وسط عاصفة القتال.. «الكوليرا» تفتك باليمنيين

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

اليمن، الذي تمزقه الحرب، يقاتل في معركة أخرى ضد الكوليرا، التي انتشرت منذ منتصف أكتوبر 2016، ومات بسببها العشرات، بحسب فريق من وزارة الصحة وعدة مؤسسات تابعة للأمم المتحدة.

مرض الكوليرا

الكوليرا مرض شديد الفوعة إلى أقصى حد، ويمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، ويستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياه ملوثة.

وتؤثر الكوليرا على كل من الأطفال والبالغين وبمقدورها أن تودي بحياتهم في غضون ساعات إن لم تُعالج.

انتشار سريع

وانتشرت الكوليرا بشكل سريع داخل اليمن، خلال الأسابيع القليلة الماضية، ما ينذر بكارثة صحية قد تهدد الآلاف من اليمنيين، ليضاف إلى قائمة الأزمات التي يعاني منها اليمن والتي خلّفها الصراع المسلح الدائر منذ أكثر من عامين.

ما يزيد عن ألفي شخص مصابون بالكوليرا في اليمن، وفقا لبيانات رسمية تتغير على مدار الساعة. كما يعاني أكثر من 14 مليون يمني من انعدام الخدمات الصحية، بحسب منظمة الصحة العالمية، التي حذرت من أن نقل الطواقم الطبية وعلاج الجرحى يزداد صعوبة.

الصحة العالمية

ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، أعرب عن قلقه البالغ إزاء انتشار المرض بصورة سريعة قائلا “هذا أمر مقلق للغاية.. نحن نشهد عودة نشاط وباء الكوليرا”.

المنظمة التابعة للأمم المتحدة، أعلنت اليوم الثلاثاء (9 مايو 2017) وفاة 34 شخصًا وإصابة 2000 آخرين بمرض الكوليرا في اليمن خلال 11 يوما فقط. تقول المنظمة، إن بعض الحالات تكون خطيرة بحيث تؤدي إلى الوفاة خلال بضع ساعات لو لم تعالج بحقن المحاليل في الوريد والمضادات الحيوية.

وأرجعت الأمم المتحدة سبب تفشي وباء الكوليرا في اليمن إلى الحرب الدائرة هناك منذ عامين وتسببها في تدمير البنية التحتية والكهرباء التي أدت لتوقف ضخ المياه النظيفة بانتظام.

انزعاج وقلق

يقول ممثل “أطباء بلا حدود” في اليمن غسان أبو شعر، إن هناك تخوفا من إمكانية تحول المرض إلى وباء، إذ أنه بعد سنتين من الحرب انهار النظام الصحي، ودمرت مستشفيات كثيرة، ورواتب موظفي وزارة الصحة لم تدفع منذ أشهر”.

ويوضح “يتنقل المرضى من منطقة إلى أخرى بحثا عن مراكز صحية لا تزال تعمل، وينقلون معهم المرض، ما يساعد على انتشاره في مناطق أخرى”.

ممثل “أطباء بلا حدود” أشار إلى أنه تم تقديم العلاج لأكثر من 570 حالة على الأقل في الأسابيع الثلاثة الماضية، يشتبه في إصابتهم بالكوليرا في مناطق عدة من اليمن، مشددا على أن حالات الإصابة بالكوليرا ازدادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

من جهته حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، من تفشي الكوليرا في اليمن، مؤكدًا أن وضع القطاع الصحي في مختلف المحافظات اليمنية يبعث على الانزعاج والقلق، ويُنذِر بكارثة إنسانية يُمكن تفاديها إن جاءت الاستجابة الدولية في الوقت المناسب.

ودعا أبو الغيط، المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية إلى سرعة التدخل للحيلولة دون تدهور الوضع الصحي والإنساني في اليمن، مناشدًا الدول المانحة سرعة الوفاء بالتعهدات المالية التي أعلنت عنها في مؤتمر المانحين بجنيف، لتوفير التمويل اللازم لعمليات الإغاثة الإنسانية، إنقاذًا لحياة الملايين من أبناء الشعب اليمني المُهددين بالأوبئة.

الانقلابيون يخفون الحقائق

وزارة الصحة اليمنية، الواقعة تحت سيطرة المتمردين الحوثيين، تتعمد إخفاء الأرقام الحقيقية للوفيات خوفًا من سخط السكان المتصاعد يومًا بعد يوم، وأعلنت فقط عن الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض بينما تكتمت على عدد الوفيات.

ودرج وزيرالصحة في حكومة الانقلابيين -المنتمي لحزب المؤتمر الفصيل الموالي للمخلوع صالح-  محمد بن حفيظ، على إرسال رسائل استغاثة بشكل مستمر للمنظمات العاملة في المجال الصحي، في مقدمتها منظمة الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية، لمساعدة الوزارة على وضع حد لتفشي وباء الكوليرا.

ورفضت ميليشيات الحوثي التي تسيطر على عدد من المحافظات، رالسماح لنزلاء بتلقي العلاج، بعدما أصيبوا بالكوليرا داخل السجن، بحسب مصادر طبية.

ربما يعجبك أيضا