ماكرون أو مارين..من سيلقى مصير كلينتون؟

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن
يحسم الفرنسيون قرارهم بشأن الرئيس المنتظر من خلال الإدلاء بأصواتهم، اليوم الأحد، في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن.

وأيا كان الفائز فستكون سابقة إما أول إمرأة تصل إلى رئاسة فرنسا أو أصغر رئيس في تاريخ الجمهورية الخامسة وفي الحالتين سيتربع لأول مرة على قمة الهرم السياسي شخصية لا تنتمي للأحزاب السياسية التقليدية.

ويسود الاعتقاد لدى الجميع أن ماكرون سيصبح رئيسًا لفرنسا، وتقول أحدث استطلاعات الرأى أن 65 فى المائة من الأصوات في الجولة الثانية من انتخابات الإعادة ستكون ضد لوبان.

وقبل أن تسود حالة الصمت الانتخابي في فرنسا ترجح استطلاعات الرأي الأخيرة فوز ماكرون (39 عاماً) المصرفي السابق ووزير الاقتصاد السابق في عهد الرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند، الذي جاء في الطليعة في الدورة الأولى من الانتخابات، ما بين 61,5 و63% من الأصوات مقابل 37 إلى 38’5 % لمنافسته البالغة من العمر 48 عاماً.

وقد تكون المشاركة ضئيلة إذ أن 68% فقط من الأشخاص الذين شملتهم استطلاعات الرأي قالوا أنهم سيصوتون بالتأكيد، بينما يغيب وللمرة الأولى منذ ستين عاماً الحزبان التقليديان الكبيران اليساري (الحزب الاشتراكي) واليميني (الجمهوريون) عن الدورة الثانية، أما اليسار المتطرف فيرفض “الاختيار بين الطاعون والكوليرا”.

سيصوت المرشحان في شمال فرنسا. فماكرون سيقترع في منتجع توكيه ولوبن في معقلها العمالي إينان-بومون.

وقد انتهت الحملة الجمعة في حالة من الالتباس مع نشر آلاف الوثائق لحملة ماكرون التي تمت قرصنتها ووضعها على الإنترنت، في حادثة قال فريق المرشح إنها “تزعزع الاستقرار الديمقراطي”.

وأكد هولاند مساء السبت أن عملية القرصنة هذه “لن تمر بلا رد”. وأضاف “كنا نعرف أن هناك مخاطر من هذا النوع خلال الحملة الرئاسية بما أن هذا حدث في أماكن أخرى”.

وأوصت الهيئة الوطنية لمراقبة الحملة الرئاسية وسائل الإعلام “بالبرهنة على روح المسؤولية وعدم تناقل مضمون هذه الوثائق حتى لا تضر بجدية الاقتراع”.

وأضافت أن “نشر أو إعادة نشر مثل هذه البيانات التي تم الحصول عليها بشكل غير شرعي والتي من المرجح أن تكون أضيفت إليها وثائق مزورة يؤدي إلى التعرض للملاحقة القضائية”.

وفور نشرها على موقع تويتر للرسائل القصيرة، تناقل اليمين هذه الوثائق.
وخلال مناظرة تلفزيونية حامية الأربعاء، كررت لوبن اتهامات لا مصادر لها انتشرت على الإنترنت تفيد بأن لمنافسها حساباً مصرفياً في جزر الباهاماس، ما دفع الأخير إلى رفع دعوى قضائية لتعرضه للتشهير.

وقبل كشف هذا الاختراق الإلكتروني لحملة وزير الاقتصاد السابق في عهد هولاند، تصاعد التوتر مع إعلان اعتقال متطرف بايع تنظيم الدولة الإسلامية قرب قاعدة عسكرية جوية في إيفرو (حوالي 100 كلم شمال غرب باريس) وكان يخضع منذ 2014 للمراقبة بسبب تطرفه.

وتحوم الشبهات حول التدخل الروسي في اختراق حملة ماكرون، حيث أن الحادث مشابهًا لما حدث مع مرشحة الانتخابات الأمريكية هيلاري كلينتون العام الماضي.

ومساء 20 أبريل/نيسان، أي قبل 3 أيام من الجولة الأولى من الانتخابات، قتل شرطي في جادة الشانزيليزيه في باريس وتبنى الاعتداء تنظيم الدولة الإسلامية المسؤول عن معظم الهجمات التي أوقعت 239 قتيلاً في البلاد منذ يناير/كانون الثاني 2015.

وسيتم تعزيز الإجراءات الأمنية الأحد حول مراكز الاقتراع ونشر أكثر من 50 ألف عنصر من رجال الأمن، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية التي وعدت بأن تجري هذه الانتخابات وسط “إجراءات أمنية على أعلى درجة”.

ومن المتوقع أن يكون ماكرون قادر على اجتذاب طائفة أوسع من الناخبين في الجولة الثانية، لذلك المؤشرات كلها تذهب لصالح ماكرون إلا أن ماحدث في الانتخابات الأمريكية وفوز دونالد ترامب على الرغم من التوقعات بخسارته تؤكد أنه لا توقعات نهائية وأن ماكرون قد يلقى مصير هيلاري كلينتون بخاصة بسبب تزايد مخاطر العمليات الإرهابية، كما أن المرشحين غير راضين عن الوضع الأمني الحالي، فيما تمتلك لوبان خطة أمنية محكمة لغلق الحدود وتشديد الإجراءات الأمنية واتباع سياسة صارمة مع الاتحاد الأوروبي.

ربما يعجبك أيضا