فنزويلا.. هل بدأ ربيعها؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبد الله

كراكاس – مظاهرات وفوضى وغازات مسيلة للدموع ومواجهات مع الشرطة. هذه هي المشاهد التي عاشتها العاصمة الفنزويلية كاراكاس، وعدد من مدن البلاد على مدار الأيام القليلة الماضية، لمطالبة الرئيس نيكولاس مادورو، بإصلاحات سياسية واقتصادية في بلد يعيش أزمة اقتصادية خانقة.

دعوة “مادورو” لزعماء المعارضة إلى التحلي بالشجاعة والجلوس على طاولة الحوار للتفاوض والوصول إلى حل للأزمة التي تعيشها البلاد، قوبلت بدعوة مضادة من رئيس البرلمان خوليو بورخيس، الذي طالب الفنزويليين بالنزول للشوارع، معتبراً إياها فرصة للجيش والشرطة لإثبات الولاء للوطن، على حدّ قوله.

انتخابات مبكرة

مظاهرات عارمة شهدتها العاصمة كاراكاس، إحداها داعمة للرئيس، وأخرى معارضة دعت إليها المعارضة تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. مطلب رفضه مادورو، الذي أوعز بملاحقة رئيس البرلمان، بورخيس، بعدما طلب من القوات المسلحة البقاءَ وفيّةً للدستور والسماح للمعارضين بالتظاهر، رداً على إعلان وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز الولاء غير المشروط لمادورو، وحمّل مادورو، على لسان نائبه، طارق العصيمي، رئيس البرلمان مسؤولية الفوضى التي تشهدها البلاد.

تأتي هذه المظاهرات لحشد تأييد شعبي بعد تصويت البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، الثلاثاء، لصالح بدء إجراء ضد مادورو “للنظر في مسؤوليته الجنائية والسياسية والتقصير في أداء واجبه”، وهي الخطوة التي وصفها مادورو بـ”الانقلاب البرلماني”. المحكمة العليا بدورها أصدرت قراراً بتجميد كل مشاريع القوانين التي يصدرها البرلمان، منذ أن أصبحت المعارضة تشغل أغلبية مقاعده في يناير/كانون الثاني 2016.

قتلى وجرحى

وسط هذه الأجواء من التوتر وتصاعد أعمال العنف التي تشهدها البلاد خلال مطلع هذا الشهر، وصل عدد القتلى في صفوف المدنيين إلى ثمانية أشخاص خلال ثلاثة اسابيع، إضافة إلى اعتقال العشرات ممن وصفتهم الحكومة بالإرهابيين.

في غضون ذلك تبادلت كل من الحكومة والمعارضة، الاتهامات بشأن قمع المتظاهرين. وزير فنزويلي اتهم عصابات مسلحة بمهاجمة مستشفى كان بداخله 54 طفلاً، متهماً معارضي الرئيس مادورو بالوقوف وراء هذا الهجوم. فيما أكد أحد نواب المعارضة أنه تم إجلاء الأطفال من داخل المستشفى؛ لأنهم تأذوا بسبب إطلاق الغازات المسيلة للدموع، التي أطلقتها القوات الحكومية على متظاهري المعارضة.

نفق مظلم

من جانبه، يرى الخبير الأكاديمي في شؤون أمريكا اللاتينية، عبد الواحد أكمير، أن فرص التوصل لحل بين السلطة والمعارضة “مستبعدة”، خاصة في ظل الحشد والحشد المضاد والاتهامات المتبادلة بين الطرفين.

وقال أكمير: إنه يتعين على المجتمع الدولي التدخل لاسيما في ظل عدم وجود رغبة سواء من الحكومة أو المعارضة للتفاوض، والمعارضة ترى أن مرحلة التفاوض قد ولت، وأن مطالبها السياسية المتمثلة في تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، وإطلاق سراح السجناء السياسيين والفصل بين السلطات.

المظاهرات الواسعة التي شهدتها فنزويلا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، احتجاجاً على الوضع الاقتصادي المتدهور، وفساد السلطة الحاكمة، تضع مستقبل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على المحك، خاصة في ظل اتهامات للقوات الحكومية بقمع المتظاهرين وسقوط ضحايا، فهل يعي مادورو الرسالة قبل فوات الأوان أم يستمر في عناده ؟
https://www.youtube.com/watch?v=n7fByLEd2K0
https://www.youtube.com/watch?v=NhZYkSAQsi0
https://www.youtube.com/watch?v=qc58Uzwvz2M

ربما يعجبك أيضا