جنوب السودان.. حرب ومجاعة وأيادٍ خبيثة

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

انزلقت دولة جنوب السودان إلى حرب أهلية في 2013، بعد عامين فقط من انفصالها عن السودان، بعدما أقال الرئيس سلفاكير ميارديت نائبه رياك مشار، ما أجبر أكثر من ثلاثة ملايين شخص على الفرار من منازلهم.

حرب وإبادة

وتشهد دولة جنوب السودان منذ ديسمبر 2013، جولات من حرب أهلية قبلية بين قوات الرئيس سلفاكير ميارديت (قبيلة الدينكا) ومسلحين موالين لريك مشار (قبيلة النوير)، النائب المقال للرئيس، ما أسقط مئات القتلى.

وقبل أيام قالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية بريتي باتيل، إن استهداف مجموعات عرقية محددة بالقتل في الحرب الأهلية الدائرة في جنوب السودان يرقى إلى “الإبادة”.

وجرى التوصل إلى اتفاق سلام، في أغسطس 2015، لكنه لم يفلح في إنهاء الحرب، التي أوجدت معاناة إنسانية زادت المجاعة من حدتها في بعض مناطق البلد، الذي يسكنه أكثر من 12.5 مليون نسمة، وانفصل عن السودان عبر استفتاء شعبي، في يوليو 2011.

خطر المجاعة

وحسب تقرير عن الوضع الغذائي نشرته مؤخرا، حكومة جنوب السودان بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف”، فإن 40% من السكان في جنوب السودان مهددين بخطر المجاعة ويحتاجون لمساعدات غذائية عاجلة.

حاكم إحدى الولايات الواقعة في أقصى جنوب شرقي دولة جنوب السودان، أعلن عن إغلاق عدد كبير من المدارس، جرّاء المجاعة التي تعيشها الولاية.

نزوح مدنيين

دعت الأمم المتحدة إلى وقف المعارك في جنوب السودان والتعاون مع الأمم المتحدة وباقي العاملين الإنسانيين لضمان وصول آمن للمدنيين المعرضين لخطر وشيك في الضفة الغربية للنيل، وذلك عقب هجوم جديد للقوات الحكومية أدى الى نزوح مدنيين.

وأعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة عن قلق المنظمة إزاء تصاعد العنف والآلام التي يسببها للمدنيين، بسبب الهجوم الحكومي. واضاف “نحن نحض الحكومة وباقي المتنازعين على وقف المعارك”.

وفي جنوب السودان أكثر من 1.9 مليون نازح في الداخل واكثر من 1.7 مليون لاجئ في دول الجوار.

أيادٍ خبيثة

وقبل أيام شن الرئيس السوداني عمر البشير هجوما على من سماهم “أصحاب الأيادي الخبيثة”، واتهمهم بتخريب دولة جنوب السودان، مؤكدا تدخل بلاده لوقف الحرب والمجاعة فيها.

وأكد البشير في خطاب أمام المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني في الخرطوم، حرص بلاده على الأمن والاستقرار في دولة جنوب السودان، وقال “حريصون على أمن واستقرار جنوب السودان، ولدينا مسؤولية أخلاقية تجاهه”.

إضرابات

بدأ القضاة في جنوب السودان، الثلاثاء2 مايو، إضرابا بسبب ضعف الرواتب وسوء الأحوال المعيشية، مما يزيد من خطر الإفلاتمن العقاب في بلد يعاني بالفعل بسبب النزاعات السياسية والعسكرية وانتشار الجريمة.

وقال المتحدث باسم نقابة القضاة جوريريموندو، إن الصراع أدى إلى خفض عائدات النفط، وأصاب قطاع الزراعة بالشلل، ويدفعالتضخم إلى مستويات شديد الارتفاع مما يجعل رواتب الكثير من موظفي الدولة تكادتكون عديمة القيمة.

مخطط وشائعات

المتحدث باسم جيش دولة جنوب السودان، العقيد سانتو دوميج، قال إن التعزيزات العسكرية المنتشرة في شوارع جوبا لن يتم سحبها في حال استمرار الشائعات التي تتحدث عن وجود خطة للإطاحة بحكومة سلفاكير ميارديت.

وأوضح -عقب نشر قوات الجيش عناصره في مناطق متفرقة بالعاصمة- أن “قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان وبقية المجموعات النظامية الأخرى المنتشرة في شوارع جوبا لن تنسحب إلى حين اختفاء الشائعات المتداولة بخصوص محاولة الإطاحة بالحكومة”.

وأضاف دوميج أن تلك القوات موجودة لتوفير الحماية للمدنيين وممتلكاتهم، نافيا صحة التقارير الإعلامية التي تتحدث عن اعتزام الرئيس سلفاكير التنحي عن السلطة وتسليمها للجيش.

ربما يعجبك أيضا