“سانت كاترين”.. مدينة “الرب” في أرض الفيروز

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:
القاهرة – هضبة ترتفع 1600 متر فوق  سطح البحر، وتبلغ مساحتها 5130 كم مربع ويحبط بها مجموعة من الجبال هي الأعلى في شبه جزيرة سيناء المصرية، إنها مدينة “سانت كاترين”.
اكتسبت المدينة “الأجمل” في مصر سمات خاصة لما تحتويه من معالم دينية ذات طابع روحاني خاص، حيث تجمع مقدسات للديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام، فبها “جبل موسى” أشهر الجبال الموجودة في جنوب سيناء و”شجرة التجلي” ، و”بئر موسى”، و”دير سانت كاترين” و”كنيسة التجلي” التي تعد أقدم الآثار المسيحية، وقبر النبي هارون و”مسجد الحاكم بأمر الله” على بعد 10 أمتار من الكنيسة الكبرى، الذي بُني أيام الفاطميين.
تمتاز منطقة “سانت كاترين” بسمات عدة حيث تحتوي باحتوائها على قمم جبلية منها جبل البنات وهو جبل عظيم تجاه سريال و يفصل بينهما وادي فيران، وجبل موسى الذي يعلو نحو 7363 قدم فوق سطح البحر، وجبل سانت كاترين وهو أعلى جبل في مصر ويبلغ ارتفاعه 8563 قدم فوق سطح البحر، وجبل الصفصافة وغيرها من الجبال الذي جعل الملايين يرتادوها خصوصا في موسم الشتاء.
“سبب تسميتها”

ويعود تسمية المدينة إلى القديسة كاترين المولودة في الإسكندرية في نهاية القرن الميلادي الثالث لعائلة ارستقراطيه وثنيه وكانت تسمى زوروسيا وكانت مثقفة وجميلة رغبها الكل، وحين بلغت الثامنة عشر أتمت دراسة اللاهوت والفلسفة وتعمّدت في عام 307 ميلاديا، وحضر القيصر مكسيميانوس إلى الإسكندرية فأمر بعبادة الأوثان،واضطهد القديسة، وعذبها حتى أنه أمر بقطع رأسها في 25 نوفمبر سنة 307 ميلادها.
وذكر أنه بعد استشهادها بخمسة قرون رويت قصة أن راهبا رأي في سيناء جماعة من الملائكة يحملون جثمانها ويطيرون به ويضعونه على قمة جبل في سيناء، فانطلق إلى قمة الجبل، فوجد الجثمان كما نظره في الرؤيا، فحمله إلى كنيسة موسى النبي، ثم نُقل الجثمان بعد ذلك إلى كنيسة التجلي في الدير الذي بناه الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس الميلادي وعُرف الدير باسم دير سانت كاترين، وأُطلِق الاسم على المدينة بأكملها.
“محمية طبيعية”

يقع دير سانت كاترين أسفل جبل كاترين، ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم، كما أنه يعد مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، وهو معتزل يديره رئيس الدير أسقف سيناء، والذي لا يخضع لسلطة أية بطريرك أو مجمع مقدس، ويحتوي على الكنيسة الرئيسية وهي “كنيسة التجلى” بالجزء الشمالي، و المشيدة على طراز البازيلكا، الذى كان شائعا، وقت بنائها عام 527م، في عصر الإمبراطور جوستنيان.
ويمثل الدير قطعة من الفن التاريخي المتعدد، فهناك “الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية والنقش على الشمع، كما يحتوي على على مكتبة للمخطوطات يقال أنها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان، ونزل للزوار وبرج أثري مميز للأجراس.
ويشمل الدير “غرفة الجماجم” أو “المعضمة” وتحوي إضافة لرفات القديسة كاترين رفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير.
ويضم الدير مسجدا صغيرا بناه الحاكم بأمر الله على بعد 10 أمتار من الكنيسة الكبرى، الذي بُني أيام الفاطميين، عام 500 هجرية، 1106م. وهو مبني باللبن والحجر الجرانيتي.

وتضم “مدينة سانت كاترين” محمية طبيعية هي الأكبر في مصر من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحتها حوالى 4300 كم2 من جنوب سيناء، تشمل محميتها العديد من الأشجار المعمرة، كما تضم‏ ‏أنواع‏ا ‏نادرة‏ من النباتات الطبية، إضافة إلى واحة‏ ‏فيران‏ ‏التي ‏تتضمن ‏ما يقرب من 30 ألف نخلة، وتتميز ‏بكثرة‏ ‏وديانها‏ و‏آبار‏ ‏المياه‏ ‏العذبة‏، ‏وعدد‏ ‏من‏ ‏الثدييات‏ ‏النادرة‏ ‏والتكوينات‏ ‏الجيولوجية‏ ‏المتميزة‏.
وتذخر أيضا بالعديد من الحيوانات البرية، مثل الثعالب والضباع والتياتل والغزلان والوعول والأرانب البرية والذئاب والقنفذ العربي والفأر الشوكي والجربوع، والعديد من الزواحف مثل الطريشة، وكذلك أنواع شتى من الطيور.
“جبل موسى”

ويعد من أهم معالم “سانت كاترين” “جبل موسى” أشهر الجبال الموجودة في جنوب سيناء نسبة إلى نبي الله موسى لأنه كان يعتلي الجبل ليناجي ربه لمدة 40 يوما ليتسلم الرسالة، كما أنه يتميز بمشاهد طبيعية بديعة حيث يعتلي الزائرين نحو 7363 قدماً فوق سطح البحر، هي ارتفاع الجبل.
“دير سانت كاترين”

ربما يعجبك أيضا