ماذا يريد ترامب من السعودية؟

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن
ينطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أولى جولاته للشرق الأوسط نحو السعودية ثم الفاتيكان وإسرائيل، والتي تعد “استعراض رمزي للعزم” أمام حلفاء أمريكا المقربين، الذين تأمل إدارة ترامب في أن يجددوا جهودهم لمواجهة التطرف والتعصب حول العالم.

بينما أكد أشخاص مطلعون على التخطيط للجولة، التي تبدأ بالمملكة العربية السعودية وإسرائيل والفاتيكان ثم بروكسل وصقلية للمشاركة في اجتماعات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقمة مجموعة الدول الصناعية السبع أواخر مايو/ أيار الجاري، أنها تهدف إلى الإعلان عن “عهد جديد” في السياسة الخارجية الأمريكية.

ووصفت السعودية اللقاء الذي سيجمع ترامب بقادة الخليج بالتاريخي، فيما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن ترامب لا يحمل أي ضغينة للعرب والمسلمين ويفند أيضًا فكرة معادة أمريكا للمسلمين.

وتقول مجلة «نيوزويك» الأمريكية أن ترامب اتخذ قرارًا صارمًا بحظر دخول المسلمين من بعض البلدان العربية وهو ما وصفته منظمة المؤتمر الإسلامي بأنه قرار خطير وسيشجع الراديكالية المتطرفة في كل بلدان العالم، بينما قال المستشار السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إن إدارة ترامب قالت للمملكة العربية السعودية إن هذه الإجراءات ليست “حظرًا على المسلمين” وإن الحكومة السعودية تثق بكلامهم”.

وقال مصدر مسؤول، شارك في التخطيط للمحطة الأولى من جولة ترامب في المملكة العربية السعودية، إن هذه الزيارة معدة بشكل محدد لدحض الانطباعات عن أن ترامب معاد للمسلمين، وذلك بعد بعض الأفعال التي أثارت العالم الإسلامي مثل المرسوم التنفيذي بحظر دخول مواطنين من بعض الدول الإسلامية للولايات المتحدة، ودعوته خلال الحملة الانتخابية إلى منع دخول المسلمين.

وأضاف المصدر، في تصريحات لـCNN: “لقد اعتقدنا أن ذلك مهم جدا لأنه من الواضح أن الناس حاولوا رسم صورة بطريقة ما عن الرئيس ترامب، بينما أعتقد أن ما يريد فعله هو حل نفس المشكلة التي يريد الكثير من قادة العالم الإسلامي حلها”.

وكشفت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية أبرز ما سيتم تناوله خلال لقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع قادة العالم الإسلامي الذين سيلتقيهم خلال زيارته المقرّرة إلى المملكة العربية السعودية الشهر الجاري.

ووفقاً لمسؤول أمريكي كبير؛ فإن ترامب سيناقش خلال زيارته إلى السعودية عدة بنود؛ أهمها إيجاد حل طويل الأمد لـ “التطرّف”، واتخاذ إجراءات إضافية لوقف تمويل المنظمات المسلّحة، ومواجهة تأثير إيران وتنظيم الدولة، وزيادة التعاون الأمني بين دول الشرق الأوسط.

وفي حملته الانتخابية قال ترامب إن “الأولوية الأولى هي تفكيك الصفقة الكارثية مع إيران” واشتكى الرئيس الأمريكي في أبريل نيسان من أن إيران “لا ترقى إلى روح الاتفاق” حسبما ذكرت وكالة أنباء “أسوشيتد برس”.
ويرى ترامب أنه يخطو نحو علاقات أوثق مع المملكة العربية السعودية ومصالحها في المنطقة، حيث إنها غالبًا ما تكون في صراع مباشر مع إيران. حيث دعمت الدولتان الجانبين المتحاربين في سوريا، حيث تدعم إيران الرئيس السوري بشار الأسد، وتدعم السعودية الجماعات المعارضة للأسد.

وفي اليمن، يقاتل التحالف الذي تقوده السعودية ضد “الحوثيين”، ومن بين الأسباب التي تجعل ترامب والمملكة العربية السعودية يتطلعان إلى تنمية علاقة وثيقة بينهما، هو موقفهما المشترك بشأن إيران. وتبدو الإدارة الحالية أكثر قربا للمصالح السعودية مما كانت عليه في عهد باراك أوباما الذي أبرم اتفاقًا نوويًا أنهى معظم العقوبات ضد إيران.

ربما يعجبك أيضا