مسلسل الجرائم الوحشية لـ “بوكو حرام” يتفاقم.. والبطل طفل

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا
مرحلة الطفولة واحدة من أجمل المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان خلال حياته، منذ ولادته حتى مماته، ولطالما ارتبطت كلمة الطفولة بالبراءة لما بها من عفوية وطيبة ونعومة، فمرحلة الطفولة هى مرحلة الصفاء والإبداع، منها ينطلق الإنسان إلى عالمه الخاص في التعبير عن التصرفات التلقائية التي تحدث.

وحول بلاد العالم تجد الأطفال تتميز بنفس سمات البراءة والاستمتاع بالحياة، رغم اختلاف البيئة والثقافة، ليبدء كل طفل بتشريع عقله في التفكير فيما حوله وتعد مرحلة الطفولة بالنسبة للأمم هي مرحلة غرس البذور التي يرجى حصاد ثمارها في المستقبل، فما تغرسه الآن تحصده غدًا، لذا تهتم الأمم جميعها بالأطفال بعناية فائقة، فأطفال اليوم هم شباب الغد ورجال المستقبل، الأمر الذي أكدت عليه الأديان والأعراف والقوانين، بل وحتى العادات والتقاليد الاجتماعية.

“وأد” البراءة.. سلاح الإرهاب ضد ضحاياه

وفي هذا السياق تواصل جماعة بوكو حرام -ذراع داعش في غرب إفريقيا- مسلسل إجرامها ووحشيتها بحق الأطفال الأبرياء، وكأنها تصر على مقابلة براءتهم بوحشيتها وتتعمد تبديد الحلم بمستقبل أفضل على يد هؤلاء الأطفال حينما يكبروا، وتحويله لكابوس مزعج من خلال أطفال مفخخين يزج بهم هنا وهناك فتسيل دماءهم الذكية وتفيض أرواحهم الطاهرة ومعها أرواح كثير من الأبرياء.
حتى صار مجرمو هذه الجماعات -التي لا تراعي حرمة الإنسان رجلاً كان أو امرأة، صغيرًا كان أو كبيرًا، مسلمًا كان أو غير مسلم، فالكل مستهدف- يسعون لإراقة الدماء سعي الظمآن على الماء، وقد دأب إرهابيو بوكو حرام على استغلال الأطفال بعد تخديرهم في تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية، الأمر الذي أكده تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”؛ حيث أن جماعة بوكو حرام صارت تعتمد على الأطفال بشكل أساسي في تنفيذ هجماتها الإرهابية، وأن نحو 80% من هؤلاء الأطفال من البنات المختطفات واللاتي يتم تفخيخهن والزج بهن في الأماكن العامة، والكمائن، والمعسكرات التابعة للجيش النيجيري.

117 تفجيريًا إنتحاريًا.. والبطل طفل

وقد أفاد التقرير أن جماعة بوكو حرام المتطرفة تقوم بتخدير الأطفال قبل تفخيخهم، وأورد التقرير إحصائية جاء فيها أن عام الثلاثة أشهر الماضية قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في استغلال جماعة بوكو حرام للأطفال في تنفيذ هجماتها الإرهابية، حيث بلغ عدد العلمليات التي نفذتها الجماعة باستخدام الأطفال نحو 27 عملية انتحارية في نيجيريا، والنيجر، وتشاد، والكاميرون.
وأضافت المنظمة في تقريرها أن بوكو حرام نفذت ما يقرب من 117 تفجيرًا انتحاريًا باستخدام الأطفال، منذ عام 2014، الأمر الذي دفع قوات الأمن في مناطق نشاط بوكو حرام للتعامل مع الأطفال بحذر شديد حتى أن نحو 1500 طفل تم اعتقاله خلال العام الماضي في كل من الكاميرون ونيجيريا والنيجر وتشاد.

انتهاك القوانين والشرائع والأعراف

من جانبه يرى مرصد الأزهر أن جرائم بوكو حرام بحق الإنسانية والأطفال فاض بها الكيل، وفاقت الحد، وانتهكت كل القوانين والشرائع والأعراف، مما يتطلب تشديد المواجهة الفكرية أولاً قبل الميدانية، إذ من السهل القضاء على إرهابي وليس من السهل القضاء على فكرة إرهابية أو فتوى شاذة أو رأي متطرف؛ الأمر الذي يسعى المرصد جاهدًا لتحقيقه من خلال نشر الفكر الصحيح، وإحلال الاعتدال محل التطرف، حتى ينعم العالم بالأمن الذي ينشده ويتخلص من وباء الإرهاب.

وعلى النقيض من ذلك تقوم الجماعات الإرهابية باتخاذ الأطفال أسلحة يصوبونها تجاه ضحاياهم، وقنابل يتم تفجيرها في الآمنين، وسهامًا يطلقونها صوب أهدافهم، وهم بذلك يضربون بكل الأعراف والشرائع والقوانين، بل والفطرة الإنسانية عرض الحائط.

تبديد الحلم الوردي

ربما يعجبك أيضا