قتل واغتصاب.. جرائم “Live” عبر فيسبوك

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب

“سلاح ذو حدين” .. عبارة تطلق على كل شيئ يتحقق منه ضرر ومنفعة حسب طبيعة الاستخدام، كالسكين نقطع بها الطعام وقد ترتكب بها جرائم، ولكن هل تجاوز حد “الأذى” في وسائل التواصل الاجتماعي حد “المنفعة” وبات ضرر التعرض لها أضعاف الخير المرجو منها؟

تداول نشطاء التواصل الاجتماعي أمس الخميس فيديو صادم لأب تايلاندي استخدم خاصية البث المباشر “Live” عبر موقع “فيسبوك” لارتكاب جريمة بشعة وهي قتل طفلته الرضيعة “11 شهرًا” على مرآى ومسمع العالم ببث مباشر لحظة بلحظة، ووثق تلك الجريمة في مقطعي فيديو، قبل أن ينتحر في نهاية المطاف.

وبقي الفيديو موجودًا على صفحة الأب القاتل لمدة 24 ساعة، وحققت مئات الآلاف من المشاهدات قبل أن تستجيب إدارة “فيسبوك” وتحذف المقاطع، بعكس إدارة “يوتيوب” التي استجابت بعد 15 دقيقة من الإبلاغ عن الفيديو الذي أعاد نشطاء نشره عبر “يوتيوب”.

واستجابت إدارة “فيسبوك” بعد طلب رسمي من وزارة الاقتصاد الرقمي في تايلاند، بعدما حقق الفيديو الأول 112 ألف مشاهدة، والثاني 258 ألف مشاهدة.

وكشفت الشرطة التايلاندية أن الأب يدعى “ووتيسان وونجتالي” ويعاني من بارانويا “جنون ارتياب” بأن زوجته تركته ولاتحبه، وقتل ابنته فوق سطح فندق مهجور، وبث مقطعي فيديو لعملية القتل، ولم يصور انتحاره، وعثرت الشرطة على جثته منتحرًا بجوار الرضيعة.

وقال متحدث باسم فيسبوك: “هذا حادث مروع وقلوبنا مع أسرة الضحية، ليس هناك أي مكان على الإطلاق لمحتوى من هذا النوع في فيسبوك، ولقد تم حذفه الآن”.

و قال متحدث باسم يوتيوب: “يوتيوب لديها سياسات واضحة تحدد ما هو مقبول للنشر، ونحذف على الفور مقاطع الفيديو التي تنتهك قواعدنا عند الإبلاغ عنها”.

ولم تكن تلك الجريمة الوحيدة التي يتعرض فيها مستخدمو  مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة “فيسبوك”، ففي يناير الماضي تم بث لقطات تعذيب رجل، كان مكبلًا، ومكممًا أثناء تعرضه هجوم وحشي، على فيسبوك لأكثر من 16 ألف مستخدم قبل أن يشاهده جمهور أكبر بكثير بعد نشره على يوتيوب.

وفي أبريل الجاري  قام ستيف ستيفنس بنشر تسجيل لعملية قتل عشوائي للمسن روبرت جودوين، (74 عاما) في كليفلاند، ما دفع الشرطة إلى مطاردته، حتى أقدم على الانتحار بعد مطاردة في “بنسلفانيا” وفي حين لم يتم بث فيديو القتل مباشرة، لكنها كانت متاحا للعرض لمدة 3 ساعات قبل أن يتم حذفه.

ولايقف الأمر عند جرائم القتل والتعذيب فقط، وكان للاغتصاب دورًا بارزًا في العالم الأزرق، حيث تعرضت فتاة في شيكاغو (15 عامًا)، لاعتداء جنسي على يد 5 أو 6 رجال، وتم بث الاعتداء مباشرة على فيسبوك، حيث شاهده ما لا يقل عن 40 شخصًا، شهر مارس الماضي.

كما قضت محكمة سويدية الثلاثاء الماضي بمعاقبة 3 رجال بتهمة “اغتصاب امرأة” تم بثها مباشرة على فيسبوك في وقت سابق من هذا العام في مدينة “أوبسالا” التي تبعد نحو 50 ميلا شمالي ستوكهولم، بعد أن حذر مشاهدو البث المباشر الشرطة التي تمكنت من اعتقال الرجال.

وتثير تلك الأحداث تساؤلات حول انتشار الجرائم وصمت إدارات مواقع التواصل الاجتماعي عنها، وإلى أي مدى تساهم تلك المواقع في تقنين وحظر ومراقبة ذلك المحتوى، وماقدر الحرية التي تسمح به بروتوكلات تلك المواقع.

وحول تلك التساؤلات قال مارك زوكربرج مدير ومؤسس موقع “فيسبوك”:” إن الشركة سوف تفعل كل ما في وسعها للمساعدة في منع نشر محتوى غير مرغوب فيه، وإن الشركة لديها الكثير من العمل للقيام به للحفاظ على مجتمع آمن لمستخدميها”.

وصرحت إدارة الموقع بأنها ” إنها تراجع كيف تم رصدت المواد العنيفة وغير اللائقة بعد حادث كليفلاند”.

وقال متحدث باسم يوتيوب: “يوتيوب لديها سياسات واضحة تحدد ما هو مقبول للنشر، ونحذف على الفور مقاطع الفيديو التي تنتهك قواعدنا عند الإبلاغ عنها”.

في الوقت الذي تعلن فيه الحكومات عدم إمكانيتها عن مقاضاة الموقع الشهير ولامواقع التواصل الاجتماعي لأن بروتوكولات الموقع تحول بينهم وذلك.

وقال سومساك خوسوان، نائب السكرتير الدائم لوزارة الاقتصاد التايلاندية: “لن نستطيع توجيه اتهامات ضد فيسبوك، لأنها مزود الخدمة، والشركة تصرفت وفقا لبروتوكولاتها عندما أرسلنا طلبنا. لقد تعاونت بشكل جيد للغاية”.
https://www.youtube.com/watch?v=6kJ7HLmOyW0
https://www.youtube.com/watch?v=vRU08N97-N0

ربما يعجبك أيضا