش الإرهابي.

 تقول الإعلامية رنا حداد لـرؤية “عندما يفكر هؤلاء بعقلية المجرم ومصاصي الدماء، لن يفكروا بحرمة مسجد أو كنيسة، استهدفوا مسجد النبي محمد في المدينة المنورة، ولن يكون في عرفهم بعد ذلك مانعا من استهداف أي مسجد أو كنيسة طالما حقق ذلك إشباعهم بالخراب والدمار”.

 والمسيحيون في الأردن هم من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم، لكن لا يعرف تعدادهم في الوقت الحالي تحديدا لأسباب عدة، ابرزها التدفق القوي لهجرتهم إلى الدول الأوروبية وأمريكا.

 وفي الأردن لا يلاحظ وجود قيود على إنشاء الكنائس أو المؤسسات الكنسية، وتمتاز القيم المجتمعية بألفة وتعايش أصبح من الصعوبة مشاهدتها في دول مجاورة كالعراق مثلا الذي انتزع الإرهاب حياة المسيحيين فيها، ونزح عشرات الآلاف منهم إلى الأردن.
 لكن حتى مع وفرة الأمان للمسيحيين العراقيين في الأردن، يلحظ مؤخرا انقراض أعدادهم بفعل هجرتهم منها.

 تقول حداد “كان المسيحيون النازحين من العراق يملؤون الكنيسة التي أتوجه للصلاة فيها، اليوم اختفوا وهاجروا البلاد،، ولا أعتقد أنهم سيعودون لا إلى بلادهم ولا حتى إلى الأردن”.

ربما يعجبك أيضا