«القوة الناعمة».. رؤية إماراتية لكسب القلوب والعقول

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

“الإمارات لها مكانة عظيمة في قلوب ملايين الناس حول العالم ونريد ترسيخ هذه المكانة والوصول بها لمستويات جديدة ودولة الإمارات تمتلك كل المكونات الاقتصادية والثقافية والحضارية لبناء قوتها الناعمة بشكل أسرع بكثير من غيرها”.

بهذه العبارات أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اليوم السبت (29 أبريل 2017)، عن تشكيل “مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات”، بهدف تعزيز سمعتها وترسيخ احترامها، إقليميا وعالميا.

ويتبع مجلس القوة الناعمة بشكل مباشر مجلس الوزراء وسيعمل على صياغة منظومة وطنية متكاملة تشمل الجهات الحكومية والخاصة والأهلية لنقل قصة الإمارات للعالم بطريقة جديدة.

ما هي القوة الناعمة؟

هي سلاح مؤثر يحقق الأهداف عن طريق الجاذبية والإقناع بدل الإرغام أو دفع الأموال، وموارد القوة الناعمة لأي بلد هي ثقافته إذا كانت تتمتع بالقدر الأدنى من الجاذبية، وقيمه السياسية عندما يطبقها بإخلاص داخليا وخارجيا، وفقا لرأي الكاتب “جوزيف ناي” في كتابه “القوة الناعمة.. وسيلة النجاح في السياسة الدولية”.

يقول “جوزيف ناي” إن حسم الصراعات بالقوة العسكرية وحدها أصبح أمرا من الماضي، وأن تحويل الموارد إلى قوة متحققة بمعنى الحصول على النتائج المرغوبة يتطلب خططا استراتيجية جيدة التصميم وقيادة بارعة.

المهام والأهداف

يهدف مجلس القوة الناعمة إلى تعزيز سمعة الإمارات إقليميا وعالميا وترسيخ احترامها ومحبتها بين شعوب العالم، ويختص برسم السياسة العامة واستراتيجية القوة الناعمة للدولة.

وسيعمل مجلس القوة الناعمة على تطوير استراتيجية الدولة في مختلف المجالات العلمية والثقافية والفنية والإنسانية والاقتصادية بهدف ترسيخ التواصل على المستوى الشعبي مع المحيط الإقليمي والعالمي.

كما سيعمل على مراجعة كل التشريعات والسياسات المؤثرة على سمعة دولة الإمارات ورفع استراتيجية متكاملة لمجلس الوزراء خلال الأشهر القادمة ترسخ سمعة الدولة على المستوى الشعبي في جميع المناطق الاستراتيجية عالميا.

ترسيخ سمعة عالمية

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أكد أن دولة الإمارات “لديها القوة العسكرية والاقتصادية واليوم تستعد لبناء منظومة القوة الناعمة من أجل ترسيخ سمعة عالمية تخدم مصالح شعبنا على المدى الطويل”.

وأشار إلى أن الاستثمار في “ترسيخ احترام ومحبة الشعوب الأخرى لدولة الإمارات سيعمل على ترسيخ علاقات دائمة مع هذه الشعوب على المستوى الاقتصادي والسياحي والاستثماري”.

يقول حاكم دبي، إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة نجح في ترسيخ مكانة قوية وغير مسبوقة لدولة الإمارات إقليميا ودوليا خلال السنوات الأخيرة ولا بد من بناء منظومة دبلوماسية شعبية لترسيخ رؤيته في وضع دولة الإمارات كأفضل نموذج للدول من حيث السمعة والمكانة عالميا.

ويضيف “أن الإمارات لها مكانة عظيمة في قلوب ملايين الناس حول العالم ونريد ترسيخ هذه المكانة والوصول بها لمستويات جديدة ودولة الإمارات تمتلك كل المكونات الاقتصادية والثقافية والحضارية لبناء قوتها الناعمة بشكل أسرع بكثير من غيرها”.

قالوا عن القوة الناعمة

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أكد أن “تشكيل مجلس القوة الناعمة رؤية عميقة لاستثمار رصيد منجزاتنا في تعزيز أطر التواصل مع شعوب العالم وتكريس مسارات التقارب الإنساني”، مضيفا “كلنا سفراء الإمارات نحمل واجب إعلاء شأنها وعلينا مضاعفة الجهد لتبقى في قلب المشهد العالمي بنهجها المتميز وقيمها وطموحاتها”.

وسام لوتاه المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية، اعتبر أن “تشكيل هذا المجلس يعد مأسسة لجهود نقل الصورة المشرقة للإمارات إلى العالم ويعكس الفلسفة الحكيمة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتذكير العالم بأن التواصل الانساني هو الأكثر تأثيرا وهو المطلوب اليوم لتحقيق سمعة مستدامة تكسب قلوب الناس وعقولهم معا ورسالة تذكرنا جميعا أن الأهم هو الإنسان والتأثير المستدام فيه”.

الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي، يقول “القوة الناعمة جاءت لتعزيز سمعة دولة الإمارات ومكانتها الرائدة إقليميًا وعالميًا وتوحيد الجهود بحيث يتسنى للجميع من خلالها إبراز خطوات مسيرة دولتنا المشرفة بهدف ترسيخ أواصر المحبة والاحترام والود لوطننا بين شعوب العالم”.

ربما يعجبك أيضا