“بحجم كف اليد”.. تكنولوجيا تنقذ حياة الملايين

كتبت  – رقية كامل

للتكنولوجيا وجه مخيف، يدمر الأرض من خلال انبعاثات الغازات السامة من المصانع وقطع الأشجار والتعدين والنفايات النووية، ووجه آخر يصلح ما أفسده، فيستغل التطور في اختراعات تقلل من تأثير أضرار تلوث البيئة وتساعد على الحد من الأمراض في الدول الفقيرة بشكل خاص أو حتى في تقليل الخسائر البيئية لأكبر حد ممكن حول العالم.

وهنا بعض هذه الاختراعات التي طورها العلماء مؤخرًا، والتي لا تتجاوز حجم كف اليد.

“قشة الحياة”.. مياه صالحة للشرب في ثواني

أكدت الصحيفة البريطانية “ديلي ميل” أن طفلًا واحدًا يموت كل 15 ثانية بالعالم بسبب عدم قدرته على الوصول لمصدر نظيف للمياه.

فبدأت شركة دنماركية في التفكير في حل مثالي لمشكلة تتسبب في وفاة 884 مليون شخص سنويا على أقل تقدير، وهنا جائت فكرة “قشة الحياة”. 

وهو جهاز بحجم كف اليد يستخدم لشرب المياه من خلاله مثل قشة الشرب العادية، مصنوع من البلاستيك ولا يحتاج إلى أي بطاريات أو قطع غيار.

“قشة الحياة” يحول 1000 لتر من المياه الملوثة لمياه صالحة للشرب بشكل فوري، من خلال إزالة البكتريا والطفيليات والأمراض، وبرغم عدم قدرته على إزاله الملح أو المواد الكيميائية، إلا إنه يزيل أمراض كارثية كالكوليرا والسامونيلا وغيرها.

وقد تم بالفعل استخدام الجهاز في كوارث عالمية مثل زلزال هايتي 2010 وفيضان باكستان 2010 وتايلاند 2010 وزود الصليب الأحمر الكيني 3,750 من أطفال المدارس و6,750 أسرة بالجهاز.

سمكة الحظ السعيدة .. ضد الأنيميا وفقر الدم

أثبت تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن أكثر من 30% من سكان العالم  يعانون من فقر الدم، بسبب نقص فيتامين B12 و فيتامين A، وتسبب هذا النقص في تأخر النمو العقلي للأطفال ومضاعفات صحية خطيرة، خاصة في كمبوديا.

فتوصلت شركة كمبودية في السنوات الأخيرة إلى اختراع قد ينقذ حوالي ملياري شخص حول العالم.

وهو قطعة من الحديد السوداء على شكل سمكة صغيرة يضعها الشخص في وعاء الطبخ لبعض دقائق لتطلق ما يقارب 70 ميكروجرام من الحديد، وهو التركيز المناسب للأطفال بشكل خاص، وبعد تناول الطعام يدخل الحديد الجسم ويعالج فقر الدم.

ويمكن استخدام سمكة الحديد لمدة تقارب الخمس سنوات يوميا مع أي نوع من الطعام أو الشراب باستثناء المنتجات المشتقة من الكافيين، وذكرت الشركة المصنعة للسمكة أن نسبة فقر الدم عند مستخدمي السمكة الحديدية انخفضت إلى النصف بعد الاستخدام اليومي لها.

والجدير بالذكر هنا الشركة أطلقت المنتج في البداية على شكل زهرة ولكن غيرت التصميم إلى سمكة بسبب كونها رمزا للحظ السعيد في كمبوديا.

“أوهوو” كرة الماء الصغيرة.. وداعا للبلاستيك

في عام 2014 اخترع ثلاثة مهندسين بريطانيين فقاعات صغيرة مليئة بالماء قابلة للأكل، كبديل لاستخدام الزجاجات والأكواب البلاستيك المدمرة  للبيئة وغير القابلة للتحلل.

الفقاعات التي تم إطلاق إسم “أوهوو” عليها، مكونة من أعشاب بحرية لا مذاق لها تحتوي بداخلها على 250 مل من الماء يمكن ثقبها أو تمزيقها أو أكلها ليتدفق الماء من داخلها.

قال المهندسون القائمون على الاختراع أن يمكن تغليف أي نوع من المشروبات والعصائر بهذه الفقاعات القابلة للأكل التي تعد أرخص من البلاستيك وأكثر صداقة للبيئة، والتي سيتم إطلاقها قريبا.

كرة الظل تكافح الجفاف في لوس أنجلوس

عانت ولاية كاليفورنيا في 2015 و2014 من أزمة الجفاف الأسوأ في تاريخها والتي تسببت في صعوبة إمداد الولاية بمياه الشرب والري وتسببت في حرائق مدمرة، وفقدت الولاية حوالي 63 تريليون جالون مياه في فترة الجفاف.

وللحفاظ على المسطحات المائية التي لم تتبخر من الجفاف قام “براين وايت” عالم الأحياء الأمريكي المتقاعد، باقتراح إطلاق 96 مليون كرة سوداء معبأة بالماء.

أطلق براين على الكرات اسم “كرات الظل” لحمايتها للمسطحات المائية من أشعة الشمس ومن التلوث بالغبار ومنع المياه من التبخر بفعل الجفاف.

وبالفعل تم إطلاق الكرات التي يبلغ قطرها 4 بوصات وسعرها 36 سنتاً على 3 مسطحات مائية بالولاية.

وتصل مدة صلاحية كرات الظل إلى 10 سنوات، ثم تتم إزالتها وإعادة استخدامها مرة ثانية لمدة تصل إلى 25 عام، وقد وفر المشروع 300 مليون دولار خسائر كانت ستتكبدها لوس أنجلوس بدون كرات الظل.

ومن المقرر أن يتم إزالة هذه الكرات قريبا بعد إعلان حاكم كاليفورنيا انتهاء موجات الجفاف بالولاية.
https://www.facebook.com/mostaqbal.ae/videos/1291760860859553
https://www.facebook.com/garcetti/videos/10153545448799806

ربما يعجبك أيضا