25 مليون طفل.. جيل ضائع بسبب النزاعات المسلحة

أسماء حمدي

رؤية – أسماء حمدي

يعاني الأطفال في مناطق الصراعات المسلحة في مختلف مناطق العالم، من أزمات عدة تهدد مستقبلهم وتنذر بخطر قد يطال جيلا بأكمله، وتتسبب في أضرار ثقافية أوسع أثرا على المستوى البعيد، لاسيما الانقطاع عن التعليم.

وأصدرت منظمة الأمم المتحدة لشؤون الطفولة “اليونيسيف”، تقريرًا يقول إن النزاعات تحرم 25 مليون طفلا وشابا  تتراوح أعمارهم بين 6 و 15 عاما، من فرص الوصول إلى التعليم، وتشير إلى أن 20% من التلاميذ في سن المرحلة الابتدائية لا يمكنهم التوجه إلى المدارس بشكل عام في مناطق النزاع في 22 دولة حول العالم.

وفي حال لم يتلقى هؤلاء الأطفال تعليما مناسبا فسيدخلون غالبا في حلقة مفرغة من العمالة غير العادلة والفقر، كما قد يكونون عرضة للانتهاكات الجنسية والانضمام لجماعات متشددة.

أطفال سوريا الأسوأ على الإطلاق

بعد ستة أعوام من الحرب لم يعايش أطفال سوريا أهوالها فحسب ففي مخيمات اللاجئين، يوجد أكثر من 1.5 مليون طفل سوري في سن المدرسة في مخيمات اللجوء، نصفهم تقريبا لا يحصلون على تعليم رسمي، ونحو أكثر من 180,000 طفل ممن تتراوح أعمارهم من 5 إلى 17 عاماً يتواجدون في لبنان ولا يرتادون المدارس حاليا، بحسب الاحصائيات الرسمية للأمم المتحدة.

مما يجعلهم عرضة للانضمام للجماعات المتشددة، فبحسب تقرير لليونيسيف نشر الشهر الماضي بعنوان “في الحضيض -معاناة الأطفال في سوريا الأسوأ على الإطلاق”؛ جُنّد أكثر من 850 طفلا لكي يحاربوا في النزاع الدائر، أي أكثر من الضعف مقارنة مع عام 2015.

ويتم تجنيد الأطفال لكي يقاتلوا على الخطوط الأمامية مباشرة، ويشارك الأطفال على نحو متزايد في الأدوار القتالية التي قد تشمل في حالات قصوى القيام بالإعدامات والأعمال الانتحارية بالأحزمة الناسفة أو العمل حراسا في السجون، بينما قتل نحو ألف طفل على الأقل.

دفع الثمن الأكبر في اليمن

ودفع أطفال اليمن الثمن الأكبر للحرب الدائرة هناك، فعلاوة على سوء التغذية الحاد قتل أكثر من 1500 طفل، كما كان أكثر من 1600 آخرين عرضة للتجنيد الإجباري.

ومع توقف رواتب المعلمين والمعلمات منذ أكتوبر الماضي ، بات أكثر من 4 ملايين طفل -أي 70% من عدد طلاب اليمن- مهددين بالتوقف عن الدراسة، وفقا لليونيسيف.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف إن ما يزيد على 70 في المئة من أطفال اليمن حرموا من التعليم بسبب عدم صرف رواتب المعلمين من قبل مليشيات الانقلاب، ما يهدد مستقبل ملايين الاطفال اليمنيين.

جنوب السودان

ففي جنوب السودان على وجه التحديد يصعب على 75 في المئة من التلاميذ في سن المرحلة الابتدائية الذهاب إلى مدارسهم واستكمال تعليمهم بشكل طبيعي.

وتقول جوزفين بورن من “اليونيسيف” إن هذه المشاكل “تؤثر على طبيعة وشكل الأسر والمجتمعات السكانية والعلاقات الاقتصادية”.

وأشارت اليونيسيف إلى أن جنوب السودان تضم أعلى نسبة من الأطفال الذين يفتقدون المدارس في المرحلة الابتدائية، بإجمالي ما يقرب من 72 % من عدد الأطفال هناك لا يسعهم تحصيل التعليم.

نصف أطفال تشاد محرمون من التعليم

وتأتي تشاد ضمن أبرز الدول المتأثرة بهذه الظاهرة حيث يُحرم نصف الأطفال في سن المرحلة الابتدائية في مختلف أنحاء البلاد من فرص التوجه إلى المدارس بسبب الصراع المسلح هناك.

وفي محاولة منها لدعم قطاع التعليم هناك رغم قلة الميزانية المتوفرة لها، استعانت “اليونيسيف” بميسون المليحان وهي ناشطة في مجال التعليم كانت لاجئة من سوريا وتمكنت من زيارة عدة مشروعات في تشاد لمحاولة دعم الأسر التي هجرت مناطق الصراع بين الحكومة النيجيرية وحركة بوكو حرام.

وتقول اليونيسيف إنها لا تمتلك إلا 40 في المئة فقط من الميزانية الكافية لدعم التعليم في بلد مثل تشاد، وتؤكد اليونيسيف أن 90 في المئة من بين الأطفال النازحين إلى تشاد من نيجيريا لم يذهبوا إلى المدارس ولو مرة واحدة في حياتهم.

ثلاثة أرباع فتيات النيجر أميات

وأما بالنسبة للأطفال في المرحلة الثانوية، فقد سجلت النيجر أعلى مستوى من حيث نسبة الأطفال غير المستفيدين من التعليم بواقع 68%.

وأشار البيان إلى أن معدلات الفتيات خارج نطاق التعليم ترتفع في تلك الفئة العمرية (المرحلة الثانوية)، حيث أن 3 أرباع الفتيات في النيجر، واثنتان من كل 3 فتيات في كل من أفغانستان وإفريقيا الوسطى غير ملتحقات بالمدارس.

مدرسون وهميون في أفغانستان

واجه التقدم الذي حققته أفغانستان في تعليم أطفالها تهديدا بينما يتسبب تزايد انعدام الأمن والفساد في إغلاق المزيد من المدارس ويؤدي تراجع التمويل الدولي إلى تقويض نظام يكافح للتغلب على المشاكل.

وتوصف الزيادة في عدد طلاب المدارس، الذي وصل إلى أكثر من سبعة ملايين، بعد أن كان أقل من مليون عندما أطيح بحركة طالبان من السلطة في 2001، بأنها نجاح كبير في مساعي إعادة بناء أفغانستان بعد عقود من الحرب.

لكن التقدم في زيادة معدل الالتحاق بالمدارس توقف كما أُهدرت الأموال المخصصة لبناء مدارس جديدة وألحق آلاف من “المدرسين الوهميين” أضرارا بجودة التعليم، ولن يتمكن أكثر من 3.5 مليون طفل، أو ما يعادل واحد من كل ثلاثة أطفال أفغان، من الالتحاق بالمدرسة للعام الدراسي الجديد ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد.

وتتوقع هيئة إنقاذ الطفولة أن يزيد العدد الإجمالي للأفغان الذين لن يلتحقوا بالمدرسة بأكثر من 400 ألف هذا العام بسبب انعدام الأمن ولأن كثيرين من نحو مليون لاجئ أفغاني من المتوقع أن يعودوا من باكستان في 2017 هم أطفال لن يتمكنوا من الالتحاق بالمدرسة.

ربما يعجبك أيضا