“ماكرون” رجل إيران المفضّل بعد تجربة “ترامب”

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

 وصفت الصحافة الفرنسية نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بالبلاد بـ”الانفجار الكبير” و”الزلزال”، والتي أسفرت عن فوز المرشح المستقل إيمانويل ماكرون زعيم حركة “إلى الأمام” بالمركز الأول، تليه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، ومرورهما إلى الدورة الثانية المقرر لها السابع من الشهر المقبل.

المفاجأة في نتائج الجولة الأولى كما أبرزتها صحيفة “لوبينيون” الليبرالية التي كتبت “أن الناخبين الفرنسيين فتحوا هذا الأحد 23 نيسان/أبريل صفحة جديدة من تاريخ الجمهورية الخامسة بإخراجهم من السباق الرئاسي لكافة ممثلي الأحزاب السياسية الذين حكموا بشكل أو آخر البلاد في العقود الماضية”.

توالت ردود الفعل المحلية والدولية بعد ظهور نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الفرنسية، حيث اتصل الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الذي قرر عدم الترشح لولاية ثانية إثر انقسامات داخل حزبه الاشتراكي، بالمرشح المستقل الفائز “ماكرون” لتهنئته على تأهله للجولة الثانية.

وهنأ رئيس المفوضية الأوروبية “جان كلود يونكر” مرشح الوسط الفرنسي إيمانويل ماكرون بالنتيجة التي حققها، وتمنى له التوفيق لاحقا. وفي ألمانيا، تمنى شتيفن سايبرت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس: “حظا سعيدا” لمرشح الوسط الفرنسي. أما الروس، قال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، “نحترم خيار الفرنسيين، ونؤيد إقامة علاقات جيدة ومفيدة للطرفين”.

لكن كيف يرى الشارع والمسؤولين الإيرانيين، نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، خاصة وأن مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، قد صرحت في وقت سابق، برغبتها في إقامة تحالف يضم روسيا وإيران في مواجهة تنظيم “داعش” وما أسمته بالأصولية الإسلامية، والتحالف مع الذين يحاربونها وعلى رأسهم مصر وروسيا وإيران.

يقول المحلل السياسي الإيراني، علي منتظري، إنه لم يصدر أي تصريح رسمي من مسؤولي إيران حيال نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الفرنسية حتى هذه اللحظة، وهو أمر “طبيعي” خاصة وأن المعركة لم تحسم بعد، ولا تزال هناك جولة ثانية.

إلا أنه وبحسب تصريحات سابقة لمسؤولين إيرانيين، فإن طهران تفضل المرشح المستقل “ماكرون” على المرشحة المتطرفة “لوبان” التي تكنّ العداء للإسلام على حد قوله.  

ويضيف منتظري بأن الإيرانيون باتوا يرون في لوبان “ترامب فرنسا” وبالتالي فهناك رغبة إيرانية في عدم وجود “ترامب” آخر في أوروبا، وفي المقابل هناك تفاؤل إيراني حيال فوز ماكرون في الدورة الأولى، ووصوله إلى الرئاسة والذي من شأنه تحسين العلاقات بين البلدين،ودعم الملف النووي الذي تحاول أوروبا التنصل منه مؤخراً. 

الصحف الإيرانية هي الأخرى باتت معبرة عن قطاع واسع من الشارع الإيراني، حيث توقعت فوز “كاسح” لماكرون في الدورة الثانية من الانتخابات.

ورداً على سؤال يتعلق بالتصريحات السابقة لمرشحة اليمين المتطرف التي عبّرت فيها عن رغبتها في إقامة تحالف مع إيران لمواجهة داعش، قال منتظري إن تصريحات ترامب قبل وصوله للبيت الأبيض حيال الأزمة السورية، تناقض تماماً مواقفه بعد الرئاسة، وهو ما ينطبق على “لوبان” التي يرون فيها “ترامب أوروبا” ومن ثم فالإيرانيون لا يثقون في لوبان.

إيران التي تستعد هي الأخرى لانتخابات رئاسيةفي آيار/مايو المقبل والتي يخوض غمارها ستة مرشحين أبرزهم الرئيس روحاني، ورجل الدين المحافظ، إبراهيم رئيسي، تنظر بترقب لما ستسفر عنه نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، ومن سيخلف الرئيس هولاند، “ماكرون” أم”لوبان” ومن ثم الاستعداد لمرحلة جديدة في تاريخ العلاقات الإيرانية الفرنسية، وإن بدت المواقف شبه المعلنة ترغب بوصول “ماكرون” لقصرالإليزيه، تجنباً لصدام محتمل حال فوز لوبان التي يعدّونها “ترامب أوروبا”.

https://www.youtube.com/watch?v=8CcspcU6Qpw
https://www.youtube.com/watch?v=6W8W48zS6qA

ربما يعجبك أيضا