أم فلسطينية لأربعة معتقلين تتضامن مع أبنائها وتضرب عن الطعام

محمود

محمد عبد الكريم
رام الله – رغم سنوات عمرها السبعين وإمارات المرض والتعب، إلا أن لطيفة أبو حميد (أم ناصر) اكتفت بالماء وامتنعت عن الطعام، إسنادا لأبنائها الأربعة المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، فهي تؤمن بأن فشل اضراب الأسرى، سيكون كارثيا على 6500 أسير.
 
وفي منزل متواضع بازقة مخيم الأمعري للاجئين هو الثالث للعائلة بعد ان هدم الاحتلال منزلين من قبل للعائلة عام 1994 وعام 2002، تجلس منهكة بعد 3 ايام من الاضراب عن الطعام رغم المرض وشقاء السنين، حاملة صورة ابناؤها الاسرى، وتعلوها صورة ابنها الشهيد عبد المنعم، لتروي مرارة البعد عن ابناء محكومين بالسجن مدى الحياة، ويحرمها الاحتلال حتى من زيارتهم.
 
ويواصل نحو 1500 أسير في سجون الاحتلال، إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الثاني على التوالي، مطالبين بتنفيذ الاحكام والاعراف الدولية التي تعطي للاسرى ابسط حقوقهم من السماح لعائلاتهم بزيارتهم بانتظام، وإنهاء سياسية العزل الانفرادي، وسياسية الاعتقال الإداري، والعديد من المطالب الحياتية الأخرى.
 
لطيفة التي خبرت جرائم الاحتلال طفلة صغيرة ابان نكبة فلسطين عام 1948 عندما هجرت عصابات الصهاينة عائلتها من بلدة أبو شوشة  قضاء الرملة، تقول اني على عهدي الذي قطعته لابنائي، فقد كانت وصيتي لنجلي ناصر هي :”هذه هي مواقف الرجال، وإذا فتحت فمّك ترجعش ع الدار، طلعت زلمة إرجع زلمة”.
 
وتضيف لطيفة: صحيح أن ابنائي بعيدون عني، الا انني لا زلت اعيش على الامل بان اضمهم الى صدري مجددا فهاهم أولادي لم أعش معهم رجالاً.. كانوا أطفالا عندما اعتقلوا للمرة الأولى، ثم خرجوا، وما ان بدأت بالتعرف عليهم، حتى اعتقلوا من جديد، وها هم اليوم بين الحياة والموت في اضرابهم المفتوح عن الطعام”.
وتزامن تحذير وزير شؤون الاسرى عيسى قراقع اليوم الاربعاء، من مخاطر لجوء الاحتلال الى التغذية القسرية للاسرى المضربين، وهو ما نجم عنه استشهاد 3 اسرى في تجربة اضراب سجن نفحة عام 1980، مع دعوة أحد وزراء الاحتلال الى إعدام الأسرى كرد على إضرابهم.
 
وقد عمدت سلطات الاحتلال في اليوم الثالث على التوالي، من إضراب الأسرى بحملة تنقلات طالت المئات من الأسرى المضربين عن الطعام، حيث نقلتهم إلى أقسام العزل في عدة سجون رافق ذلك سحب جميع مقتنياتهم الشخصية، كما واستمرت في منع محاميّ المؤسسات من زيارة الأسرى، وإلغت الزيارات المقررة للأسرى؛ وعزلت قيادات الإضراب، وحجبت وسائل التواصل مع الخارج، واقامت مستشفيات ميدانية في صحراء النقب رفضا منها لنقل اي اسير ستتدهور صحته الى اي مستشفى مدني.
 
“كانو أطفالا واصبحو اشبالاً والان ناصر ونصر في الاربعينات من العمر، ماذا اقول عنهم بعد ان اصبحو في هذه الاعمار، بعد ان قضوا سنينهم التي من المفترض ان تكون الاجمل بين العائلة في السجن، وانا تعبت طوال 30 عاما من التحدث الى المسؤولين والنجدة بهم، دون مجيب”، كانت تلك اخر عبارة لام الاسرى قبل ان تلجأ الى صمتها وجوعها.
 
ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال نحو 6500 موزعين على 24 سجناً ومركز توقيف وتحقيق ، بينهم 56 أسيرة، ومن بين تلك الأسيرات 13 فتاة قاصرا، ونحو 300 طفل.

ربما يعجبك أيضا