غياب “بيل”.. هل سيكون نقطة تحول للبايرن في دوري الأبطال؟!

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا
بعد مواجهة قوية، استطاع لاعبو ريال مدريد الإسباني خلالها دكّ خطوط دفاع بايرن ميونيخ الألماني، ليتغلبوا عليه في عقر داره، بذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، باتت المعطيات توضح أن تأهل ريال مدريد إلى نصف النهائي قد أصبح شبه محسوم، دون إنكار وجود تفاصيل صغيرة من شأنها قلب الطاولة على أصحاب الأرض.
وكان ريال مدريد قد تغلب على بايرن ميونيخ في عقر داره  2-1 الأربعاء الماضي -في ليلة تفوق التلميذ على أستاذه-  بذهاب ربع نهائي أبطال أوروبا، وبات في وضعية جيدة جدًا للتأهل للدور المقبل، حيث إن التعادل بأي نتيجة أو الخسارة بهدف دون رد يعني تخطي ريال مدريد لبطل ألمانيا.

“جاريث بيل”.. خارج حسابات “الملكي” في العودة

أكد الفرنسي زين الدين زيدان -المدير الفني لريال مدريد- غياب اللاعب الويلزي جاريث بيل، عن مواجهة بايرن ميونيخ المقررة، اليوم الثلاثاء، في إياب ربع نهائي دوري الأبطال الأوروبي لكرة القدم، معربًا عن أمله في أن يعود خلال كلاسيكو الليجا أمام برشلونة الأحد المقبل.
وخلال مؤتمر صحفي عقد أمس الإثنين، قال زيدان: “جاريث بيل يعمل كثيرًا من أجل العودة للفريق بعد الإصابة التي أبعدته ثلاثة أشهر، وعندما عاد كان متحمسًا جدًا، ولكنه الآن يعاني من آلام منعته من أن يكون في حالة جيدة، وآمل ألا يكون شيئًا كبيرًا وأن يكون معنا في غضون أيام قليلة”.

وأعرب “زيزو” عن ثقته في أن بيل سيتمكن من اللحاق بمواجهة برشلونة في كلاسيكو الليجا يوم الأحد المقبل، رغم أن الأمر ليس مؤكدًا.
وخرج بيل من القائمة بسبب الآم التي يعاني منها عقب إصابته في مباراة الذهاب الأربعاء الماضي، لذا قرر زيدان عدم المخاطرة به، فيما يستمر غياب كل من بيبي وفاران للإصابة.

واستبعد المدرب الفرنسي كل من البرتغالي فابيو كوينتراو والدومينيكاني ماريانو، فيما عاد للقائمة كل من نافاس ورونالدو وبنزيما.
على أن تضم قائمة الريال للمباراة كل من: كيلور نافاس وكيكو كاسيا وروبن يانييز وداني كارباخال ودانيلو وسرخيو راموس وناتشو ومارسيلو وكاسيميرو وكروس ومودريتش وكوفاسيتش وايسكو وماركو اسينسيو وخاميس ولوكاس فاسكيز وكريستيانو وبنزيما وموراتا.

غياب “بيل”.. هل أربك حسابات “زيدان”؟

لم يكن خبر غياب الويلزي جاريث بيل عن لقاء ريال مدريد وضيفه بايرن ميونيخ اليوم، بتلك الأهمية بالنسبة لعشاق حامل اللقب، وذلك بالنظر لقدرة الملكي على تجاوز اللقاءات الصعبة، عند غياب ثاني أغلى لاعبي العالم.

ومن المنتظر أن يلعب ريال مدريد بطريقة 4 – 4 – 2 بغياب بيل، وهو ما رفع أسهم إيسكو وسيعطي توازنًا أكبر لصاحب الأرض في خط الوسط، وربما يكون فاسكيز خيارًا إضافيًا نظرًا لتنفيذه أدواره التكتيكية بإتقان تام.

وتقول المعلومات القادمة من إسبانيا أن تشكيلة ريال مدريد لن تختلف عن لقاء الذهاب باستثناء لعب إيسكو أو أسينسيو أو فاسكيز مكان بيل، وجميعهم لاعبي وسط، علمًا بأن المفاجآت تبقى واردة بعد رفض زيدان كشف أوراقه في مؤتمره الصحفي بالأمس.

حقائق “الملكي” في غياب ثاني أغلى لاعبي العالم

توضح الأرقام بشكل جازم أن ريال مدريد لعب بشكل أفضل تكتيكيًا في ظل غياب نجمه الويلزي، ولعل الأكثر إيجابية بالنسبة لعشاق متصدر الدوري الإسباني أن غيابه أتى بذات فترة تألق أسينسيو وإيسكو.
وقد اعتاد الفريق الملكي اللعب بدون بيل، خاصة هذا الموسم بعد إصابته في نوفمبر الماضي، وغيابه لقرابة ثلاثة أشهر.
أما عن أرقامه في جميع المنافسات منذ انضمامه فتشير إلى لعب بيل 148 مباراة، حيث بلغت نسبة تسجيل ريال مدريد بوجوده 2.7 هدفًا بالمباراة وبدونه 2.8 وتلقى الريال هدفًا  كل مباراة بوجوده، وبدونه 0.9، كما أن نسبة انتصارات ريال مع بيل كانت 70.9 وبدونه 78.3.

زيدان وأنشيلوتي.. هل سيقصي التلميذ أستاذه؟

على ملعب “أليانز أرينا” في ميونيخ، استطاع التلميذ الفرنسي، كسب جولة أمام معلمه كارلو أنشيلوتي، الذي قاد الفريق البافاري بمعركة الأبطال، خصوصًا في الشوط الثاني الذي شهد استباحة دهاء زيدان الفني، والسريع التعلم لمناطق أنشيلوتي طولاً وعرضًا بتفوق تكتيكي واضح لا لبس به.
لكن لمن ظن أن الفرنسي أجدر من الإيطالي رغم أنه تتلمذ على يده بين 2013 و2015 في القلعة البيضاء، فلعله غفل عن حقائق ستجعل مهمة أسطورة الديوك السابق غاية في التعقيد أمام تاريخ خبير البطولات الأوروبية.
حيث أن أنشيلوتي -المدرب الأكثر تتويجًا بدوري الأبطال مع ثلاثة ألقاب بين ميلان وريال مشاركة مع الراحل بوب بيزلي المتوج مع ليفربول- يعرف الريال ولاعبيه خير معرفة مثل مدربه زيدان تمامًا.
ففي عام 2014 قاد الإيطالي الريال للقبه الأوروبي العاشر بمعاونة زيدان، مع فريق ما زالت معظم أعمدته الأساسية هي هي منذ ذلك النهائي أمام أتلتيكو مدريد كما انه بقي في الـ برنابيو حتى 2015.
إلى ذلك يستمد أنشيلوتي خبرته الأوروبية من تاريخ ثري جدًا يبلغ أكثر من 150 مباراة مقابل طراوة لزيدان تقل بـ 10 اضعاف عن هذا الرقم رغم أنه توج منذ موسمه الأول مع الملكي في أوروبا.

الإحصاءات تتحدث

يتقارب الفريقان هجوميًا في المسابقة (25 لبايرن مقابل 24) لكن ما عدا ذلك تصب كل الأرقام لصالح البافاري من أبرزها قدرة بايرن الأكبر على صناعة الفرص (137 مقابل 119) والتسديدات (175 مقابل 165)ونسبة التمرير الناجح (5683 مقابل 4292) والأهداف المتلقاة (10 لبايرن مقابل 13) والحفاظ على الشباك (2 لبايرن مقابل صفر) وغيرها الكثير من الأرقام لا مجال لسردها كلها.
الجدير ذكره أن هذه الأرقام هي خلاصة 9 مباريات للفريقين هذا الموسم في دوري الأبطال.​
مفاتيح البايرن

من المتعارف عليه لدى الفريق الملكي أن تأهله لا يرتبط بتشكيلته، وتقديم لاعبيه لمباراة كبيرة وحسب، بل إنّه مرتبط بما سيكون عليه شكل بايرن ميونيخ وابتكارات لاعبيه.
وسيلعب بايرن بخطة 4 – 4 – 2 أو 4 – 5 – 1 بعد تعافي ليفاندوفسكي قناص الفريق، وتكمن قوة قائمة بايرن باللعب على الأجنحة في ظل وجود روبين وريبيري وكوستا وغيرهم، كما من الممكن لعبه بصانعي ألعاب وفقاً لمجريات المباراة.
وتكمن نقطة ضعف بايرن بخطه الخلفي (قلبي الدفاع)، فمع غياب مارتينيز للإيقاف، يحوم الشك بشأن مشاركة هوميلز وبواتينغ، حتى وإن شارك الاثنين فإن اللعب بعد العودة من الإصابة يكون مقلقاً عادةً، أما الزج بكيميتش أو ألابا كقلب دفاع فيعد مجازفة مع قوة ريال بكرات الهواء.
ريال مدريد متأهل بنسبة 90 بالمئة وفقًا لمعطيات الأيام الأخيرة، لكن حدوث طرد أو خطأ فادح وحتى تقديم بايرن لمباراة العمر من شأنه أن يضع ريال خارج المسابقة.

عودة ” الليڨا” في موقعة “البرنابيو”

في اللقاء الأول خيب توماس مولر -حارس البايرن- أمل كل بافاري، بعدما لعب 81 دقيقة بدا خلالها خارج منظومة بايرن كليًا فكان أسوأ معوض للمصاب وقتها النجم روبرت ليفاندوفسكي.
ولكن في مباراة الإياب هذه سوف تختلف الحكاية، حيث ستشهد هذه المواجهة عودة القناص البولندي الذي تدرب جيدًا استعدادًا لموقعة “البرنابيو”، بعد أن شفي من إصابته وبات جاهزًا لقيادة هجوم بطل ألمانيا الساعي لتسجيل هدفين يضمنان له العبور شرط الإبقاء على نظافة الشباك.
ولا ينسى المدريديون ما اقترفته قدما البولندي في قميص دورتموند في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال عام 2013 حين أحرز رباعية سحقت الملكي في مباراة يتذكرها رونالدو جيدًا وقد حفظ ماء وجه فريقه بكرة شرفية قيمتها أنها جزء من مئويته التاريخية فقط.
وللعلم، فإن ذاك السوبر هاتريك للـ”ليڨا” هو الأول في تاريخ نصف نهائي المسابقة، كما أنه لم يسبق البولندي أحد على تسجيل هاتريك في شباك المدريدي على بساط المنافسات الأوروبية، ودون شك سيكون متعطشًا لرفع غلته هذا الموسم وقد سجل 38 هدفًا في 40 مباراة مع البايرن في مختلف المسابقات.

وبين هذا وذاك فلا مستحيل في كرة القدم، الأمر الذي يعرفه محبي اللعبة في كل أنحاء العالم، فقط جميعها تكهنات وتحليلات لمسيرة المواجهة الحاسمة، ولكن تبقى فقط الـ 90 دقيقة مابين صافرة انطلاق المباراة وصافرة نهايتها هى الحقيقة الوحيدة ليعرف الجميع من المتأهل لنصف نهائي دوري الأبطال هذه المرة.

ربما يعجبك أيضا